* كمال زاخر: فكرة براقة ولكن ليس كل ما يلمع ذهبا.. والقس فيلوباتير: طفح بنا الكيل.. والمجلس هو المسئول الأول كتبت- مارسيل نظمي: أعلن عدد من الحركات القبطية المشاركة فى العصيان المدنى يوم 11 فبراير من الشهر الجاري والذى دعت إليه القوى السياسية، مؤكدة على انحيازها لمطالب الثوار “بعيدا عن البحث عن مباركة الكنيسة”، ومعلنة انتمائها الكامل للوطن. ومنها “اتحاد شباب ماسبيرو”، و”هيئة الصداقة القبطية الأمريكية”، و”أقباط بلا قيود”، و”أقباط من أجل مصر”. ومن جانبه قال “اتحاد شباب ماسبيرو” فى بيان له على صفحته بالفيس بوك “إن مشاركتنا لاستكمال مطالب الثورة والتى لن تتم إلا برحيل المجلس العسكري، ونقل السلطة الفوري للمدنيين، وانتخاب رئيساً للجمهورية فى غير وجود العسكرى كسلطة حاكمة للبلاد، ومحاكمة المتورطين فى قتل الثوار”. وأكد إيهاب عزيز، رئيس هيئة الصداقة القبطية الأمريكية، على تأييد الهيئة للعصيان المدنى كوسيلة للضغط الشعبى على السلطة المتمثلة فى المجلس العسكرى والذى يتحمل بحكم مسئوليته السياسية كافة الأحداث التى أودت بحياة الشباب. ومن جانبه، أيد القس فيلوباتير جميل، كاهن كنيسة العذراء مريم ومارمرقس بالطوابق، فكرة العصيان كخطوة تصعيدية قائلا إن: “الناس تعبت من المناداة بطلبات الثورة التى لم يروا منها شىء، وطفح بنا الكيل”. ولفت جميل إلى أهمية الإضراب تكمن فى كونها وسيلة ضغط على العسكري، معللا ذلك بأن الدم مازال ينزف ملقيا بالمسئولية على المجلس، وأشار إلى أن السبب الرئيسي فى تنحي الرئيس السابق هو التلويح بالعصيان المدني. وعلى النقيض، رفضت قيادة الكنيسة المصرية الأرثوذكسية وعلى رأسها البابا شنودة، المشاركة في الإضراب أو العصيان المدني. وقال البابا فى إجابته على سؤال حول رأيه فى العصيان المدنى من قبل أحد الحاضرين باجتماع الأربعاء الأسبوعى بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية قال إن: “العصيان المدني لا يقبله الدين ولا تقبله الدولة”، مؤكدا أن الآيات التى توصى بإطاعة الرؤساء بالإنجيل كثيرة جداً وأن الإضراب يؤدى إلى المزيد من الفوضى التى نعيشها . ومن جانبه، رفض الأب عادل زكى المطران اللاتيني للكنيسة الكاثوليكية بمصر هذه الخطوة لأنها تضر باقتصاد البلد، على حد قوله، مطالبا بإعطاء المجلس العسكري الفرصة لتنفيذ ما وعد به. وفى السياق ذاته، وصفه البعض بالخطوة غير المجدية وقال المفكر كمال زاخر: “فكرة العصيان بها نوع من التصعيد، وعلينا طرق كافة الأبواب المؤدية لحوار بين جميع الأطراف دون اللجوء للتصعيد الذى يضر باقتصاد الدولة، بشرط أن يكون الحوار حقيقى تتوافر به النية للتغير ولا يفضى إلى “مكلمة غير مجدية ” ووصف الكلام عن الإضراب بالفكرة البراقة قائلاً: “إن الكلام بحماس عن الإضرابات به نوع من اللمعان ولكن ليس كل ما يلمع ذهبا”، مؤكدا أن الثورة تم اختطافها من الثوار الأنقياء المتحمسين الذين يفتقدون الحنكة السياسية مما يجعلهم بعيدين عن المواطن العادى فى حين يجيدها آخرون لم يدفعوا الثمن. ومن ناحية أخرى تحفظ البعض، لعدم وجود الضمان لنجاح أو فشل الإضراب أو العصيان المدني، مثل المحامي نبيل غبريال، الذي أكد أن نجاح العصيان يتوقف على مدى قدرة القوى السياسية على الحشد لهذا العصيان، فى حين أنه سيضرب الدولة ضربة قاصمة فى اقتصادها، ولن يؤذى الجيش في شىء، مشيرا إلى أنه شخصيا لا يمكن أن يتغيب عن الجلسة التى حددها القاضى يوم السبت لأن غيابه يعنى ضررا بالغا للمترافع عنه وضررا عليه هو شخصيا، مؤكدا وجود العديد من المهن التى لايمكن تثبيتها فى مكانها للمشاركة في العصيان، ورفض غبريال ربط نشاطه السياسى بالقضية القبطية لأن مشاركته أو عدمها تنبع من كونه مصريا يخاف على البلد.