صرح طبي كبير، يعد من أقدم وأكبر المستشفيات بمصر، يعود تاريخ إنشاء مستشفى الدمرداش، المقام بحي العباسية، إلى عام 1928، ويتبع كلية طب جامعة عين شمس، يتردد عليه سنويًّا وفقًا لآخر الإحصائيات أكثر من مليون مريض. أقيم مستشفى الدمرداش بتبرع من الشيخ عبد الرحيم الدمرداش باشا، شيخ الطريقة الدمرداشية بمبلغ 25 ألف جنيه، بالإضافة إلى تبرع ابنته قوت القلوب الدمرداشية ب50 ألف جنيه وزوجته ب25 ألفًا، كما تبرع أيضًا بالأرض التي بني عليه المستشفى، وتبلغ مساحتها 15 ألف متر مربع بشارع الملكة نازلي، شارع رمسيس حاليًا. بني المستشفى الخيري أمام جامع الدمرداش، ونذر له الشيخ عبد الرحيم مبلغ 60 ألف جنيه للإنفاق عليه، وعلى الحكومة تسديد النفقات الناقصة، وفي عام 1947 أنشئت كلية للطب بداخله، لتكون ثالث كلية طب في مصر، وانضم لجامعة عين شمس بعد افتتاحه عام 1950. وهناك خطاب موجه إلى رئيس الوزراء حول مستشفى الدمرداش منشور بجريدة الأهرام حول الدمرداش في الثامن من أغسطس 1928 ويقول: «نتشرف نحن الموقعين على هذا عبد الرحيم الدمرداش وحرمه وكريمته السيدة قوت القلوب هانم الدمرداش بأن نعرض علي دولتكم الآتي: قد صحت عزيمتنا علي إقامة مستشفى خيري بشارع الملكة نازلي بحي الدمرداش بالعباسية قسم الوالي تديره الحكومة، على أن يقبل المستشفى جميع المرضى الفقراء مجانًا بدون نظر إلى جنسياتهم أو دياناتهم». واشترط الشيخ عبد الرحيم الدمرداش على الحكومة عند بناء المستشفى إقامة مكان مخصص للصلاة، وأن تبنى حجرة لدفنه داخلها، ونفذت الدولة تلك الوصية للرجل الذي ينتمي إلى الدمرداش، حيث كان يعمل بالحركة الوطنية المصرية، بالإضافة إلى كونه عضوًا بمجلس شورى القوانين والجمعية العمومية، وعندما توفى والده أصبح شيخ الطريقة الدمرداشية في مصر، وكان يحيي حلقات الذكر الصوفي مرة كل أسبوع، واستمر في المشيخة 54 عامًا حتى وفاته. وابنته قوت القلوب الدمرداشية، الأديبة المشهورة، التي ولدت عام 1892، واستشهرت بالأعمال الخيرية والخدمة العامة، وتعد إحدى العلامات البارزة في عمل الخير، فيما كانت سيدة منفتحة على العالم وتؤمن بقضايا المرأة وتنادي بتحريرها، من خلال الصالونات الأدبية بصحبة الشيخ محمد عبده ورائد التنوير قاسم أمين، وكان بيتها مقصدًا لكل الأدباء الذين زاروا مصر؛ ومن بينهم الكاتب الفرنسي فرانسوا مورياك والناقد والروائي الفرنسي اناتول فرانس، وتوفيت عام 1968 في إيطاليا.