شنت حركة الشباب الصومالية هجومين بالقنابل على قوات حفظ السلام الأفريقية وعربات حكومية أسفرا عن مقتل 12 شخصا على الأقل في أول هجوم كبير تشنه الحركة انتقاما لمقتل زعيمها أحمد جودان. وحركة الشباب الإسلامية أو حزب الشباب أو حركة الشباب المجاهدين أو الشباب الجهادي أو الشباب الإسلامي هى حركة إسلام سياسي قتالية صومالية تنشط في الصومال، تتبع فكريا لتنظيم القاعدة الذي يتزعمه أيمن الظواهري . وتتهم من عدة أطراف بالإرهاب بينها وزارة الخارجية الأمريكية، والنرويج والسويد. والحركة التي تأسست في أوائل 2004 كانت الذراع العسكري لاتحاد المحاكم الإسلامية التي انهزمت أمام القوات التابعة للحكومة الصومالية المؤقتة غير أنها انشقت عن المحاكم بعد انضمامه إلى ما يعرف ب"تحالف المعارضة الصومالية". ولا يعرف تحديدا العدد الدقيق لأفراد هذه الحركة إلا أنه عند انهيار اتحاد المحاكم الإسلامية التي خلفتها حركات إسلامية من قبيل حركة الشباب قدر عدد الأولى بين 3000 إلى 7000 عضو تقريبا ويعتقد أن المنتمين للحركة يتلقون تدريبات في إريتريا حيث يقيمون لستة أسابيع في دورة يكتسبون خلالها مهارات حرب العصابات واستخدام القنابل والمتفجرات. كما أن هناك من يقول إن تلك الحركة تمول نشاطاتها من خلال القرصنة قبالة سواحل الصومال، كما يتواجد مقاتلون أجانب مسلمون داخل الحركة كانوا قد دعوا للمشاركة في (جهاد) ضد الحكومة الصومالية وحلفائها الإثيوبيين .. كذلك تقوم عناصر تابعة للحركة بالقيام بالتفجيرات الانتحارية، من بينها اغتيال وزير الداخلية الصومالي السابق عمر حاشي أدن في 18 يونيو 2009 الذي قضى في التفجير داخل فندق ببلدة بلدوين وسط الصومال وقتل معه 30 شخصا على الأقل حيث أعلن متحدث باسم الحركة في مؤتمر صحفي لاحق تبني الحركة للهجوم ووصفها للوزير "بالمرتد الكافر". وتقوم الحركة بالتضييق على المواطنين حيث قامت بمنع الرقص والموسيقى في حفلات الزفاف وإغلاق المقاهي ودور السينما ومنع مشاهدة الأفلام السينمائية والنغمات الموسيقية في الهواتف المحمولة ولعب مباريات كرة القدم أو مشاهدتها.. كما قامت المحاكم التابعة للحركة بتنفيذ عمليات جلد وإعدام وبتر أطراف في عدة مناطق أغلبها في منطقة كيسمايو الجنوبية والأحياء الخاضعة لسيطرتها في مقديشيو، وذلك عبر "جيش الحسبة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" الذي استحدثته لهذا الغرض. كما قام تنظيم الشباب بإعدام عدة مئات من المسيحيين الصوماليين (الذين لا يزيد عددهم على الألف) منذ عام 2005، وكذلك قامت الميليشيا التابعة لهم بإعدام أشخاص اشتبه في تعاونهم مع الاستخبارات الإثيوبية، فضلا عن هدم أضرحة تابعة لمسلمين صوفيين في المناطق التي تسيطر عليها إضافة إلى إغلاق مساجدهم وجامعتهم بدعوى أن ممارسات الصوفيين تتعارض مع مفهوم هذه الجماعة للشريعة الإسلامية". اتباعا لقول الرسول (ص) (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد). كذلك تقوم المجموعة من خلال ما تسميه "محكمة إسلامية" بالحكم على نساء ورجال بالجلد من قبيل "الزنا" فيما يتهمهم الرئيس الصومالي شريف شيخ أحمد "بتشويه الإسلام ومضايقة النساء. وذكرت صحيفة /واشنطن بوست/ الأمريكية أن التفجيرين اللذين تفصل بينها ساعة واحدة ووقعا في نفس الطريق التي تقع جنوب غربي مقديشيو استهدفا قافلة لقوات الاتحاد الأفريقي وقافلة حكومية صومالية من الشرطة وقوات الأمن الوطني، وأصيبت حافلات مدنية بالقرب من الانفجار الأول. وقال المتحدث باسم العمليات العسكرية للحركة شيخ عبد العزيز أبو مصعب "نحن مسئولون عن السيارتين الملغومتين اللتين كان يقودهما مجاهدون. وتذكر هذه الهجمات بأن حركة الشباب التي تريد فرض الشريعة بطريقة صارمة في الصومال ما زالت تمثل خطرا كامنا قادرا على شن هجمات كبيرة حتى بعد أن فقدت قائدها أحمد جودان في ضربة أمريكية .. وحذر خبراء من أن وفاة جودان ربما تؤدي لمزيد من الهجمات. ووضع وزير الأمن الوطني في الصومال القوات المسلحة في درجة تأهب عالية .. وقال إن الحكومة تستعد لهجمات محتملة قد يشنها المتشددون على المستشفيات أو المدارس. وعينت حركة الشباب زعيما جديدا وقالت إن أعداء الحركة سيحصدون "الثمار المرة‘‘ للهجوم .. وقال عبد القادر محمد سيدي حاكم منطقة شابيلي السفلي إلى الجنوب من مقديشيو إنه كان يستقل سيارة خلف القافلة وقت التفجير وشاهد ثلاث مركبات مدنية في المنطقة ذاتها. وقال إن أكثر من 12 شخصا قتلوا في حافلة صغيرة وأصيب جنديان من قوات الاتحاد الأفريقي في ذلك الهجوم الذي وقع على مسافة نحو 20 كيلومترا من العاصمة. وقال المتمردون إن بين القتلى في الهجوم أربعة أمريكيين وآخر من جنوب أفريقيا ولا يوجد تأكيد رسمي وغالبا ما تختلف الأرقام والتفاصيل التي تعلنها حركة الشباب عن تلك التي ترد في الروايات الرسمية اختلافا كبيرا. وقال الحاكم إن أكثر من 20 شخصا أصيبوا في الانفجار الأول بينهم جنديان أفريقيان.