عقب هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 مباشرة، تحديدا في السابع من أكتوبر تم تكليف طيار مقاتل يدعى سكوت سوانسون بمهمة لم تجرب من قبل، جلس سوانسون في مقصورة في مرآب خلف مقر وكالة الاستخبارات المركزية، وكان موكلا بقيادة إحدى الطائرات بدون طيار التي أطلق عليها اسم بريداتور، حيث أن هذه الطائرة كانت تحلق فوق مدينة قندهار، أي تبتعد عنه بحوالي 11 ألف كيلومتر، وكانت تلك هي أول طائرة بدون طيار مسلحة. عندما صدرت الأوامر، قام سوانسون بالضغط على زر موجود في جهاز التحكم، انطلق الصاروخ الذي أطلقته الطائرة نحو هدفه في قندهار، وفي غضون ثوانٍ معدودة، شهدت أفغانستان كارثة جديدة من شأنها أن تجعل الحياة على الأرض كالجحيم. منذ ذلك الحين، أصبحت الحرب الدولية عبارة عن حرب للطائرات بدون طيار. في خلال عام واحد، بين أغسطس 2014 وأغسطس 2015، نفذ أسطول بريداتور 4300 طلعة جوية وأطلَق الصواريخ تجاه ألف هدف مختلف. وفي هذا السياق، يبدو أن إدارة دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي، على وشك إصدار قرار بشأن تعديل العناصر الرئيسة لضربات الطائرات بدون طيار التي كانت في عهد سلفه، باراك أوباما، ووفقا لصحيفة نيويورك تايمز، فإن التغييرات المقترحة من شأنها أن تخفف القيود المفروضة على الضربات من دون طيار وغارات الكوماندوز خارج المعركة المحددة سابقا، ومن شأنه توسيع الضربات التي تحدث في البلدان التي يوجد فيها مسلحون. وستتغير القواعد أيضا لتسمح بنهج أكثر تحررا في اختيار الأهداف، في الوقت الحاضر، تتركز أهداف وكالة الاستخبارات الأمريكية والعسكريين على المقاتلين البارزين الذين يعتقد أنهم يشكلون "تهديدا مستمرا ووشيكا" للأمريكيين، وبموجب السياسة الجديدة، سيكونون عرضة للهجوم، وبالإضافة إلى ذلك، فإن هجمات الطائرات بدون طيار المقترحة والغارات لن تتعرض للفحص رفيع المستوى. ومع ذلك، وافق مسؤولو الإدارة على نحو معقول على الإبقاء على ممارسات عهد أوباما لتحقيق "شبه يقين" بأن المدنيين الأبرياء لن يقتلوا، ولكن التأكد الكامل من عدم تعرض المدنين لهجوم يتطلب مراقبة واسعة النطاق، والتزاما من لقوات للتتبع ليس فقط للقوات الأمريكية، ولكن أيضا لأي دولة في الشرق الأوسط ترغب في نشر طائرات بدون طيار أو شراؤها من الولاياتالمتحدة. الآثار المترتبة على الشرق الأوسط في الوقت الحاضر، تستفيد الصين من نهج أمريكا في مبيعات الطائرات بدون طيار وتبيع طائراتها المسلحة بدون طيار، على ما يبدو دون شروط، لدول الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا، وفي غضون ذلك، يبدو أن إدارة ترامب تبنت نهجا أكثر حذرا، مما يستلزم دعما محتملا لأجزاء من الإعلان المشترك المذكور آنفا لتصدير الأسلحة المسلحة أو استخدامها لاحقا، ومع ذلك، فمن المرجح أن تقوم إدارة ترامب بتعديل هذه المبادرة وتحرير بيع الطائرات المسلحة بدون طيار الأمريكية إلى دول الشرق الأوسط للمرة الأولى. انتظار توضيح الإدارة لسياسة الطائرات بدون طيار وحتى الآن، اختارت الحكومة الأمريكية عدم بيع طائرات مسلحة بدون طيار إلى الأردن أو الإمارات، بسبب القيود المتعلقة فيما يبدو بنظام مراقبة تكنولوجيا القذائف، وهذا النظام يحد من مبيعات النظم التي تتجاوز خصائصها نطاق وحمولة معينة. ولكن تحت ضغط من أنصار الأردنوالإمارات في الكونجرس ستحصل الدولتان على الطائرات، ولكن حال بيع هذه الطائرات يجب على الدول التي ستحصل عليها أن تخضع لتدريب مكثف، خاصة على التفاصيل المرتبطة بالتحقق من وقوع إصابات بين المدنين. المصدر