زيارات خارجية عدة شهدتها مصر الأسبوع الماضي، من قبل عدد من المسؤولين الدوليين، على رأسهم رئيس التحالف الوطني العراقي عمار الحكيم، كما شهد الأسبوع الماضي زيارة لوزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، بينما زار وزير الخارجية المصري سامح شكري السودان؛ لعقد لجنة المشاورات المشتركة بين الجانبين. زيارة عمار الحكيم على الرغم من أن زيارة رئيس التحالف الوطني العراقي تأتي ضمن جولة تشمل عددًا من دول المغرب العربي؛ لإطلاع القادة العرب على مجريات العملية السياسية في العراق والحرب على الإرهاب، والتحديات المشتركة التي تواجه المنطقة وسبل تفعيل العلاقات الثنائية بحسب السفارة العراقية في القاهرة، إلا أن لها دلالة مهمة في وقت تشهد العلاقات المصرية العراقية حالة واسعة من التقارب في الآونة الأخيرة، فبعد زيارات متعددة لوزير الخارجية المصري سامح شكري لبغداد؛ ليؤكد دائمًا على وقوف مصر بجانب العراق في حربها على الإرهاب وحرصها على وحدة البلاد، تأتي زيارة الحكيم لتكون محطة أخرى من محطات تحسين العلاقات بين البلدين. فقبل هذه الزيارة بعامين كانت هناك قمة مصرية عراقية في القاهرة بين الرئيس المصري ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، حددت الأسس المهمة للعلاقات بين البلدين، والتي على رأسها التعاون الأمني والاستخباراتي وتبادل المعلومات والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب، إضافة إلى التعاون العسكري، حيث تم الاتفاق على تدريب عدد من القوات العراقية في مصر؛ للمشاركة في مكافحة الإرهاب. بالإضافة إلى ذلك فإن مجالات التعاون الاقتصادي بين البلدين كبيرة جدًّا، تتمثل في العديد من المجالات، أبرزها النفط، فبحسب عمار الحكيم فإن مصر تشارك للمرة الأولى في الاستكشافات النفطية بالعراق في حقول المنصورية في ديالي، بالتنسيق مع التشييد والبناء؛ للمشاركة في إعادة إعمار المناطق المحررة. كما أن الاتفاقية الأخيرة والتي سيتم فيها تزويد مصر بمليون برميل نفط شهريًّا من الخام العراقي، مع تسهيلات بالدفع قد تكون هي الأخرى عاملًا من العوامل المساعدة لتحسين العلاقات في المجال الاقتصادي. أما المشروع الأهم والذي تم طرحه خلال زيارة الحكيم عبر الوفد المشارك في الزيارة وسفير العراقبالقاهرة فهو مد أنبوب للنفط والغاز من حقول البصرةجنوبالعراق عبر الأراضي الأردنية إلى مصر، وسيغذي هذا الأنبوب الاحتياجات الأردنية والمصرية من النفط والغاز وتصدير الباقي من خلال الموانئ المصرية إلى الأسواق الأوروبية والإفريقية، شأنها في ذلك شأن ميناء جيهان التركي. من جانبه أكد عمار الحكيم، خلال مؤتمر صحفي، أن لقاءه مع الرئيس السيسي جاء للتأكيد على بناء علاقة استراتيجية مع مصر، حيث إن مصر قادرة على جمع شتات الوطن، ورعاية مقترح قدمه إلى الرئيس السيسي، بتبني مؤتمر عالمي لدول المحور التي تضم «الخليج وتركيا وإيران»، لوضع تفاهمات إقليمية حقيقية، وتحقيق السلام والاستقرار برمته، والمكاشفة وقواعد الاشتباك السياسي، وتشخيص نقاط الالتقاء، ووضع حد لكل هذه الصراعات. زيارة وزير الدفاع الأمريكي زيارة لمصر خاضها وزير الدفاع الأمريكي ضمن جولة شرق أوسطية تستطلع فيها الإدارة الأمريكية الجديدة دور ومواقف الدول الحليفة في المنطقة، حيث يرى مراقبون أن الزيارة لا يمكن فصلها عن تصريحات ترامب مؤخرًا بأن 90 يومًا من عمله في البيت الأبيض كشفت عن أخطاء في العلاقات الخارجية لأمريكا، وأن الزيارات الخارجية للمسؤولين الأمريكيين تحمل أهدافًا ، منها إعادة صياغة السياسة الخارجية القديمة. التقى وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، والذي كان من قبل قائدًا للقوات الأمريكية في الشرق الأوسط، بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة، مشيدًا عقب اللقاء بقوة التعاون العسكري القائم بين مصر والولاياتالمتحدةالأمريكية، وشدد على العلاقات الخاصة التي تربط وزراتي الدفاع المصرية والأمريكية، مؤكدًا في الوقت نفسه حرص الولاياتالمتحدة على تفعيل العلاقات ودفعها نحو آفاق أوسع. وتأتي الزيارة بعد أيام قليلة من زيارة السيسي لواشنطن، حيث بحث ماتيس خلال اللقاء مع الجانب المصري الأزمة الليبية، باعتبار أن مصر إحدى الدول الفعالة والمهتمة بالملف الليبي؛ لعدة اعتبارات، على رأسها الجوار الجغرافي، إضافة إلى ملفات الشرق الأوسط الأخرى كسوريا والعراق واليمن، من النقاط أيضًا زيادة الدعم الأمريكي لمصر، وذلك بعد تصديق الكونجرس على تزويد مصر بطائرات بدون طيار، بالإضافة إلى معدات متطورة تقنيًّا لإزالة الألغام والمتفجرات. زيارة وزير الخارجية للسودان جاءت زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري للخرطوم في اطار ترؤس اجتماعات اللجنة الوزارية المشتركة بين البلدين، لعقد جولة حوار سياسي، يتم خلالها إثارة جميع الموضوعات ذات الاهتمام المشترك وإزالة أي "سوء فهم" بين البلدين. وكان القنصل المصري العام في السودان استبق وصول شكري إلى الخرطوم بتوجيه دعوة إلى وسائل الإعلام في البلدين، حثهم فيها على "قطع الطريق أمام الكاذبين والساعين للوقيعة وبذر الفتنة بين البلدين". وتأتي اجتماعات التشاور السياسي بين الخرطوموالقاهرة وسط توتر حاد في العلاقات بين الجارتين، لقيَ صدى واسعًا في وسائل إعلام البلدين في الفترة الأخيرة، حيث حث القنصل المصري العام في السودان، وئام سويلم، وسائل الإعلام في البلدين على قطع الطريق أمام كل من يحاول نشر أخبار كاذبة تسيء للعلاقات وتضرب الفتنة بين البلدين والشعبين. ودعا الدبلوماسي المصري "المسؤولين ووسائل الإعلام والمغردين على مواقع التواصل الاجتماعي لتحري الدقة فيما يتم نشره وتداوله، لا سيما المنسوب للمسؤولين في البلدين"، مشددًا، في الوقت ذاته، على "أهمية العلاقات المصرية السودانية على كافة المحاور، السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية"، وعلى الروابط التي تجمع شعبي البلدين.