* الصحيفة الإسرائيلية تحذر من تقارب “غير مشروط” بين واشنطنوطهران مقابل تعاون إيران في أفغانستان والعراق * إيران عرضت عام 2003 “صفقة كبرى” تتعهد خلالها بوقف دعمها لحماس وحزب الله مقابل اعتراف واشنطن بدولة فلسطين وعاصمتها القدس * الكاتب: رغبة إيران فى امتلاك سلاح نووي مفهومة لكن اعتراف واشنطن بشرعية دولة فلسطين وعاصمتها القدس أمر “بعيد المنال” ترجمة- سماح كامل: ذكرت صحيفة “هاآرتس” في مقال نشرته اليوم أنه في حين تزايد الهجوم الإسرائيلي على إيران بسبب منشآتها النووية، تتردد أحاديث عن احتمال وجود “تقارب غير مشروط” بين واشنطنوطهران. واعتبرت الصحيفة أن هذا التقارب لم يكن مجرد خطاب وتأكيدات على عدم استخدام القوة، ولكنة كان إعادة لتنظيم واسع النطاق لم يسبق له مثيل منذ 1972 عند زيارة ريتشارد نيكسون للصين. ودللت الصحيفة الإسرائيلية على هذا التقارب بتكرار التصريحات فى نيويورك تايمز من قبل ورس وليام، وهو دبلوماسي أمريكي بارز، وتوماس بيكرينج، وهو وكيل سابق لوزارة الخارجية وسفير لدى إسرائيل.، موضحة أن تلك التصريحات تضمنت “الاعتراف الكامل والاحترام للجمهورية الإسلامية”، كما شملت أيضا تصريحات عن أن “إيران ستوافق على التعاون الإقليمي مع الولاياتالمتحدة في أفغانستان والعراق، وستسمح بعمليات تفتيش دولية مفتوحة على مصراعيها لضمان الطابع السلمي لبرنامجها النووي، والكف عن دعم الإرهاب”. واعتبر الكاتب جيمس كريشك أن تصريحات إيران في جوهرها ليست جديده فقد عرضت بالفعل عام 2003 فى رسالة بالفاكس بعث بها السفير السويسري في طهران إلى واشنطن وعرض فيها ما يسمى ب”الصفقة الكبرى”. والتى قصد بها وقف إيران لدعمها لحركة حماس وحزب الله والعودة إلى حل الدولتين، مقابل أن تعترف واشنطن بدولة فلسطين وعاصمتها القدس. وأضاف أنه مثل الكثير من الأشياء فى السياسة التي تظهر فى صورتها جيدة جدا وتكاد أن تكون حقيقية ولكنها تحمل مضمونا مختلفا، ف”الصفقة الكبرى” كانت عملا دبلوماسيا، فالنظام الإيرانى الذي جاء إلى السلطة في أعقاب ثورة إسلامية وشدد على معارضة الولاياتالمتحدة معارضة تامة. وكان المرشد الأعلى خامنئي يشير إلى أمريكا بأنها “الشيطان الأكبر” و”عدو الإسلام وكافة الشعوب الإسلامية”، غير لهجته وتوقف هذا الخطاب بعد انتخاب الرئيس باراك أوباما رئيساً. واعتبرت الصحيفة أن رغبة إيران فى امتلاك سلاح نووي أمر مفهوم، ولكن بالنظر للشق الثانى من “الصفقة الكبرى” فإن اعتراف واشنطن بشرعية دولة فلسطين وعاصمتها القدس أمر “بعيد المنال”، حسب الصحيفة، لأن واشنطن تسعى بكل الطرق لعزل دولة فلسطين. وركزت الصحيفة على تصريحات ورس وبيكرينج حول أن إيران ستمنح المفتشين الدوليين “الوصول الكامل” لبرنامجها النووى. وتزامنه مع تصريح إيراني بوقف التهديدات ضد إسرائيل، وكأن خطاب طهران على مدى العقود الثلاثة الماضية كان مجرد شعارات. ويرى الأمريكيان ورس وبيكرينج أن “نهاية الإرهاب وتنظيم القاعدة وحركة طالبان” هو الهدف المشترك بين الولاياتالمتحدة وايران. وبناء على تلك المؤشرات، اعتبرت “هاآرتس” أن عقد”صفقة كبرى” بين واشنطنوإيران أمر ممكن. وسيكون مرغوبا لوضع حد لبرنامج إيران العسكري النووي ووقف “الإرهاب” الدولي، لكنه سيأتي- حسب الصحيفة- على حساب تنازل إيران عن شعبها ليتعرض للاستبداد من الولاياتالمتحده. معتبرة أن الولاياتالمتحده تسعى إلى هدف طويل الأجل على العالم أن يعرفه جيداً، ولتحقيقه “يجب على واشنطن اتباع طرق غير عنيفة لمنع إيران من استخدام السلاح النووي لكن دون استمرار الاستبداد بالشعب الإيرانى”.