قال محللون سياسيون فلسطينيون إن الاتفاق الذي أبرمته قيادة حركة حماس في القاهرة الأسبوع الماضي مع القيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان قد دخل حيز التنفيذ فور وصول مليون لتر من الوقود اللازم لمحطة تشغيل الكهرباء في قطاع غزة، مؤكدين أن هذه الخطوة هي نأي لحركة حماس عن مواجهة جديدة مع الاحتلال الإسرائيلي، حيث تنفجر غزة في وجهه في كل مرة تصل بها الأمور لهذا الحد من السوء. وأكد محللون أن هذه الخطوة أيضا تأتي كضغط على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي في حالة عداء مع حركة حماس من جهة، ومع دحلان من جهة أخرى، الذي قال عنه المحلل للشؤون العربية في صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" آفي يسخاروف، أنه وجه ضربةً لخصمه عباس في إدخال الوقود لقطاع غزة، معتبرا الوقود حلا مؤقتا تتلاشى معه رياح الحرب مع إسرائيل. لكن آخرون، رجحوا أن الإعلان عن الاتفاق الذي جرى بين دحلان وحماس، قد يبقى فترة طويلة في الظل خجلا من ماضي الطرفين الأمني في غزة، حيث تعتبر حركة حماس محمد دحلان المسؤول المباشر عن الانقسام الذي جرى في غزة، ويعاني الشعب الفلسطيني ويلاته حتى الآن. ورغم تأكيد خليل الحية، القيادي بحركة حماس على أن اللقاء الذي جرى في القاهرة مع تيار دحلان لم يكن الأول، مع تأكيده على أن الفصائل والنخب السياسية ذاهبة لتشكيل جبهة إنقاذ وطني في قطاع غزة، ما يعني مزيدا من الانقسامات والتشتت في الحالة الوطنية الفلسطينية، بدلا من مراعاة مصلحة الشعب، والتوحد لمواجهة الخطر الأكبر والعدو الأول للشعب الفلسطيني، إلا أن قيادة الشعب تصر على أن تنصب نفسها في محل عداء لبعضها. ويرى المحلل السياسي حسام الدحني أن حماس تحاول أن تجعل الأفعال تتحدث، وهي غير معنية بالإفصاح عن مكنون ما تم الاتفاق عليه، إلا أن بداية دخول الوقود لمحطة الكهرباء، يعد تطبيقا لهذه التفاهمات غير المعلنة حتى الآن، ويتصور أن حماس لا تريد الإعلان عما جرى لأسباب تتمثل في فشل مفاوضاتها مع أطراف عديدة، فإذا نجح اتفاقها مع دحلان، ستقوم بالإعلان عنه بعدما يأخذ مجراه، وإن لم ينجح، فستلقي اللوم على الرئيس عباس لتأثيره على الأطراف اللاعبة في المنطقة. ويرى الكاتب والمحلل هاني العقاد أن التفاهمات بين دحلان وحماس ما هي إلا في إطار توظيفي لبعض التسهيلات على قطاع غزة، نظرا لماضي الطرفين ووجود اختلافات عميقة بينهما. وأوضح أن دحلان وحماس لا يتفقان في الرؤى والأهداف ولا في السياسية ولا الأجندة الخارجية، وما يحدث يهدف للضغط على الرئيس الفلسطيني محمود عباس، على اعتباره سببا في أزمات غزة الحالية بمنعه وصول الوقود لمحطة الكهرباء.