استرضاء دول الخليج يشوه السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط مبيعات النفط وتجنبهم تحدي الأولويات الأمريكية.. أسباب استمرار نهج الانحياز للخليج التدخل العسكري الأمريكي ضاعف الأعداء وزعزع استقرار الشرق الأوسط تطرقت مقالة مطولة نشرتها صحيفة نيويورك تايمز في نهاية الأسبوع الماضي إلى تناقض الإستراتيجية الأمريكية فيما يتعلق بتنظيم داعش في العراق وسوريا. تتشارك الولاياتالمتحدة مع إيران أن كلاهما يعلن الحرب ضد داعش، وفي الوقت ذاته فإن الولاياتالمتحدة تشارك في إستراتيجية طويلة الأمد ضد النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط. وقد نقلت المقالة عن الباحث اللبناني، كامل وازن، أن إدارة ترامب، بتشجيع من المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى، ترفع حدة المواجهة مع إيران، وتحرص على منعها من إنشاء هلال النفوذ من إيران إلى لبنان. القلق المعلن هو أن زيادة الأراضي الخاضعة لسيطرة الشيعة توفر طريقا بريا لتزويد الحلفاء الإيرانيين. ولكن نقل كميات كبيرة من الأسلحة عبر امتداد 1000 ميل من الأراضي الصعبة في العراق وسوريا ليست بالضبط خطة لوجستية مثالية. بالإضافة إلى ذلك، فإن إيران لديها بالفعل القدرة على نقل الإمدادات إلى دمشق، ومن هناك، نقلها إلى حزب الله في لبنان. يبدو أن ما يقود حقا النهج الأمريكي هنا هو الولاء للتحالفات التقليدية القائمة. بعض هذه التحالفات تتلخص في نوع من التحيز للوضع الراهن. لطالما كانت دول الخليج العربي حلفاء للولايات المتحدة منذ سنوات عديدة. مع مبيعات النفط المتدفقة، والإطراء، وتجنب التحديات المباشرة لأولويات الولاياتالمتحدة في المنطقة، كل هذا يثني واضعي السياسات الأمريكية عن إعادة تقييم الوضع. ولكن هناك مبرر عملي أكثر: تستضيف دول الخليج قواعد عسكرية أمريكية تضمن إبراز الوصول والقوة الأمريكية في الشرق الأوسط. وإذا تعكرت العلاقات، يمكن أن تفقد الولاياتالمتحدة هذا الوصول. في أذهان صناع القرار في الولاياتالمتحدة، من شأن ذلك أن يضر بالنفوذ والهيمنة الأمريكية. لذلك فإن واشنطن تميل إلى جانب دول الخليج. لكن هذا المبرر نتائجه مزيد من التورط في منطقة مليئة بالتوترات. وجود قواعد عسكرية ضخمة في الخارج تجعلنا نميل إلى استخدامها. والحفاظ الدائم على عشرات الآلاف من القوات الأمريكية في جميع أنحاء منطقة الخليج يعزز هذا الميل لصانعي السياسات الأمريكية بالتدخل لأسباب سيئة وغير مدروسة. كما ظهر واضحا خلال السنوات ال 25 الماضية أن التدخل المعتاد في الشرق الأوسط يمكن أن يكون عبئا أكثر من كونه ميزة. والسؤال هنا، هل نحتاج إلى قواعد في الخليج لحماية التدفق الحر للنفط؟ في الواقع لا. تظهر الكثير من البحوث الأكاديمية أن وجود تهديدات محتملة لتدفق النفط الخليجي هي بعيدة ولا تتطلب وجودا أو نشرا أمريكيا مباشرا لتأمينها. وبحسب أستاذ السياسة الدولية، جوشوا روفنر، وأستاذ العلوم السياسية بجامعة جورج واشنطن، كايتلين تالمادج، فإن سياسة "وجود قوات برية كبيرة ودائمة في الخليج في وقت السلم ليست مفيدة لاسيما للأمن النفطي الأمريكي وكثيرا ما كانت عديمة الفائدة تماما مثل الفراغات الناجمة عن غياب الهيمنة". وهناك مبرر آخر للوجود العسكري الدائم لأمريكا يتمثل في إدارة النزاعات المحلية بين الأطراف الإقليمية الفاعلة. ولكن هذا الدعم الأمريكي قد يشجع العملاء على زيادة النزاع. ويعتبر الانقسام السعودي القطري الأخير مثالا على ذلك. وحقيقة الأمر، لا توجد قواعد عسكرية أمريكية ضرورية لمهام مكافحة الإرهاب. وعلى أي حال، فإن الأعمال العسكرية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط في حقبة ما بعد هجمات 11 سبتمبر – كما أشار ميكا زينكو من مجلس العلاقات الخارجية – قد أوجد عددا من الأعداء أكبر من الذين تمت إزالتهم وزعزع استقرار المنطقة. إن المصالح الأمريكية طويلة الأجل لا يتم خدمتها عن طريق استضافة حلفاء تقليديين لقواعد عسكرية أمريكية. لذلك بدلا من محاولة حماية مستقبل النفوذ والقوة الأمريكية، يجب على واشنطن أن تبحث عن طرق لتخليص نفسها من الشرق الأوسط. المقال من المصدر: اضغط هنا