اشتعل سوق الانتقالات الصيفية في القارة العجوز مبكرًا، وبدأ الحديث عن حركة التنقلات المتوقعة لنجوم اللعبة، حيث تسعى أندية لتدعيم صفوفها بقوة، بجلب عدد من الاسماء البارزة فيما تسعى أخرى للاستثمار وجني المال؛ جراء بيع نجومها. ويبدو أن الموسم المقبل سيكون موسم البناء لعدد كبير من الأندية الكبرى في القارة الأوروبية، حيث تسعى الأندية التي تنافس على البطولات لتدعيم صفوفها؛ لمواصلة مسيرة النجاح، وتأمل الأندية التي ابتعدت عن دائرة الضوء للعودة إليها مجددًا. الصين تفرض كلمتها خلال السنوات الثلاث الأخيرة غيرت الصين موازين القوة، فبعدما كانت القارة الأوروبية وبالتحديد الأندية الكبيرة فيها تتحكم في سوق الانتقالات، باتت هناك قوة جديدة في عالم الساحرة المستديرة تفرض كلمتها بفضل امتلاكها للمال. لاعب الكرة كان الحلم بالنسبة له هو الانتقال إلى نادٍ عريق ينافس على البطولة المحلية في بلده إلى جانب بطولة أوروبا، ولكن الإغراءات التي تعرض لها نجوم اللعبة خلال السنوات الماضية من الأندية الصينية جعلتهم يتنازلون عن الشهرة وكتابة التاريخ من أجل كسب بعض الملايين. وانتقل الصينييون من مرحلة إغراء مشاهير كرة القدم لحثهم على الانتقال إلى الدوري الصيني إلى مرحلة جديدة، بعدما قاموا بشراء قلعتين من القلاع الشهيرة في إيطاليا وأوروبا، وهما إنترميلان وإيه سي ميلان. ويسعى الملاك الجدد لكبيري مدينة ميلانو إلى إعادة الناديين إلى سابق عهدهما من خلال تدعيمهما بصفقات من العيار الثقيل، ووفقًا للتصريحات التي أدلى بها ملاك الناديين والمفاوضات التي رصدتها الصحافة الإيطالية، من المتوقع أن ينفق الناديان أكثر من 500 مليون يورو خلال الميركاتو الصيفي المقبل. ساندرو مازولا، نجم إنتر ميلان الإيطالي السابق، أكد في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام الإيطالية، أن إدارة النادي الجديدة قادرة على شراء أي لاعب في العالم، حتى ولو كان الأرجنتيني ليونيل ميسي، نجم برشلونة الإسباني. كما أبدى نادي ميلان رغبته في ضم اللاعب الذي ينتهي عقده مع فريقه الكتالوني مع نهاية الموسم المقبل، مما يجعل رحيله عن برشلونة واردًا بنسبة كبيرة، في ظل رفضه المستمر لتجديد تعاقده مع الفريق، وستجد إدارة البارسا نفسها أمام خيارين: إما أن تُبقِي على اللاعب بين صفوفها ويرحل مجانًا عقب نهاية عقده، أو تحصل على مبلغ خيالي قد يتخطى حاجز ال200 مليون يورو، في حال رحيله خلال الميركاتو المقبل، ومن المتوقع أن تتجه إدارة الفريق إلى الخيار الأخير. كما يتصارع الفريقان إلى جانب العديد من الأندية الأوروبية على ضم أندريا بيلوتي، نجم تورينو الإيطالي ووصيف هدافي الدوري الإيطالي، الذي وضع ناديه شرطًا جزائيًّا قيمته 100 مليون يورو للتنازل عنه. كما رصد إنتر ميلان مبلغ 45 مليون يورو للتعاقد مع المصري محمد صلاح، جناح روما الطائر، إلى جانب الألماني أنطونيو روديجر، زميله في الفريق، والمدافع البرتغالي لفريق ريال مدريد الإسباني بيبي، وعدد آخر من النجوم. وستكون الأندية الإيطالية الأكثر إنفاقًا للمال في الميركاتو المقبل، وفقًا للمفاوضات القائمة. الإنجليز يناوشون تلعب الأندية الإنجليزية على وتر الشهرة الكبيرة التي تحيط بالدوري الإنجليزي في مفاوضاتها مع اللاعبين، ولدى بعضها المال الذي يجعلها قادرة على التنافس، فمانشستر يونايتد لديه رغبة كبيرة في جلب بعض الصفقات لتدعيم صفوف الفريق. ومن بين النجوم الذين تم رصدهم من قبل البرتغالي جوزيه مورينيو، مدرب البلوز الكرواتي، مهاجم فريق إنتر ميلان إيفان بيريسيتش، وعلى الرغم من عدم حاجة إنتر للمال وسعيه لبناء فريق، إلا أنه مطالب بالتفريط في نجمه، وذلك حسبما أوضحت صحيفة "لاجازيتا دييلو سبورت"، والتي أكدت أن قواعد اللعب النظيف ستجعل النادي العريق مطالبًا بالتفريط في نجمه؛ من أجل جلب عدد آخر من النجوم، وهو ما قد يجعل إدارة الأفاعي مستعدة للتفريط في الدولي الكرواتي مقابل 60 مليون يورو لصالح اليونايتد. كما أبدى بيب جوارديولا، المدير الفني الأسبق لفريق برشلونة والحالي لفريق مانشستر سيتي الإنجليزي، رغبته في ضم ليونيل ميسي، وفي حالة تحقق ذلك، سيضطر السيتي للدخول في مزاد ميسي، المتوقع أن يبدأ ب200 مليون يورو، وقد يزيد إلى الضعف. وتأتي رغبة تشيلسي حامل اللقب في تدعيم صفوفه بعدد من اللاعبين؛ للدفاع عن لقبه الموسم المقبل والمنافسة على لقب دوري الأبطال، حيث رصد البلوز 70 مليون يورو لضم ثنائي فريق روما الإيطالي البلجيكي رادجا نيانجولان، وأنطونيو روديجير. ولا يُغفِل أحد رغبة الثنائي ليفربول وأرسنال القوية في تدعيم صفوفهما؛ للحفاظ على تواجدهما كمركزي قوة في الدوري الإنجليزي. ومن المتوقع أن ينفق الثنائي ما لا يقل عن 300 مليون يورو في الميركاتو. الإسبان يجهزون مفاجأة الجميع يتحدث عن الاستعدادت الإيطالية للميركاتو في ظل وجود قوتين تسعيان لاستعادة هيبتهما: ميلان وإنتر، وقوة أخرى تسعى للحفاظ على مكانتها، وهي يوفنتوس، ويغفلون عن قوتين كبيرتين لن يتركا مكانتهما في أوروبا بهذه السهولة. برشلونة، الذي يستعد لفقد أسطورته ليونيل ميسي، لن يقف مكتوف الأيدي، حيث بدأ في التحرك لضم بعض النجوم، وعلى رأسهم موهبة دورتموند الشابة الفرنسي عثمان دمبلي، المطلوب من العديد من الأندية، إلا أن اللاعب أبدى رغبته في الانتقال إلى كامب نو. ووفقًا لصحيفة كالتشيو ميركاتو الإيطالية فإن اللاعب الشاب، الذي جاء إلى دورتموند الصيف الماضي مقابل 15 مليون يورو، ستضاعف سعره ثلاث مرات في حال انتقاله إلى برشلونة، أي أن صفقة انتقاله إلى البارسا تقدر ب 60 مليون يورو. نجم آخر سيكلف خزائن البارسا ما يفوق ال85 مليون يورو، البرازيلي كوتينيو، لاعب ليفربول الإنجليزي، الذي أبدى موافقته للانتقال إلى الفريق الإسباني؛ لمجاورة مواطنه نيمار داسيلفا. الريال هو الآخر يأمل في تدعيم بعض المراكز، وعلى رأسها حراسة المرمى، حيث يسعى للتعاقد مع ديفيد دي خيا، حارس مانشستر يونايتد الإنجليزي، وجعله الحارس الأغلى في التاريخ بمبلغ 70 مليون يورو، بالإضافة إلى مركز صناعة اللعب، حيث يتفاوض مع إدارة تشيلسي الإنجليزي؛ للظفر بخدمات البلجيكي إدين هازارد. من جانبه طلب الإيطالي كونتي، مدرب تشيلسي، الحصول على خدمات لاعبين من الميرينجي، وهما المهاجم الإسباني الشاب ألفارو موراتا، والمدافع الفرنسي الدولي رافائيل فاران، مقابل التنازل عن خدمات هازارد، وتبلغ قيمة الثنائي الذي يرغب كونتي في الحصول عليهما 80 مليون يورو.