فى محاوله لدمج ذوي الاحتياجات الخاصة في نسيج المجتمع انطلقت بمحافظة البحيرة أول مبادرة مجتمعية لهذا الغرض حملت عنوان "وطن يجمعنا.. نحو بيئة صديقة لذوي الإعاقة". جاءت المبادرة التي أطلقتها الدكتور أحمد المحص، بطل مصر للمعاقين في تنس الطاولة، لوضع آليات لتمكين ذوي الإعاقة وتوفير احتياجاتهم في البيئة المحيطة التي لا تتوافر بها وفقا لما أكده المحص. وأكد المحص، أن المبادرة تتضمن عدة محاور منها نشر وعي مجتمعي بطبيعة متطلبات ذوي الاحتياجات الخاصة سواء المعاقين بدنيا أو ذهنيا حتى لا يتعامل معهم المجتمع باعتبارهم أشخاصا مختلفين أو ينقصهم شيء وإزالة كافة مظاهر التعاطف أو الشفقة التي تسبب لهم الأذى النفسي. كما شدد على ضرورة توفير احتياجاتهم في كافة المنشآت التي تساعدهم على التنقل والحركة دون معاناة مثل سلالم مخصصة للكراسي المتحركة أو إشارات للصم والبكم، أو غير ذلك من وسائل التوضيح والتيسير. ويأتي المحور الثاني من خلال سبل الوقاية من الإعاقة العقلية وذلك بتوفير خدمة صحية للمتزوجين تمكنهم من الوقاية من ذلك النوع، إضافة إلى إعادة النظر في حزمة التشريعات التي تتعامل مع مشكلات ذوي الإعاقة وضرورة تعديلها وتطويرها حتى تكون دافعا في دمجهم بشكل كامل في المجتمع. وأكد المحص، أن المبادرة التي انطلقت بمكتبة مصر العامة في دمنهور، برعايه المهندسة نادية عبده، محافظ البحيرة، ومشاركة كل من جامعة دمنهور، ومديرية التربية والتعليم، وجهاز شؤون المعاقين، تستهدف أيضا الوصول إلى إحصاء دقيق لذوي الاحتياجات الخاصة في ظل نقص وغياب كامل لأي معلومات عن أرقام المعاقين بدقة وأنها تأتي بالتزامن مع اعتبار عام 2018عاما لذوي الاحتياجات الخاصة. وأشار إلى أن المبادرة سوف تجوب مدن وقرى البحيرة خلال الأشهر القليلة القادمة لتوعية كافة الجهات والمؤسسات بحجم المعاناة التي يعيشها المعاقون في ظل الوضع الحالي الذي لابد من تغييره ليتلاءم مع ظروفهم وأوضاعهم. من جانبها، قالت الدكتوره أندريا أنور، أستاذ علم النفس بجامعة دمنهور وإحدى المشاركات في المبادرة، إنه تم صناعة عدد من الأفلام التسجيلية بالجهود الذاتية وبأقل الإمكانيات لتوضيح الآثار السلبية التي تحدث للمعاقين سواء ذهنيا أو بدنيا نتيجة غياب وعي المجتمع بطبيعتهم. وأضافت أن المبادرة هي الأولى من نوعها بين محافظات مصر وأنها تسعى للتواصل مع المجتمع وتغيير الثقافة السائدة تجاه ذوي الاحتياجات الخاصة، كما أكدت أن كثيرا من أولياء الأمور يفتقدون الثقافة الكافية للتعامل مع أطفالهم المرضى، وهذا يسهم في مزيد من المشكلات النفسية والذهنية للأطفال.