أسيوط – مؤمن سيف تاريخ وآثار وطبيعة خلابة وثروة حيوانية نادرة تتعرض للنهب والتعديات المستمرة بمحمية وادي الأسيوطي من بعض المواطنين، بخلاف تدني المخصصات المالية لها من ميزانية وزارة البيئة، إضافة إلى تقاعس رجال الشرطة عن القيام بدورهم في حماية أراضي المحمية، وإزالة التعديات التي زادت إلى أن وصلت لحوالي ربع مساحة المحمية، بجانب قيام بعض الأشخاص بالصيد داخل المحمية؛ بغرض الاتجار بتلك الحيوانات النادرة التي أوشكت على الانقراض. وعلى الرغم من تحرير الكثير من المحاضر ضد التعديات على أراضي المحمية، والتي بدأت بالتزامن مع أحداث ثورة 25 يناير والانفلات الأمني فى تلك الفترة، إلا أن ذلك لم يردعهم، ولم يمنعهم من الاستمرار في التوسع فيها واستخدام الأسلحة النارية ضد الموظفين، والشاهد عليها آثار طلقات النار في جدران المبنى الإداري للمحمية، الأمر الذي أدى الى ذعر الحيوانات وفرارها من المحمية. وقال الدكتور إبراهيم نفادي، المدير العام للمحمية، إنها تصنف متعددة الأغراض، وتم إنشاؤها للحفاظ على الموارد الطبيعية بالمنطقة، لافتًا إلى أنها الوحيدة التي توجد بها محطة لتربية وإكثار الحيوانات المهددة بالانقراض في الصحراء الشرقية. وأكد نفادي أن وزارة البيئة التابعة لها المحمية تخصص 150 ألف جنيه فقط سنويًّا كميزانية للمحمية للنفقات الادارية، بينما الإحصائية الأخيره لتنمية المحمية توضح أنها في حاجة إلى 500 ألف جنيه سنويًّا؛ لتقوم بالتنمية المطلوبة، لافتًا إلى أن هذا الفارق بين ما تحتاجه المحمية وما توفره لها الوزارة يضيق الخناق على تحقيق بعض الخطط التنموية، مثل عمل محطة للشفاء بمنتجات النحل، وإنشاء استراحة لاستقبال الزائرين. مطالبًا الدولة بتوفير الحماية؛ للحفاظ على الحيوانات النادرة، وحماية الموظفين من بطش المتعدين على أراضي المحمية، بعد أن قاموا باستخدام الأسلحة النارية ضدهم؛ مما دفعهم إلى التغيب عن العمل؛ خوفًا على أرواحهم. وأشار الباحث البيئي بالمحمية علي محمد إبرهيم إلى أن محمية الوادي الأسيوطي من أكبر حدائق الحيوان المفتوحة في مصر، فيوجد بها أكثر من 375 نوعًا من الكائنات المتنوعة، مثل الثدييات، اللافقاريات، الفطريات، الزواحف، والكثير من تلك الأنواع مهدد بالانقراض، كالغزال المصري، ابن آوى، الضباع, الثعالب، القوارض، بالإضافة إلى الطيور المقيمة والطيور المهاجرة التي تتخذ من المحمية محطة هامة خلال هجرتها، حيث يوجد بالمحمية حوالي 89 نوعًا من الطيور ما بين مهاجرة ومقيمة، كما يوجد 105 أنواع من الفطريات، و12 نوعًا من الزواحف، بالإضافة إلى ما يقرب من 90 نوعًا متعددًا ونادرًا من الحشرات، ويوجد بها منحل للعسل، يحتوي على سلالة نادرة من النحل تدعي سلالة النحل البلدي المصري وهي سلالة مصرية قديمة جدًّا، تعود إلى الفراعنة، وتقوم المحمية بتربية تلك السلالات التي عزف أصحاب المنحل عن تربيتها؛ لأنها شرسة، ولا تنتج كميات كبيرة من العسل، مؤكدًا أن عسل تلك السلالة قيم جدًّا وله فوائد كثيرة؛ لذلك قامت المحمية بزراعة أكثر من ألف شجرة سدر جبلي لتغذية النحل، الذي يوجد له حاليًّا أكثر من 60 خلية. وأوضح الباحث البيئي أن المحمية ينمو بها العديد من النباتات، سواء البرية أو العطرية، وتقوم بعملية استزراع تلك النباتات؛ حتى لا تتعرض للانقراض، مشيرًا إلى أنه المحمية يوجد بها بنك للبذور؛ لحمايتها من الاندثار، وتوفرها لمن أراد دون مقابل، كما يوجد بها نشاط لاستخراج غاز الميثان عن طريق وضع روث الحيوانات وأوراق الأشجار في بئر مخصصة لذلك، وبعد مدة يخرج الغاز عبر الأنابيب للاستخدام، وتخرج بقايا المخلفات من مكان مخصص؛ لاستخدامها كسماد للأرض. موضحًا أنه وعلى الرغم من أن المحمية تحاول القيام بدورها، وهو تحقيق التوازن البيئي ومحاولة المحافظة على الكائنات المهددة بالانقراض، إلا أنها أيضًا تقوم بأنشطة ثقافية توعوية للرحلات المدرسية، وتوضح للطلاب دور كل شخص في الحفاظ على المحمية. وتابع: في المناسبات مثل عيد الأراضي الرطبة ويوم البيئة العالمي يقوم فريق من المحمية بالذهاب إلى المدارس؛ لنشر التوعية البيئية بأهمية المحمية، وأيضًا يقوم الفريق بعمل مسابقات فنية ومعلوماتية بيئية، كما أن المحمية تستقبل مراكز الشباب وفرق الكشافة؛ لإقامة أنشطتهم في المحمية. تقع محمية وادي الأسيوطي بمحافظة أسيوط على حافة الهضبة بالصحراء الشرقية على مساحة 8000 فدان، أي ما يعادل 35 كم تقريبًا، وتبعد حوالي 20 كيلومترًا جنوب شرق مدينة أسيوط. أنشئت وفقًا لقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 942 لعام 1984 الذي تم تعديله بقرار السيد رئيس مجلس الوزراء رقم 710 لعام 1997.