ناقش اتحاد "الأطباء العرب" الوضع الصحي داخل اليمن، بحضور ممثلين عن مفوضية شؤون اللاجئين بالأممالمتحدة، تحت عنوان "الكوليرا والوضع الصحي في اليمن"، للتحذير من خطورة انتشار وباء الكوليرا في الدول المجاورة واتخاذ التدابير الوقائية الاحترازية، خاصة بعد تجاوز أعداد الوفيات هناك لأكثر من 1900 شخص حتى الآن. الدكتور أسامة رسلان، الأمين العام لاتحاد الأطباء العرب، ذكر أن الاتحاد يمارس دورًا مهنيًّا وإنسانيًّا في دولة اليمن الشقيقة، خاصة بعد انتشار وباء الكوليرا، وأنه يعد حاليًّا مشروعًا لدراسة الوضع الصحي في كافة محافظات اليمن، داعيًا كافة الهيئات الصحية العالمية والعربية لممارسة دورهم الإنساني بدعم أنشطة الاتحاد لمواجهة وباء الكوليرا، لمنع وصوله إلى دول أخرى مجاورة لليمن. ومن جهته كشف الدكتور عبد القوي الشميري، الأمين العام المساعد للاتحاد باليمن، حقيقة الوضع الصحي في اليمن وخريطة انتشار مرض الكوليرا عبر عرض بصري، ووجه الشكر إلى الحكومة والشعب المصري؛ لوقوفهم إلى جانب الشعب اليمني في أزمته الحالية واستضافة أعداد كبيرة من الأسر اليمنية في مصر. وأشار الشميري إلى صعوبة الوضع الصحي في اليمن وضعف الكوادر الطبية، نظرًا لتدني المرتبات والإمكانيات الطبية، قائلاً "إن المراكز والمؤسسات الطبية هناك شبه مُغلقة؛ نظرًا لعدم وجود كوادر طبية كافية"، مؤكدًا أن انتشار الكوليرا في اليمن هو التحدي الأكبر في النظام الصحي، مشيرًا إلى أن منظمة الصحة العالمية قامت بوضع برنامج إلكتروني للرصد المبكر للأمراض ومنها الكوليرا. وأعلن الأمين العام المساعد للاتحاد باليمن أن حوالي 400 ألف حالة مصابة بمرض الكوليرا، وحالات الوفاة تجاوزت 1900 حالة؛ لذا فإن هذا الوضع بحاجة إلى تكاتف الجميع للحد من تفشي المرض في مناطق ودول أخرى. واختتم الشميري حديثه بأن النظام الصحي في اليمن يحتاج إلى إعادة هيكلة، وإلى ما يقرب من 200 مليون دولار على الأقل، ليس فقط لمواجهة الكوليرا، ولكن أيضًا لتقديم خدمات صحية كافية للمواطنين هناك، وهو رقم ضئيل إذا ما تم مقارنته بالعائد من هذه الخدمات. الدكتور أشرف عازر الذي حضر الاجتماع ممثلاً عن مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين ذكر أن الدعم الصحي الذي يقدمه اتحاد الأطباء العرب في اليمن والصومال وغيرهما يستحق الشكر والدعم للاستمرار، وأن المفوضية تتعاون مع الاتحاد لتقدم الدعم الصحي للاجئين داخل مصر من جميع الجنسيات. كما كشف عازر أن هناك نحو مليون و988 ألف مواطن نازح داخل اليمن فقدوا أماكن سكنهم الطبيعية، ومنذ أكثر من عام وهم نازحون داخليون، وهناك ما لا يقل عن 20 مليون مواطن يمني في حاجة الآن إلى مساعدة الجهات المعنية، ونحاول أن نساعد في الأماكن التي تحتوي على لاجئين، حسب تعبيره. وأكد الدكتور على أبو سيف، رئيس قطاع الإغاثة داخل اتحاد الأطباء العرب، بأن الاتحاد قام بإنشاء 3 مراكز صحية، ووفر المستلزمات الطبية لعلاج المرضى والمصابين. كما أنه يعمل جاهدًا على مكافحة الكوليرا في اليمن، منعًا لانتشار الوباء في الدول المجاورة، خاصة وأن هناك بعض الأمراض الأخرى التي بدأت في الظهور في هذا البلد، مثل الملاريا وحمى الضنك، نتيجة ضعف المنظومة الطبية بسبب الحرب المشتعلة هناك، متوقعًا انخفاض حالات الإصابة بالكوليرا مع بداية الشهر المقبل.