مفاجأة صادمة أصابت عشاق كرة القدم في مصر عقب التصريحات التي أدلى بها هاني أبوريدة، رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم، في الثامن من أبريل الجاري، مع الإعلامي إبراهيم فايق، في برنامج "الحريف" المذاع عبر فضائية "دي إم سي" التي أكد من خلالها أن الدوري المصري في طريقه إلى التشفير. الرئيس الحالي للجبلاية، أكد في تصريحاته أنه يسعى إلى إنعاش خزائن الأندية وتطوير اللعبة الشعبية في مصر والعالم عبر بوابة التشفير كما متبع في بعض الدوريات العالمية، حتى وأن كان على مصلحة المواطن الفقير، ويرى أبوريدة، أن كرة القدم سلعة ويجب إنفاق المال من أجل الحصول عليها. ورغم وجود الكثير من الحلول لتطوير كرة القدم والاستثمار بها بشكل أفضل، إلا أن الجبلاية فضلت اختيار الطريق الأسهل من وجهة نظرها؛ بحجب الصورة التي باتت المصدر الرئيسي لتخفيف عبء الحياة عن المواطن الكادح، الذي يصرخ بسبب غلاء الأسعار وصعوبة المعيشة. كرة القدم خط أحمر في الوقت الذي تعاني فيه فئة كبيرة من المصريين بسبب غلاء الأسعار، يخرج علينا بعض القائمين على كرة القدم ويطالب المواطن الذي لايكفيه راتبه الشهري حتى نهاية الشهر بتوفير المال اللازم من أجل مشاهدة مباريات الدوري، علاء عزت، النقاد الرياضي بالأهرام العربي، يرى أن كرة القدم من ضروريات الأمن القومي في بلد نسبة الفقر فيها كبيرة، ومن الصعب بل ومن المستحيل تشفير مباريات الدوري. الشعب العاشق للكرة تنسيه تمريرة من عبدالله السعيد، ومراوغة من أيمن حفني، وهدف من باسم مرسي، هموم الحياة التي تحيط به من كل جانب بسبب الالتزامات الواقعة على عاتقه، كيف سيكون وضعه في حالة تم حرمانه من متعته الوحيدة؟ وهل ترى الجبلاية أن المصريين يعيشون حياة مرفهة لهذا الحد حتى تفكر جديًا في تشفير مباريات كرة القدم؟! ينظر هاني أبوريدة، وأعضاء مجلس اتحاد كرة القدم، إلى الدوري على أنه الدوري الإنجليزي وأن المسابقة المحلية يمكن أن تسويقها وبيعها لأحد القنوات أو الشبكات مثل بي إن سبورت أو سكاي سبورت لنقلها مشفرة نظير مبلغ كبير من المال، لكن هل نظر أبوريدة جيدًا إلى السلعة التي يمتلكها بين يديه وقارن بينها وبين السلع الأخرى قبل التفكير اتباع ذلك؟ الحلول البديلة أعطت الجبلاية ظهرها لحلول كثيرة يمكن من خلالها تجنب الصدام مع الشعب وتوريط الدولة في أزمة لا يعلم أحد عقباها، خاصة أن كرة القدم أصبحت متنفسا مهما لقاعدة عريضة من المصريين، ويأتي الجمهور في مقدمة الحلول لإنجاح المنظومة الرياضية في مصر وليست كرة القدم فقط؛ فيجب على اتحاد الكرة التوصل لاتفاق مع الجهات الأمنية من أجل إعادة الجمهور إلى المدرجات من جديد. الدكتور محمد فضل الله، أستاذ التشريعات الرياضية بالجامعة الأمريكية بالإمارات وخبير اللوائح والقوانين الدولية، طالب اتحاد الكرة فتح المدرجات للجماهير وتحفيزهم لحضور المباريات بكثافة مثلما يحدث في أوروبا بعمل مسابقات وتوزيع هداية قيمة. وأضاف فضل الله ل"البديل": في أوروبا تقام مباريات كرة القدم وخاصة الكبيرة، مثل كلاسيكو الأرض بين ريال مدريد وبرشلونة، في أيام العطلة الرسمية كي تتمكن الجماهير من حضور المباراة، ونشاهد عددا كبيرا من المشجعين تذهب لمتابعة المباراة من دول مختلفة. وتابع: يجب أن يسلك الاتحاد المصري نهج الاتحادات الأوروبية وتقام مباريات الدوري المصري يومين فقط كل أسبوع، وتكون في العطلات الرسمية؛ كي تذهب الجماهير لمتابعتها وتجني الأندية الأموال من وراء الحضور الجماهيري. ووفقًا لبعض الأبحاث التي نشرت، فإن القنوات والشركات التي تستثمر في مجال الرياضة تذهب لتشغيل أموالها في الدوري الذي يتابعه عدد كبير من الجماهير داخل الملعب وأمام الشاشة الصغيرة، وعلى سبيل المثال لماذا لم تشتر شبكة قنوات "بي إن سبورت" الدوري القطري وتشفيره في الوقت الذي قامت فيه بشراء دوري أبطال إفريقيا وتشفيره؛ لأن الدوري القطري لايشهد حضورا جماهيريا في مبارياته ولا يحرص عشاق الساحرة المستديرة على مشاهدته، في الوقت الذي تحرص القارة السمراء ودول شمال إفريقيا على متابعة أنديتها في دوري الأبطال وتشارك أندية صاحبة شعبية وقاعدة جماهيرية عريضة في تلك المسابقة مثل الأهلي والزمالك من مصر والترجي من تونس والرجاء من المغرب. كما هناك طريقة أخرى لجني المال من الحضور الجماهيري وهي طباعة الإعلانات على تذاكر المباريات، وتفعيل البطاقات الذكية التي نفذها الأهلي في بطولة إفريقيا لكرة السلة التي استضافها مؤخرًا وأجرى مسابقات للجماهير على هذه البطاقات ومنحهم جوائز تكفلت بها العديد من الشركات وقامت بدفع مقابل مالي للأهلي نظير تنظيم هذه المسابقة وعرض منتجاتها داخل مقر النادي. والإعلانات سترتفع داخل وخارج الملاعب، كما سترتفع نسبة شراء القميص الخاص بكل نادي حرصًا من الجماهير على اقتنائها لحضور المباريات وهي ترتدي القميص الخاص بفرقتها.