تعاني محمية الوادي الأسيوطي، المحمية الأولى بالصعيد، من الإهمال والتجاهل من قِبَل المسؤولين بوزارة البيئة، حيث تبلغ مساحتها 8 آلاف فدان، خالية من المشاريع والخطط المستقبلية لجذب السائحين، وكان من المنتظر أن يتم تحويلها إلى بارك كبير مثل أفريكانو، إلَّا أن تعديات الأهالي تهدد المحمية فكرة تحويلها إلى حديقة حيوان مفتوحة لإكثارالأنواع الموجودة بها. وتسببت تعديات الأهالي على المحمية في تهجير الحيوانات البرية والسلالات النادرة والفرار إلى الصحاري والوديان المجاورة، كما هددت التعديات المبنى الإداري والعلمي للمحمية بالسقوط؛ بسبب أحد المحاجر التي قامت بالحفر بعمق 25 مترًا على مساحة 60 فدان بجوار المبنى، مما دفع المسؤولين إلى تحرير 12 محضرًا ضد المتعدي، لكن دون جدوى. يوجد بالمحمية محجر أثري منذ الاحتلال الإنجليزي، عمره أكثر من مائة عام، وبداخله قطبان سكة حديد تصل بين المحمية ونهر النيل، كان الانجليز ينقلون الأحجار إلى نهر النيل لبناء الصنادل والقناطر من هذا المحجر، وتمت إزالة قطبان السكة الحديد وتوقف العمل بالمحجر منذ زمن بعيد، كما يوجد امام المحجر مستعمرة للإنجليز. وتحتوى المحمية على 6 أنواع من الثديات منها «الغزال المصري والضباع والأرانب والثعالب» وبها 15 نوعًا من الزواحف والثعابين و89 نوعًا من الطيور و66 نوعًا من النباتات الطبية وأغلبها لها فوائد عديدة، وتعتبر المحمية الأولى في مصر لتمثل محطة تربية وتكاثر الأنواع المهددة بالانقراض في بيئة الصحراء الغربية والشرقية. قال صلاح محمد ثابت، مشرف منحل محمية الوادي الأسيوطي: سلالة النحل المتواجدة بالمحمية مستأنثة منذ أيام الفراعنة، ونربيه في الخلايا الخشبية، وكان من قبل متواجدًا بالخلايا الطينية، وعندما تعرضت المنطقة للتآكل في عام 1986 قضت على النحل ولم تكن تتعرض للفحص مسبقًا، وتم نقلها إلى الخلايا الخشب حتى نتمكن من فحصها والحفاظ على السلالة المتبقية وإخضاعها للعلاج والتكاثر؛ لأن النحل المصري من السلالات التي تعيش تحت درجة حرارة مرتفعة. وأضاف إبراهيم نفادي، مدير محمية الوادي الأسيوطي، أن للمحمية برامج كثيرة منها إكثار الغزال المصري، وهو من الأنواع المهددة بخطر الانقراض، وإكثار سلالة النحل البلدي المصري، وهو سلالة نادرة موجودة منذ أيام الفراعنة كانت على جدران المعابد، وكثير من الباحثين على مستوى العالم يجرون أبحاثًا حول تلك السلالة، والعمل أيضًا على إكثار النباتات البرية، والتي تدخل في الاستخدامات الطبية مثل العرق سوس والموغات والحنة، وللمحمية برامج كثيرة للحفاظ على التنوع البيولوجي؛ سواء نبات أو حيوان، ويوجد برج للحمام الجبلي الموجود بالصحاري المصرية. وأشار نفادي إلى أننا تقدمنا بمقترح مشروعين للوزارة أولهما إكثار وتربية الحيوانات البرية على مساحة 100 فدان، ويحاكي أفريكانو، يتم على شكل حديقة حيوان مفتوحة لإكثارالأنواع التي كانت متواجدة بالمحمية كافة واختفت؛ مثل الماعز الجبلي والكبش الاروي والغزال المصري، والمقترح الثانى عمل محطة للاستشفاء بمنتجات النحل، والتي لها فوائد طبية عديدة، لكن تظل مشكلة التعديات هي أكبر خطر يواجه العمل بالمحمية. وأكد المهندس بدري محمد بدري، رئيس مدينة ساحل سليم، أن المحمية كان بها تعدٍّ ب124 قرار إزالة، تمت إزالة 17 ألف متر مربع، والإزالات عبارة عن أسوار وأحواش ومنازل، وتم تسليم ما تمت إزالته إلى مدير المحمية، ورغم أن المحمية تضع يدها على الأراضي المتعدى عليها كافة، إلَّا أنه من الممكن أن يعود المواطنون مرة أخرى للتعدي على هذه الأراضي، ولابد من تقنين الأوضاع حتى يتم الحفاظ على ممتلكات المحمية.