الإدراك الحقيقي القائم على إعمال النظر بصفته الوسيلة الأولى للبصيرة في فهم الواقع ونقده والتعرف على كل تفاصيله ,والإلمام بكل جوانبه,والوعي بكل مُدخلاته..سواء كانت هذه المُدخلات شخصية أو قومية ,جمعية أو فردية,عرقية أو دينية,فكرية أو قيميه..يجعل حقيقة أن الاقتصاد يحضر قبل السياسة,بل هو الصانع والمحرك لكل الظواهر السياسية الآنية,والمعارك الحربية الحديثة, حتى أن ما حدث بيننا وبين الجزائريين يرجعه البعض إلى اختلاف اقتصادي على عمولات لصفقة أمريكية بين أنجال رؤساء البلدين, وان صح هذا أو بطُل,لابد أن ندرك جيدا أن الاقتصاد والمال المرتبة الأولى بجدارة قبل كل المفاهيم والمصطلحات والقيم الأخرى مثل السياسة والتاريخ والدين والايدولوجيا ..إن هذا الأمر إذا علمناه و ادركناه جيدا سنعرف قيمة كتاب “التطبيع بالبيزنس” “أسرار علاقات رجال الأعمال بإسرائيل, الصادر في 2009 عن دار ميريت في طبعته الأولى بالقاهرة . وعلى الرغم من أن الأسرار كلها واضحة ومعروفة ونعيشها يوميا ونراها ونقرأها إلا أنها تظل أسراراً, لأننا فقط نقوم بتداولها على أنها أسراراً على الرغم من أنها علانية,ولا بد أن نعترف ونقول لبعضنا البعض سراً مهما وبسيطا هو أن ما ندعيه أسراراً ونتداوله بحذرٍ شديد هو حقائق علانية معروفة..ومعاشه يوميا بكل التفاصيل الصغيرة والكبيرة ! على حد سواء. إن الكتاب على الرغم من كون عنوانه التطبيع بالبيزنس إلا انه يصح لنا تغيره إلى الحكم بالبيزنس داخل مصر وخارج مصر, وربما تكون جملة كارل ماركس التي جاءت كمدخل للفصل الثالث للكتاب ص 46 هي المُعبرة عما سبق بشكل حيوي حيث يقول”المال هو إله إسرائيل المطاع,وأمامه لا ينبغي لأي إله أن يعيش” بعد قراءة هذا الكتاب إذا كنت صادقا مثلي ..ولديك بعض الوطنية لهذا البلد الذي يهان في الداخل والخارج على حد سواء ,سوف تمشى في حالة من عدم التوازن الشديد مثلي..سوف تعيش مثل المغشي عليه..سوف تعرف إحساس أهل الكهف عندما عادوا إلى الحياة..هذه الحالة التي تشبه ميتا عاد إلى الحياة فجأة, لن يكون مصدر هذه الحالة أن تعرف أن هناك أسماء.كبيرة ومهمة تنصت إليها وتقرأ لها وتفتخر بها وبوطنيتها ومنجزاتها الظاهرية والباطنية..تعمل مع إسرائيل وتشاركها وتسهل لها كل أنواع الاستثمار المضر والاستعماري والاستعلائي في مصر,وحتى إن كان غير مضر ,فهو بكل تأكيد مال قذر عائده المالي يعود إلى إسرائيل لتتوسع وتقتل أطفالا ونساء وتهدم المسجد الأقصى و ,وتُبيد شعوبا كاملة,أول هذه الشعوب فلسطين والعراق ولبنان ,ومن هذه الأسماء محمد فريد خميس”النساجون الشرقيون” ,احمد بهجت,منير مسعود,محمد المصري,سمير القناوي,حسن زكى حسن,نبيل فريد حسانين,محمود سليمان رئيس جمعية مستثمري العاشر من رمضان,إبراهيم كامل ,احمد عز.. ولكن هذا غير مؤثر هنا مصدر أُخر سوف يجعل حالة عدم التوازن في تزايد دائم يجعلك تتمنى الموت عن الحياة في مصر, هو وجود عدد كبير من الشركات الصغيرة جدا التي تملك شركات في حجم محل بقاله ,كشك سجائر تذهب وتسعى بكل قوة إلى قنوات الاتصال مع إسرائيل ,المتوفرة في مصر في كل مكان للعمل في خدمتها بأي وسيلة و بأي شكل و هذا الشركات تجاوزت الآلاف حتى أن بعضها الآن يعمل في تسفر العمالة إلى إسرائيل. ومن المصادر الأخرى التي سوف تُعجل بموتك أو جنانك هي حكاية أن لا مانع في الدستور المصري أو القانون يمنع أحدا أو يجرم أحدا أقام مشروعات مع إسرائيل وان السبيل الوحيد لمقاومته وتجريم هذا الفعل والعمل القذر هو الفضيحة..نعم فقط أن تفضح من يعمل مع إسرائيل,ولكن وللأسف لان الجميع يعمل في السر والباطن ومن تم فضحه اقل بكثير ممن مازال يعمل في الخفاء وعلى الرغم من أن ما تم فضحه وصل إلى الآلاف ومازال أضعافه يعمل في السر لذا أظن أنني وأنت عندما نقوم بالفضيحة سوف نكون مثل الشخص المجنون ..المجذوب الذي يظهر في الأفلام العربية والمسلسلات القديمة وعندما يراه المجرم لابد أن يضربه, وهكذا أخشى أن يتحول المصريين الشرفاء الذين يحافظون على بلادهم وعلى علاقتهم النظيفة والدائمة مع الله.. إلى مجاذيب يمشون في الشوارع يجرى ورائهم أطفال وأبناء وكتاب وجرائد وقنوات المطبعيين الذين يبيعون كل شئ,وأظن أن الأمر بدأ عندما يكتب طفل يأخذ لقب صحفي أن التطبيع أمر شخصي وحرية شخصية,وعلى الرغم من أنه دخل علينا من باب الحرية الذي يُدخل الكثير من المطبعين ولكننا سوف نحافظ على فتحه على مصراعيه, وسنقاوم من اجل أن تبقى مصر , وأنا أرى أفضل مقاومة لهذا التدافع إلى العدو الصهيوني وخاصة أننا نتحدث عن التطبيع الاقتصادي ..وأنا اعرف جيدا لنتيجة لتجربتي الاقتصادية على مدار 35 سنة وتحولي وتدرجي من صبى نجار إلى مؤسس شركة مهمة تعمل في مجال البرمجيات التي تخص الاتصالات والمحمول , وكوني مصريا تشرّب مع فقره أن المال المكتسب من العمل لابد أن يكون نظيفا وحلالا وطاهرا ,وأعرف جيدا أن الله هو المرجع الأول والأخير في التجارة ,لذا التجارة التي لا تجعل الله مديرها ورئيس مجلس إدارتها ومحاسبها القانوني سوف تكون تجارة غير نظيفة وعائدها سوف يكون حراما وخاصة مع أمثالي من المسلمين ولذا لابد أن نتوجه بالحديث إلى الناس الذين أقاموا مشروعات مع إسرائيل من هذا المدخل ونعتمد على أمثال يوسف القرضاوي ,وحمود بن عقلاء الشعبيى الذي استعان المؤلف مصطفى عبيد بهما في كتابه من ص179 إلى ص188 , وكل أئمة ورموز الإسلام وهذه المرة لابد أن نعتمد على الإسلام كدين لنوضح أن هذه التجارة المحرمة من الله ومن الإسلام مادامت إسرائيل قائمة وفلسطين مختفية أو محتله ..صدقوني على الرغم أنى علماني وليبرالي الفكر ..وإسلامي الحياة والمسلك والموت,أي أنني علماني وليبرالي على سنة الله ورسوله أنا في كل تعاملاتي التجارية اسمع صوت الله فقط وشيوخ الإسلام ..أنا لا أريد أي مال به شبه ولو واحد في المليون من الحرام..وهكذا أنا متأكد من كل مصري كبير وصغير هو مثلي في هذا الأمر ويسعى إلى تحقيقه بقدر ما, لذا لابد مهما اختلفنا في مصر فكريا أن نسير كلنا خلف أئمة الإسلام ونصدرهم في طليعة مشهد التطبيع الاقتصادي مع إسرائيل..إنهم هنا لابد أن يكونوا قائدي المعركة والجميع جنود خلفهم ..ونثبت أننا جميعا في مصر خير جنود الأرض ..في السياسة والاقتصاد والحرب والثقافة والفن والحياة والعلم. ناقد وشاعر مصري المحرر العام لموقع قصيدة النثر [email protected] مواضيع ذات صلة 1. ابن رابين يتقدم بمبادرة سلام تدعو لإقامة دولة فلسطينية على حدود 67 والانسحاب من الجولان مقابل التطبيع الاقتصادي 2. بعد موافقة مرسال ورفض الأسواني: هل يصل قطار التطبيع لمحطة المثقفين؟ 3. أطباء بلا حقوق تنتقد اتهام محافظ المنيا ل300 طبيب بإهدار المال العام 4. قاضي البدرشين: المستشار هشام جنينه من اصطحبني لتقديم البلاغ للنائب العام وليس الزند 5. أنصار هشام مصطفى خليل يحاولون الاعتداء على جميلة اسماعيل .. وبثينة كامل تكشف واقعة تزوير