عزلت السلطات الصومالية مدير الأمن الوطني ووضعت جيشها في حالة تأهب تحسبا لرد فعل انتقامي بعد تأكيد حركة الشباب المتشددة مقتل قائدها في غارة جوية أمريكية. وتعهدت الحركة بالانتقام لمقتل زعيمها أحمد جودان وعينت الشيخ أحمد عمر أبو عبيده قائدا جديدا لها وجددت التأكيد على ارتباطها بتنظيم القاعدة. ولم يكن أبو عبيده معروفا بقدر كبير قبل توليه قيادة الحركة. وتولى مدير الأمن الوطني عبد الله محمد علي منصبه في يوليو الماضي، لكن رضوان عبد الولي المتحدث باسم الحكومة أعلن عقب اجتماع لمجلس الوزراء إن نائب علي سيتولى منصبه دون ذكر أسباب ..مشيرا إلى أن وزيري الدفاع والأمن دعيا لتوخي الحذر بشكل خاص عقب مقتل جودان . وفي كلمة نقلتها الإذاعة والتلفزيون قال وزير الأمن الوطني الجنرال خليف أحمد أريج إن الحكومة تستعد لهجمات محتملة قد تشنها الحركة على مستشفيات ومدارس ووضعت القوات المسلحة في حالة تأهب. وتحت قيادة جودان زادت التفجيرات والهجمات الانتحارية التي تشنها حركة الشباب بشكل كبير في الصومال ودول أخرى في المنطقة من بينها كينيا وأوغندا. وحركة الشباب الإسلامية أو حزب الشباب أو حركة الشباب المجاهدين أو الشباب الجهادي أو الشباب الإسلامي هي حركة إسلام سياسي قتالية صومالية تنشط في الصومال، تتبع فكرياً لتنظيم القاعدة الذي يتزعمه أيمن الظواهرى . وتتهم من عدة أطراف بالإرهاب بينها وزارة الخارجية الأمريكية، والنرويج والسويد. وتأسست الحركة في أوائل 2004 وكانت الذراع العسكري لاتحاد المحاكم الإسلامية التي انهزمت أمام القوات التابعة للحكومة الصومالية المؤقتة غير أنها انشقت عن المحاكم بعد انضمامه إلى مايعرف ب"تحالف المعارضة الصومالية". ولا يعرف تحديدا العدد الدقيق لأفراد هذه الحركة إلا أنه عند انهيار اتحاد المحاكم الإسلامية التي خلفتها حركات إسلامية من قبيل حركة الشباب قدر عدد الأولى بين 3000 إلى 7000 عضو تقريبا ويعتقد أن المنتمين إلى الحركة يتلقون تدريبات في إريتريا حيث يقيمون لستة أسابيع في دورة يكتسبون خلالها مهارات حرب العصابات واستخدام القنابل والمتفجرات. كما أن هناك من يقول إن تلك الحركة تمول نشاطاتها من خلال القرصنة قبالة سواحل الصومال .. كما يتواجد مقاتلون أجانب مسلمين داخل الحركة كانوا قد دعوا للمشاركة في (جهاد) ضد الحكومة الصومالية وحلفائها الإثيوبيين .. كذلك تقوم عناصر تابعة للحركة بالقيام بالتفجيرات الانتحارية، من بينها اغتيال وزير الداخلية الصومالي السابق عمر حاشي أدن في 18 يونيو 2009 الذي قضى في التفجير داخل فندق ببلدة بلدوين وسط الصومال وقتل معه 30 شخصا على الأقل حيث أعلن متحدث باسم الحركة في مؤتمر صحفي لاحق تبني الحركة للهجوم ووصفها للوزير "بالمرتد الكافر". وتقوم الحركة بالتضييق على المواطنين حيث قامت بمنع الرقص والموسيقى في حفلات الزفاف وإغلاق المقاهي ودور السينما ومنع مشاهدة الأفلام السينمائية والنغمات الموسيقية في الهواتف المحمولة ولعب مباريات كرة القدم أو مشاهدتها.. كما قامت المحاكم التابعة للحركة بتنفيذ عمليات جلد وإعدام وبتر أطراف في عدة مناطق أغلبها في منطقة كيسمايو الجنوبية والأحياء الخاضعة لسيطرتها في مقديشو، وذلك عبر "جيش الحسبة الآمر بالمعروف والنهي عن المنكر" الذي استحدثته لهذا الغرض. كما قام تنظيم الشباب باعدام عدة مئات من المسيحيين الصوماليين (الذين لا يزيد عددهم عن الألف) منذ عام 2005، وكذلك قامت الميليشيا التابعة لهم باعدام أشخاص اشتبه في تعاونهم مع الاستخبارات الإثيوبية ، فضلا عن هدم أضرحة تابعة لمسلمين صوفيين في المناطق التي تسيطر عليها إضافة إلى اغلاق مساجدهم وجامعتهم بدعوى أن ممارسات الصوفيين تتعارض مع مفهوم هذه الجماعة للشريعة الإسلامية". اتباعا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم(لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) كذلك تقوم المجموعة من خلال ما تسميه "محكمة إسلامية" بالحكم على نساء ورجال بالجلد من قبيل "الزنا" فيما يتهمهم الرئيس الصومالي شريف شيخ أحمد "بتشويه الإسلام ومضايقة النساء". وصعدت القوات الصومالية وقوات حفظ السلام الإفريقية من عملياتها ضد حركة الشباب هذا العام عقب تزايد الهجمات المسلحة والتفجيرات في مقديشو بشكل ملحوظ ضد المشرعين والقصر الرئاسي ، وتسعى حكومات غربية ودول مجاورة للقضاء على الحركة التي يقولون إنها استغلت الفوضى التي يعاني منها الصومال لجذب الجهاديين من الخارج وتدريبهم على القتال وأطلقت حركة الشباب الصومالية تهديدا بتنفيذ هجمات في الولاياتالمتحدة وشرق إفريقيا، محذرة الرئيس الأمريكي باراك أوباما من سماع "أنباء صادمة" ردا على مقتل قائد الحركة في غارة أمريكية. ونشرت الحركة المتشددة تهديدها بعد ساعات من تنفيذها هجومين داخل الصومال استهدفا قوات حفظ السلام الإفريقية وقافلة حكومية تسبب بمقتل 18 شخصا. وقال فؤاد محمد خلف شونجول المسؤول الكبير في الحركة في رسالة مسجلة "لينتظر مجاهدونا أنباء طيبة ولينتظر أوباما أنباء صادمة" متوعدا بالانتقام لمقتل قائد الحركة أحمد عبدي جودان . وهدد شونجول في رسالته بتنفيذ هجمات جديدة في كينيا وأوغندا مضيفا "كما قتلتموه (جودان) سيقتل الكثير من الأمريكيين في نيويورك وواشنطن. هذا حقيقي. لقد جرى بالفعل تجهيز رجال".