يعاني مئات الصيادين في بحيرة البرلس من أزمة حادة بسبب تردي أوضاع ثاني أكبر بحيرات مصر من حيث المساحة، ما دفع عدد كبير منهم إلى هجر مهنة أجدادهم، والتوجه إلى أعمال أخرى، فلجأ بعضهم إلى حراسة العمارات "بواب" في مدن كبرى، بعدما ضاقت بهم السبل. وتعود أزمة بحيرة البرلس إلى سنوات منذ أن بدأت أعمال تجريف مساحات كبيرة منها، لكن الأوضاع تفاقمت بعد إحلال وتجديد بوغاز قناة برمبال لتغذية المنطقة الغربيةوالشرقية التابعة لجمعيتي صائدي الأسماك ببرمبال ومدينة المرشد للتنفيذ، وتم إسناد عملية التجديد بمبلغ 6 ملايين ونصف لعمل سحارة تمر أسفل ترعة الرشيدية لتغذية البحيرة بالزريعة من القاروص والبلطي والبوري عن طريق البحر المتوسط فرع نيل رشيد، إلا أنهم وضعوا مواسير حديد بالقنال، ما أدى إلى الانسداد الدائم للمواسير بالمخلفات ومنع مرور الزريعة وإهدار مبالغ طائلة على مشروع ضاعف أزمة البحيرة والصيادين. وقال السيد مومية، صياد، إن الحكومة صرفت 6 ملايين ونصف على بوغاز لا يفيد البحيرة، كما صرفت على البركة الغربيةوالشرقية 200 مليون، لكن التعديات مازالت موجودة بالبركة الشرقية، وأصبحت بحيرة البرلس مأوى للخارجين على القانون ومافيا الصيد الجائر ومراكب مخالفه تعمل بقوة الريح لصيد الأسماك الصغيرة وتعبئتها فى أجوالة سعة 50 كيلو لبيعها لأصحاب مصانع الأعلاف. وأكد محمد كريم، صياد، أن البحيرة صارت ملكا لأصحاب النفوذ ومافيا الزريعة، وتعاني الكثير من المخلفات الصارخة؛ مثل عدم المراقبة من منطقة الثروة السمكية وشرطة المسطحات، ما أدى إلى اختفاء بعض الأسماك النادرة مثل القاروص وسمكة موسى والبلطى والطوبار بسبب تلوث المياه بالصرف الصحي، حيث يتم إلقاء مخلفات أكثر من 48 قرية في مصرف 10، الذي يصب مياهه عبر طلمبات الهكس، كما أن جمعية الثروة الحيوانية بقرية زبيدة تلقي مخلفات مزارعها السمكية بالبوغاز والبحيرة. وأوضح مرسى دواد، صياد، أن معظم زملائه باعوا التراخيص وهجروا البحيرة من كثرة التعديات وانتشار الصيد الجائر، مضيفا أن الصياد الذي يعمل بالوسائل القانونية، لا مكان له؛ بسبب دور البوص، التي دمرت البركة الغربيةوالشرقية من المخزون السمكي. وأكد شحاتة فلفل: "أرسلنا فاكسات لجميع المسؤولين لحماية البحيرة من مافيا الدور، لكن مفيش فايدة"، مطالبا بمحاسبة كل من يتعدى على المسطح المائي وتغريمه 10 آلاف جنيه عن طريق المحافظة وعدم التصالح ب150 جنيها مع المعتدين. وأضاف أن الدولة تنفق ملايين الجنيهات دون جدوى، ومافيا الزريعة غزت البركة الغربيةوالشرقية، ما أدى إلى هجرة الصيادين للبحيرة، موضحا أن رئيس جمعية الصيادين السابق، قدم اسقالته بسبب عدم وجود شرطة المسطحات ومشرفي منطقة الثروة السمكية، مؤكدا أن عدم الرقابة تسبب في خراب بحيرة البرلس، واضطر أصحاب المهنة الملتزمين إلى هجرها وبعضهم لجأ للعمل في حراسة العمارات "بواب" في مدن كبرى مثل القاهرة والإسكندرية.