تتكرر زيارات حركة حماس للقاهرة للقاء مسؤولين مصريين وبلا أي شك، لقاء تيار القيادي المعزول من فتح محمد دحلان، حيث نتج عن هذه اللقاءات بعض التحسينات الملموسة في قطاع غزة، فضلا عن الوعود التي لم تدخل حيز التنفيذ حتى الآن. وفي زيارته الأولى بعد توليه منصب رئاسة المكتب السياسي لحركة حماس، وصل إسماعيل هنية مطلع الأسبوع الجاري للقاهرة في زيارة رسمية، برفقة نخبة من الصف الأول لحركة حماس، أبرزهم رئيس حركة حماس في القطاع يحيى السنوار، وتهدف الزيارة بجانب المباحثات مع المسؤولين المصريين، إلى عقد لقاءات بين قيادات حركة حماس نفسها، وأعضائها داخل وخارج فلسطين. لكن الزيارة فتحت أبواب التأويل في الشارع الفلسطيني، خاصةً مع وصول تيار دحلان مزامنة مع وصول هنية، حيث بات عددا كبيرا من المواطنين في قطاع غزة يرون أن لقاءات حماس ودحلان، تحدث بمعزلٍ عن الشعب، وما ينتج عنها لا ينفذ على أرض الواقع، مشبهين هذه الحالة بانفصال آخر، حيث كل طرف يبحث عن مصالحه الخاصة. وعلى غير العادة، ترى حركة فتح، بحسب عضو اللجنة المركزية للحركة عزام الأحمد، أن الزيارت السابقة لحركة حماس للقاهرة كانت أمنية، إلا أن هذه الزيارة تعد سياسية، حيث برأيه أن هنية ذهب للقاهرة لبحث ملف المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام. وأوضح الأحمد، أن حركته على اطلاع بالمباحثات التي تجري في القاهرة، لكنه لم يستغنِ عن لغى الانفصال، حين قال إن القيادة المصرية تمتلك آفاقا واسعة، على عكس حركة حماس التي تفكر بمصلحتها الخاصة، في إشارة إلى أن الوعود التي بشرت بها حركة حماس سابقا من فتح للمعبر على مدار الساعة لم تنجح، لأن السلطات المصرية لم توافق على هذا الأمر إلا بوجود السلطة الشرعية المتمثلة بالرئاسة الفلسطينية، على حد تعبيره. وكعادة زيارات الحركة للقاهرة، لم يكشف أي طرف من الحركة بماهية الزيارات، أو الملفات التي سيناقشها الوفد مع المسؤولين المصريين، إلا أن الناطق باسم الحركة حازم قاسم، قال إن الزيارة ستبحث العلاقات الثنائية وتطويرها وتعزيز التفاهمات التي تمت سابقا إضافة لآليات تخفيف الحصار. وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، روحي فتوح، إنه لم يتم التواصل مع حركته بخصوص لقاءات القاهرة، مشيرا إلى أن الخلافات بين حركتي فتح وحماس أصبحت في مرحلة أخطر من قبل، مؤكدا أن اللقاءات فيما بينهما باتت متوقفة الآن، معبرا عن آماله للخروج من الأزمة باستنادات جديدة تؤدي إلى تفاهم نهائي وتحقيق للمصالحة. جدير بالذكر أنه جرت سابقا لقاءات لحركة حماس مع وفود أمنية مصرية، ووفد تابع لدحلان، نتج عنها العديد من الوعود كفتح معبر رفح بشكل دائم أمام المسافرين من قطاع غزة، والذي جاء كخطوة متفق عليها للتخفيف من وطأة الحصار المفروض على قطاع غزة، لكن هذه الوعود لم تنفذ، ولم تجرِ أي تعديلات أو إصلاحات تذكر منذ بداية زيارات وفود حركة حماس للقاهرة وحتى الآن.