اقتحمت رانيا مدحت شوقي، مركز صدفا بأسيوط، 24 سنة، مهنة التحطيب، أحد أشهر الفنون الشعبية المخصصة للرجال في صعيد مصر، لتصبح أول مدربة تحطيب في مصر كافة، متمردة على العادات المتوارثة بألَّا تعمل المرأة بمهنة قوية معروفة بشدتها وصلابتها ولا تنسب إلَّا الرجال، تعمل رانيا، الحاصلة على بكالوريوس تربية رياضية، بجمعية الصعيد للتربية والتنمية، ودخلت مجال التحطيب بترشيح من جمعية الصعيد لحضور التحطيب المعاصر مع الدكتور عادل بولاد، مؤسس التحطيب المعاصر، حصلت على دورة تدريبيه لمدة 24 يومًا انتهت بامتحان إعداد مدربين مع فتاتين أخريين، وتم اختيار رانيا لخوض الامتحان مع 3 كباتن من القاهرة، وحصدت المركز الثاني، وحصلت على شهادة معتمدة بأنها اول مدربة تحطيب في مصر. وكونت رانيا فريقًا للتحطيب، عبارة عن مجموعة من الفتيات والأولاد، وتأهيلهم وتعليمهم كافة فنون التحطيب لخوض بطولة الجمهورية في يوليو المقبل، حيث تعلمهم التحطيب المعاصر، الذي لا يختلف عن التقليدي، فهو انسجام في العادات والأخلاق، وأجرى الدكتور عادل بولاد هيكلة للتحطيب التقليدي وأضاف إليه زيًّا رياضيًّا عبارة عن حزام بثلاثة أطراف وتيشرت وبنطلون، وضم إليه فئة الأطفال والنساء، وجعل للمرأة دورًا مهمًّا. وكان التحطيب التقليدي يمنع حتى مشاهدة المرأة المبارزات، وليس المشاركة فيها، فأعاد التحطيب المعاصر العادات المصرية القديمة، حيث كان يستخدم في الحروب، وأصبحت المبارزات في التحطيب المعاصر ثلاثية ورابعية ثم أكثر، أما بالنسبة للتحطيب التقليدي فهو ثنائي فقط. تعود جذور فن التحطيب إلى مصر الفرعونية، حيث وجدت نقوشات على المعابد الفرعونية، والعصاة التي استخدمها قدماء المصريين كانت مصنوعة من نبات البردي المعجون حتى لا تسبب إصابات بالغة للاعبين، وبمرور الوقت تغير نوع العصاة من الشومة الغليظة إلى عصا خفيفة من الخيزران، ولعبة التحطيب تعلم الصبر والمروءة والجرأة والشهامة. وتوارثت الأجيال فن التحطيب حتى أطلق في الصعيد «عصاية المحبة» أو «غية الرجال»، ليصبح التحطيب أحد أشهر الفنون الشعبية المصرية، وعادة ما تكون المبارزة بالعصا على أنغام المزمار بين شخصين حولهما دائرة من المشجعين يتابعون حركاتهما بدقة، وينتظرون اللحظة التي يستطيع أحدهما إسقاط العصا من يد الآخر حتى يعلنوا فوزه والاحتفاء به، وهناك تحطيب آخر عبارة عن الرقص بالعصا، المعروفة في أنحاء مصر، والمنتشرة بكثرة في محافظات الصعيد، والتي يولع بها أبناء الجنوب.