احتفل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الأسبوع الماضي في تغريدة له على موقع تويتر، بذكرى تأسيس وكالة المخابرات المركزية والقوات الجوية، اللذين أتما رسميا 70 عاما، إذ أنشآ في 18 سبتمبر 1947، مع إقرار قانون الأمن القومي لعام 1947. بعدما مضت الوكالة سنوات في زمن الحرب، كان اسمها "مكتب الخدمات الاستراتيجية"، ومن ثم أصبحت لاعبا رئيسيا في عمليات الحكومة الاتحادية بتفويض من الرئيس آنذاك، هاري ترومان. خلال السنوات السبعين، ارتكبت الوكالة مجموعة واسعة من الأخطاء والجرائم والانقلابات وأعمال العنف، وهنا أسوأ سبعة أخطاء ارتكبتها الوكالة. التخلص من الحكومات في جميع أنحاء العالم اشتهرت وكالة المخابرات المركزية بانقلابتها، وكان أولها عملية أجاكس، في عام 1953، التي أطاحت بزعيم إيران المنتخب ديمقراطيا، محمد مصدق، وأعادت الشاه الأوتوقراطي الذي كان يتبع المصالح النفطية الغربية، لكن الانقلاب في نهاية المطاف، قاد إلى الثورة الإيرانية عام 1979، ومنذ ذلك الحين تتسم العلاقات الأمريكيةالإيرانية بالتوتر. واسقطت المخابرات المركزية العديد من الحكومات الأخرى المنتخبة ديمقراطيا؛ في جواتيمالا 1954، والكونغو 1960، والجمهورية الدومينيكية 1961، وفيتنام الجنوبية 1963، والبرازيل 1964، وشيلي 1973، واستهدفت الوكالة تثبيت القادة الذين يسترضون المصالح الأمريكية، وغالبا ما يكونون دكتاتوريين قمعيين، وهذه ليست سوى قائمة جزئية بالبلدان التي حاولت فيها المخابرات المركزية بشكل سافر استغلال حكومات الدول ذات السيادة والتلاعب بها. عمليات الاشتباك استخدمت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وغيرها من الإدارات الحكومية، علماء النازية خارج الولاياتالمتحدة لمحاربة السوفييت، حيث أحضر العلماء إلى واشنطن لتجنيدهم ليصبحوا أطباء وفيزيائيين وكيميائيين، واعترف الجنرال راينهارد جيهلن، الرئيس السابق لعمليات الاستخبارات النازية ضد السوفييت، أن الوكالة استأجرت 600 من العناصر النازية السابقة من ألمانياالمحتلة، لاستخدامهم ضد السوفييت. عملية تشاوس "نموذج الفوضى" أطلق مكتب التحقيقات الفيدرالي على نطاق واسع هذه العمليات لتقويض الحركات الشيوعية في الخمسينات والحركات المناهضة للحرب والحقوق المدنية وحركات القوة السوداء في الستينات، وشاركت وكالة الاستخبارات المركزية في عمليات التجسس. جمعت الوكالة فهرس حاسوب يضم 300 ألف اسم لمنظمات أمريكية، وملفات واسعة لألفي و7 مواطنين، وبدأت تعمل سرا مع إدارات الشرطة في جميع أنحاء أمريكا، ولأنهم لم يتمكنوا من رسم "تمييز واضح" بين اليسار المتطرف ومعارضة التيار الرئيسي للحرب، فإن وكالة المخابرات المركزية تجسست على كل منظمة سلام رئيسية في البلاد. التسلل إلى وسائل الإعلام على مر السنين، نجحت وكالة المخابرات المركزية في الحصول على نفوذ في وسائل الإعلام، فضلا عن وسائل الإعلام الشعبية مثل السينما والتليفزيون، وبدأ تأثيرها على الأخبار مباشرة بعد تشكيل الوكالة، كما أنشأ مدير وكالة المخابرات المركزية، ألين دولس، علاقات قوية مع الصحف. وقال الباحثان توم سيكر وماثيو ألفورد، اللذان نشرا بحثهما في المجلة الأمريكية للاقتصاد وعلم الاجتماع، إن طلبات قانون حرية المعلومات الأخيرة أظهرت أن وكالة المخابرات المركزية جنبا إلى جنب مع الجيش، أثرت على أكثر من 1800 فيلم وعروض تليفزيونية، لا علاقة لها مع وكالة المخابرات المركزية أو الموضوعات العسكرية. مشروع موكلترا "استخدام المخدرات" أول مشروع تقره الحكومة الأمريكية لدراسة التعذيب وغسيل الدماغ، وكانت التجربة الأولى للتحكم بالعقل خلال الحرب العالمية الثانية من قبل موظفي الاستخبارات الأمريكية والعالم النازي السابق تحت مسمى عملية المشبك، وكانت أضراره أكبر من فوائده، لكن إمكانيات التحكم بالعقل كانت مفيدة جدا بالنسبة للوكالة، ما جعلها تتجاهل ضرر هذا المشروع. أوكلت مهمة قيادة المشروع للدكتور سيدني جوتليب، الذي بدأ رسميا عام 1953، وتم استدعاء عدد كبير من خبراء التحكم في العقول ليشرفوا على حالات مختلفة، وكانت السرية شديدة للغاية وتجنبا لأي انحراف في النتائج، لم يكن الباحثون يخبرون مرضاهم عن أنهم يعطونهم أية أدوية. أكثر من 44 كلية وجامعة مختلفة استخدمت لخدمة مشروع موكلترا، بالإضافة إلى العديد من المستشفيات والسجون والشركات الدوائية التي دفعت لها الشركات التي تقف خلفها في الحقيقة الوكالة لقيادة تجارب مختلفة بدون إثارة الشكوك. بالمجمل، أكثر من 80 بحثا منفصلا موجودا بالفعل، تم تمويله من قبل برامج الوكالة الفرعية المنفصلة لمواصلة التجارب، ولم يكن للباحثين أي فكرة عن هدف هذه التجارب، أما الهدف الرئيسي فكان اختبار نظريات التحكم والتأثير في العقل الباطن لاستخلاص المعلومات من ردود الأفعال خلال الاستجواب. كان هناك قرابة 100 تجربة إضافية لإمكانية وجدوى غسيل المخ فعليا، مثل تجربة العقاقير للتسبب بفقدان الذاكرة، والشلل، وإمكانية شل أي نشاط فيزيائي في الجسم، وسعت مكولترا لإيجاد مواد تسبب الشلل، وتماثل تأثير الكحول، وتزيد من جنون الاضطهاد، أو تسبب تخريب الدماغ. وحدد المسؤولون عن المشروع أفضل طريقة لمواصلة الاختبارات دون إثارة أي الشكوك، وتم اختيار من ستجرى عليهم التجارب بحيث يكونون من أقل الناس قدرة على الدفاع عن أنفسهم في دور الشفاء والسجون ومشافي الأمراض العقلية، كانت المصادر الأكثر شيوعا لاختيار الناس الذين سيخضعون للتجارب. أساليب التعذيب الوحشية استخدمت وكالة المخابرات المركزية أساليب تعذيب وحشية ضد المحتجزين في السجون خاصة المشتبه في كونهم إرهابيين، ووثق تقرير موسع من مجلس الشيوخ عام 2014 عملاء يرتكبون الاعتداءات الجنسية على المساجين. تسليح المتطرفين لدى وكالة الاستخبارات المركزية عادة تسليح الجماعات المتطرفة لمحاربة الدول التي تعتبرها الولاياتالمتحدة أعداء، وفى عام 1979، بدأت وكالة المخابرات المركزية دعم المتمردين الأفغان في محاولتهم لهزيمة الاحتلال السوفيتي للبلاد في الشرق الأوسط. على ما يبدو، فشلت الوكالة في تعلم الدرس، واعتمدت تقريبا نفس السياسة في سوريا، وتسليح ما أسموه "المتمردين المعتدلين" ضد نظام الأسد، وكانت هذه الجماعات متماشية مع القاعدة. المصدر