أصبح استحضار روح حرب أكتوبر 1973، أمرا ضروريا وواجبا وطنيا لكي نعبر إلى مرحلة جديدة من النهوض الاقتصادي الذي ينتظره الجميع. وبشهادة بعض الخبراء لم يكن الاقتصاد خلال فترة العدوان الإسرائيلي على مصر ضعيفا أو متهالكا، بل كان قويا ويحقق أعلى معدلات النمو في دول العالم الثالث وكان يقدر بحوالي 6.5%، لكنه كان يعاني من مشكلات وزادت بعد العدوان، لأن جزءا من مواردنا تجمد، مثل السياحة ورسوم مرور قناة السويس والبترول. قطاعات الصناعة كانت تعمل بصورة جيدة وحجم تجارتنا الخارجية كان مناسبا ونسب العجز ما بين وارداتنا وصادراتنا لم تكن تزيد في حدود 30%، وبشكل عام كان الاقتصاد كان قويا بفعل معدلات النمو المرتفعة منذ عام 1957 وحتى عام 1967، وبناء قاعدة صناعية كبيرة، وجرى إنشاء ألف مصنع في تلك الفترة، وكان الاقتصاد قادرا على امتصاص الصدمة وإعادة التكيف لمواجهة التحدي العسكري والوطني. وقال الدكتور عادل عامر، الخبير الاقتصادي: لكي نعيد نصر أكتوبر من جديد، علينا استعادة روح أكتوبر بالعمل الجاد المستمر وتطوير الإنتاج وزيادته، ويكون الشعب علي قلب رجل واحد كما كان في حرب أكتوبر؛ ننكر ذاتنا ونعلي من قدر وطننا بأن نعمل لنحقق الرخاء لبلدنا. وأضاف عامر ل«البديل»: يجب على الأسرة ومؤسسات التنشئة الاجتماعية أن يعرفوا ويعلموا الأجيال الجديدة أنهم أبناء حضارة، وأن المستقبل لهم بشرط التمسك بالوحدة والحفاظ على الوطن، وكل فرد يجب أن يعمل فى مكانه بكل طاقته لرفع شأن الوطن، فمن المؤكد لو تم العمل بروح أكتوبر والتحدي والمثابرة، فسنصبح أفضل بلاد العالم في وقت قريب. وتابع أن الوضع الراهن اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، يعكس مظاهر الخلل التي يرزح تحت وطأتها أفراد المجتمع كافة لفترات طويلة، الأمر الذي تتطلب معه حزمة من السياسات المالية والنقدية والتجارية والاجتماعية تتفاعل معاً وبطريقة تحقق التوازن الاقتصادي، بما يضمن تحقيق أهداف المجتمع وغاياته فى التنمية على كل الأصعدة، وبما يضمن التعرف على أسباب التراجع فى النمو، حتى يمكن لصانع القرار ومنفذه أن يضع تصوراً سليماً لأهداف الخروج من الأزمة الاقتصادية والاجتماعية، آخذاً في الاعتبار كل قطاعات الاقتصاد القومي واعتمادا على فلسفة الجمع ما بين دعم دور القطاع الخاص والدولة لتحقيق هذه الغايات وبشكل متسارع يستهدف فى المقام الأول البعد الاجتماعي والإنساني المصري عصب التنمية الاقتصادية. وأكد عامر أن دول كبرى وعظمى الآن دمرتها الحرب، وقضت علي بنيتها التحتية والفوقية أيضا، وخرجت من حروبها مهزومة مدحورة كألمانيا واليابان ودول شرق أوروبا، لكن بالعمل وحده وبالبحث العلمي ونسيان الهزيمة، أصبحت قوى عظمى علميا وإنتاجيا وصناعيا وغزت العالم بإنتاجها وعلمها وثقافتها، فما بالك بدولة منتصرة وأسقطت أسطورة عسكرية طالما كان العالم يتغنى بها، فعلينا استحضار روح أكتوبر والعمل بنفس الروح لننهض ونحاول بجهدنا وتكاتفنا أن ننافس دول العالم الصناعية الكبرى.