في صراع البحث عن الهوية القومية، يبقى العالم عاجزاً عن تقديم أي شيء ينهي غطرسة الاحتلال الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني، والذي استخدم كل أساليب الاستعمار الرامية إلى محو معالم فلسطين وحق الفلسطينيين في العيش على أراضيهم و حرمانهم حرية التنقل، وإقامة الجدار العازل وقتل حل الدولين، الذي لم يعد صالحاً بسبب زيادة الاستيطان، لكن لم يكف الاحتلال ما فعله على مرة السنين ودوما ما يطالب الفلسطينيين بتسوية الصراع شريطة أن يعترف الفلسطينيون بيهودية الدولة بما في ذلك الاعتراف بالروابط التاريخية والدينية لليهود. ليس هذا مطلباً سياسياً على المستوى الرسمي بل هو مطلب من داخل المجتمع الاسرائيلي، حيث كشف استطلاع للرأي قام به المركز الفلسطيني للبحوث المسحية عن ارتفاع نسبة تأييد حل الدولتين بين الفلسطينيين، وانخفاضها بين الإسرائيليين اليهود، وأنَّ نسبة تأييد رزمة شاملة مفصلة للحل الدائم بدون تغيير بين الفلسطينيين وتنخفض بين الإسرائيليين اليهود. لكن مجموعة من الحوافز المتعلقة بالقومية تظهر وجود درجة من المرونة في المواقف وتحدث تغييراً ملموساً مؤيداً لرزمة السلام مؤدية لبلورة أغلبية من المؤيدين لدى الطرفين حيث يبدو أن اعترافاً بالمطالب القومية لكل طرف هو من أكثر الحوافز تأثيراً على الطرفين، لكن الاعتقاد بأن حل الدولتين ليس واقعياً يبقى الأكثر دفعاً لرفض رزمة الحل الدائم. وتشمل رزمة الحل قيام دولة فلسطينية منزوعة السلاح، وانسحاب إسرائيلي للخط الأخضر (أو حدود 1967) مع تبادل أراضي متساوي، وجمع شمل لمائة ألف لاجىء فلسطيني يعودون لما يسمى بإسرائيل، والقدس الغربية عاصمة لإسرائيل والقدس الشرقية عاصمة لفلسطين، والحي اليهودي وحائط المبكى في البلدة القديمة تحت السيادة الإسرائيلية والأحياء المسيحية والإسلامية والحرم الشريف (جبل الهيكل) تحت السيادة الفلسطينية، ونهاية للصراع والمطالب. وترتبط الشكوك بمزايا رزمة الحل الدائم بوجود درجة عالية من الشك حول واقعية هذا الحل حيث أن الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي منقسمون إلى قسمين شبه متساويين حول ما إذا كان حل الدولتين لا يزال ممكناً، أم أن التوسع الاستيطاني قد جعله غير ممكن. تقول نسبة تبلغ 49% من الإسرائيليين أن حل الدولتين لا يزال عملياً وتقول نسبة من 44% أن الاستيطان قد جعله غير عملي. أما بين الفلسطينيين فإن 52% يقولون أن حل الدولتين لم يعد عملياً فيما تقول نسبة من 44% أنه لا يزال عملياً. لكن 71% من الفلسطينيين و79% من الإسرائيليين اليهود لا يتوقعون قيام دولة فلسطينية خلال السنوات الخمس القادمة. وعلى رغم رفض الأغلبية لرزمة الحل الدائم لتطبيق حل الدولتين فإنه يمكن تغيير مواقف المعارضين عند تقديم الحوافز لهم. فمثلاً: تقول نسبة من 43% من الإسرائيليين اليهود المعارضين للرزمة أنهم سيغيروا رأيهم ويقبلوا بها فيما لو اعترف الفلسطينيون بإسرائيل كدولة يهودية بما في ذلك الاعتراف بالروابط التاريخية والدينية لليهود. ترتفع نسبة تأييد الإسرائيليين اليهود للرزمة إلى أغلبية من 58% فيما لو تمت إضافة هذا الحافز لها. كما أن نسبة فلسطينية شبه متطابقة (42%) من المعارضين مستعدة لتغيير موقفها والقبول بالرزمة فيما لو اعترفت إسرائيل بالطابع العربي والإسلامي للدولة الفلسطينية بحيث تصبح نسبة تأييد الرزمة بين الفلسطينيين في هذه الحالة 66%. والحوافز المقدمة لإسرائيل من قبل معدي البحث للقبول برزمة الحل _اعتراف الفلسطينين بالحق التاريخية والدينية للديانة اليهودية على أرض فلسطين _ تغيير المناهج التعليمية الفلسطينية. _ السماح لسلاح الجو الإسرائيلي دخول المجال الجوي الفلسطيني. _ اتفاقية سلام مع الدولة العربية. _تأييد نتنياهو لرزمة الحل الشامل. أما الحوافز المقدمة للطرف الفلسطيني للقبول برزمة الحل: _إطلاق سراح الأسرى. _اعتراف إسرائيل بالطابع العربي والإسلامي لفلسطين. _تغيير المناهيج التعليمة الإسرائيلية. _اعتذار إسرائيل عن مشكلة اللاجئين. _ اتفاقية سلام مع الدولة العربية. _تأييد القيادي الفتحاوي الأسير مروان البرغوثي لرزمة الحل الشامل. _بناء اقتصاد مشترك بين الفلسطينيين والإسرائيليين.