ليلة صاخبة مليئة بالأحداث العنيفة عاشتها أمريكا بالأمس، حيث أعلنت الشرطة الأمريكية مقتل 4 أشخاص وإصابة آخرين بجروح جراء إطلاق نار في مدينة "سان فرانسيسكو"، وقالت وسائل إعلام محلية أن إطلاق النار وقع في منطقة قرب شركة للبريد السريع "يو بي إس"، وقالت الشرطة إن مطلق النار كان يرتدي زي الشركة، لكن لم يعرف بعد إن كان موظفًا فيها، مضيفة أن مطلق النار انتحر بإطلاق النار على نفسه بعدما حاصرته الشرطة. وجاء هذا الهجوم بعد ساعات من حادث إطلاق نار آخر نفذه مسلح على أعضاء في الكونغرس من الحزب الجمهوري أثناء ممارستهم، ما أسفر عن إصابة خمسة أشخاص على الأقل، بينهم عضو مجلس النواب الأمريكي عن الحزب الجمهوري بعد ما فتح مسلحٌ النار على تجمع لسياسيين أثناء تواجدهم بملعب للبيسبول في ولاية فرجينيا، وأعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أن منفذ الاعتداء توفي متأثرًا بجروح أصيب بها خلال تبادل لإطلاق النار مع الشرطة، فيما بدأ مكتب التحقيقات الفيدرالي تأمين المعلومات حول الحادث. تفاصيل الواقعة حادثٌ دراماتيكي جديد يتصدر عنوان الأخبار العالمية، إطلاق نار في مدينة الإسكندريةالأمريكية بالقرب من العاصمة واشنطن، هذه المرة أعضاء الكونجرس في مرمى النيران، ففي قائمة المصابين خمسة أشخاص على الأقل من بينهم ثالث أهم ممثلي الحزب الجمهوري في مجلس النواب الأمريكي، ستيف سكاليس. حيث قام رجل أبيض يدعى جيمس هاشكيسون أمريكي الجنسية ويبلغ من العمر 66 عامًا، مسلح ببندقية أطلق منها ما يتراوح بين 50 إلى 100 طلقة على الحاضرين في ملعب بيسبول أثناء تدريب لفريق مكون من النواب الأمريكيين، وذلك قبيل مسابقة سنوية تقليدية في هذه الرياضة تجرى بين أعضاء الكونجرس. وقال تيم سليتر، عميل خاص لمكتب التحقيقات الفيدرالي بواشنطن: "لا نعتبر هذا الهجوم محاولة اغتيال، لكن من المبكر أن نستنتج ما إذا كان هذا الشخص قد خطط لاستهداف أعضاء الكونجرس بشكل متعمد" وأضاف "أما الجرحى فتم نقلهم جميعًا إلى المستشفيات، وفيما يخص رجال الحراسة فكانوا في المشهد خلال وقوع الحادثة". من جهته أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أن مكتب التحقيقات الفيدرالي سيواصل تأمين المعلومات حول الحادث، وأضاف "كما تعرفون أطلق مسلح النار على أعضاء الكونجرس ومساعديهم وهم يتدربون لمشاركة في مباراة البيسبول الخيرية المقررة يوم الخميس، لا تزال السلطات تحقق في هذه الجريمة، غير أن المهاجم قد توفي بسبب الجروح الخطيرة، ويجري التحقيق تحت إشراف وكالة ال"إف بي آي" التي ستواصل تأمين المعلومات الجديدة بشأن ما حدث. وقد تم إغلاق مدارس المدينة، ونشر رجال الأمن في الشوارع إلى جانب إجراءات أمنية أخرى تلت الاعتداء، لكن الحديث الآن يدور حول الجهة المسؤولة عنه وهدفها من هذا الهجوم. ويشير البعض إلى أن الحادث ربما يكون قد حصل على خلفية الصراع الدائر في الأوساط السياسية الأمريكية بعد انتخاب ترامب رئيسًا للولايات المتحدةالأمريكية، فرضية تعززها تصريحات بعض شهود العيان ومفادها أن المهاجم قبل تنفيذ الاعتداء سأل ما إذا كان هذا التدريب الرياضي لفريق النواب الديمقراطيين أو الجمهوريين، الأمر الذي قد يؤشر إلى جانب من الاستقطاب الحاصل داخل المجتمع الأمريكي، خاصة أن المعلومات الأولية أظهرت أن مهاجم أعضاء الكونجرس في ضواحي واشنطن هو من الأمريكيين المعارضين بشدة للرئيس ترامب. وتسود حاليًّا حالة من الخوف والقلق بين أعضاء الكونجرس الأمريكي الذين لا يتوفر لمعظمهم أي حراسة أمنية. وفي حال كون الهجوم حادثًا عابرًا فمن المفترض أن يثير لغطًا كبيرًا، فالهجوم قد استهدف شخصيات بارزة من أعضاء الكونجرس، وبالتالي يتوقع في الولاياتالمتحدة أن يبدأ جدل واسع الناطق على المستوى الأمريكي حول ظاهرة حيازة الأسلحة النارية، فهذه الأسلحة تتسبب حتى الآن حسب احصائيات رسمية في مقتل حوالي 90 أمريكيًّا كل يوم. وبعد انتخاب ترامب رئيسًا للولايات المتحدة، عاد للتأكيد على بعض مواقفه المتشددة مثل موقفه المعارض للإجهاض والمؤيد للحق بحيازة الأسلحة النارية، واعدًا بأنه سيعين قضاة مؤمنين بهذه القضايا في المحكمة العليا. الجدير بالذكر أن الولاياتالمتحدة هي الدولة الأولى في العالم التي تسمح لمواطنيها بحمل السلاح في الشوارع، وقانون حيازة السلاح أقره الدستور الأمريكي باعتباره حقًّا للمواطنين، وتعد أمريكا الدولة الأولى في العالم في عدد المسدسات والأسلحة الموجودة بيد المدنيين، وهي الأولى في العالم في نسبة السلاح إلى عدد السكان، ويتعرض 100 ألف أمريكي كل عام لحوادث إطلاق النار، منها 12791 جرائم قتل، و16883 حالات انتحار، و642 حالة إطلاق نار خطأ، وتزايدت الجرائم في بعض الولايات والمدن بنسبة 300٪ عندما تم تحجيم حق الأفراد في حمل السلاح، ومنها العاصمة الأمريكيةواشنطن، وهناك أكثر من مليون ونصف المليون سجين في أمريكا معظمهم جراء استخدام السلاح. الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، كان قد كتب في تدوينه له على توتير أن "نسبة قتل المواطنين الأمريكيين لبعضهم بعضًا تفوق دولًا متقدمة أخرى"، وذكر أنه بالنسبة للسكان فإن الولاياتالمتحدة تفوق 297 ضعفًا في اليابان و49 في فرنسا و33 في إسرائيل.