32 شهرًا مرت على ذبح 20 مصريًا جميعهم من أبناء القرى الفقيرة بمحافظة المنيا، وطوال تلك الفترة لم تذق أسر هؤلاء الضحايا طعم الراحة، بل زداد من آلامهم غياب أجساد أبنائهم عنهم بعد قتلهم، إلى أن أعلنت السلطات الليبية، منذ 3 أيام، عن التوصل لرفات الضحايا الذين تم ذبحهم، داخل مقبرة جماعية عُثر عليها بإحدى المناطق الصحراوية القريبة من مدينة سرت الليبية، وتم استخراج الرفات تمهيدا لفحصها والتفاوض على عودتها لذويهم، ما بعث الأمل في نفوس الأهالي من جديد بعودة رفات أبنائهم ودفنهم بالقرب منهم، وهو الانتصار الأفضل لديهم بحسب قولهم، بعد نيل الشهادة. في قرية العور، مسقط رأس عدد من الضحايا، خرجت الكلمات متشابهة ومعبرة عن فرحة الأهل بظهور رفات أبنائهم، واحتمالية عودتهم إليهم، خاصة في ظل وجود مقبرة بكنيسة القرية بنيت منذ فترة، استعدادا لتلك اللحظة. وقالت ملكة عياد، زوجة الشهيد تواضروس يوسف، ل"البديل" إنها تلقت الخبر بفرحة غير مسبوقة، ودخلت في حالة بكاء هيستيري من الفرحة، بعد أن أخبرها شقيق زوجها بالنبأ الذي قرأه في بعض وسائل الإعلام، مضيفة: حلمت منذ 4 أيام بأنني أتلقى ثوبين أبيضين من أحد الأشخاص، ولم أكد أفسره وأحكيه إلا وجاءتني البشرى حيث قالوا لي "أجساد الغاليين هترجع" وهذا كان تفسيري للحلم. وأضافت زوجة تواضروس: كنت على يقين طوال تلك الشهور والأيام بأنني سأحتضن زوجي مرة أخرى ولو كان رفاتا، وكنا جميعا على ثقة من عودتهم إلينا بأي حال من الأحول ولكن لم نكن نعلم الطريقة والوقت، وتحققت ثقتنا في الله، وأنا وأبنائي الثلاثة ومصر جميعا فخورون بهم وبشهادتهم، ودائما نرفع رؤوسنا عندما نتحدث عنهم وعن بلدنا بنشكر كافة المسؤولين، وده بالنسبة لنا حلم كبير، وهم رفعوا رأس مصر جميعًا. وقال شنودة شكري، شقيق الشهيد يوسف شكري، إن الجهود التي بذلتها الحكومة لعودة رفات الضحايا كانت كبيرة للغاية، حيث إن المقصود من البداية ليس الأقباط فقط ولكن المقصود بها محاولة كسر الدولة، وهو الأمر الذي فشل فيه الارهابيون، مضيفًا: شهادة كل فرد منهم فخر على رؤوسنا وجميعنا فداء للوطن كمصريين. وأضاف شنودة: فرحتنا الآن كبيرة رغم الحزن الدفين، وبعد أن كنا ننتظر عودة أبنائنا وإخوتنا أحياء ها نحن سنستقبلهم رفات، ولكن كل شيء يهون مقابل الشهادة، كما أن ظهور رفاتهم مع انتهاء بناء الكنيسة التي يجرى تشييدها منذ الحادثة وحتى الآن مع تخصيص مقبرة لدفن الشهداء يعد ترتيبا من الله لعودتهم في الموعد المناسب، مقدما الشكر لرئيس الدولة والخارجية والمخابرات على المجهودات الكبيرة التي تم بذلها لعودة أبنائهم، ومطالبا بالقصاص من المتهمين الذين تردد الإعلان عن ضبطهم بليبيا منذ أيام قليلة ماضية. وأنهى شقيق يوسف حديثه قائلا: عاش أبناؤنا فقراء وهاجروا وذبحوا معا، وسيتم دفنهم أيضًا في نفس المكان، وهو خير تكريم لهم وللمحافظة ككل. وكشف مصدر بمطرانية سمالوط، عن تكثيف العمل بكنيسة الشهداء بقرية العور لإنهاء التشطيبات الأخيرة، استعدادا للإعلان عن عودة رفات الشهداء الذين لم يتم تحديد موعد عودتهم حتى الآن، موضحا أن كافة الرفات سيتم وضعها في مقبرة كبيرة خاصة داخل الكنيسة التي شيدت على أطراف القرية بأمر من الرئيس عبد الفتاح السيسي، عقب حدوث الحادث في أواخر فبراير 2015 . وكان 21 مصريًا من أبناء قرى العور والسوبي والجبالي وسمسون بمركز سمالوط، بالاضافة إلى إفريقي واحد، قد تعرضوا للاختطاف في بداية عام 2015، وفي يوم 18 فبراير من نفس العام تم بث فيديو لعملية ذبحهم وتبنى تنظيم داعش الارهابي العملية، والضحايا هم: ميلاد مكين زكي، 27 عاما، أبانوب عياد عطية، 24 عاما، ماجد سليمان شحاتة، 45 عاما، كيرلس بشري فوزي، 23عاما، بيشوي اسطفانوس كامل، 26 عاما، صموئيل اسطفانوس كامل، 22 عاما، ملاك إبراهيم سنيوت، 30 عاما، تواضروس يوسف تواضروس، 45 سنة، جرجس سمير مجلي، سامح صلاح فاروق، جرجس ميلاد سنيوت، 23 عاما، مينا فوزي عزيز، 23 عاما، هاني عبدالمسيح صليب، 31 عاما، يوسف شكري يونان، 25 عاما، صموئيل ألهم ويلسن، 32 عاما، عزت بشري نصيف، 30 عاما، لوقا نجاتي أنيس، منير جابرعدلي، عصام بدار سمير، ملاك فرج إبرام، 31 عامًا.