كشفت تقارير إعلامية وميدانية أن قوات أمريكية ترافق أخرى أردنية على الحدود السورية الأردنية؛ من أجل شن عملية عسكرية وشيكة بذريعة قتال داعش الذي يتمدد في حوض اليرموك بالقرب من الحدود الأردنية، لكن التحرك المشبوه رأى فيه مراقبون منعطفًا جديدًا في السياسية الأمريكية بعد ضرب مطار الشعيرات في حمص، ويسلط الضوء على تحذيرات الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بأن سيناريو مشابه لغزو العراق 2003 يحاك ضد سوريا. انتشرت المدرعات الأمريكية المقاومة للألغام والعبوات الناسفة، وعربات الهانفي بالقرب من الحدود السورية الأردنية، التعزيزات العسكرية تأتي بعد مفخخات ل"داعش" في الركبان ومعبر التنف الأردنيين، حيث وصل التنظيم الإرهابي للمرة الثالثة إلى هناك عبر طرق فرعية من قلب البادية السورية. ووفقا لما نقلته وكالة رويترز عن مصدر مخابراتي غربي، فإن "قوات خاصة أمريكية وبريطانية توسع قاعدة التنف لاستخدامها كنقطة انطلاق رئيسية لعمليات نوعية في الأشهر المقبلة لطرد المتشددين من البوكمال". وتدور حاليًا عمليات عسكرية أردنية أمريكية بريطانية على شريط الحدود الممتد بين الأردنوسوريا، لقتال داعش ومن أجل إنشاء جدار من قوى عشائرية سورية، حيث تعد الأردن حاليًا ما يسمى ب"جيش أحرار العشائر" و"أسود الشرقية"، فسلحت عمان 3 آلاف مقاتل من عشائر البادية والشرق السوري لقتال داعش. حاليًا لا توجد اشتباكات بين هذه الفصائل مع داعش في ريف السويداء، لكن الاشتباكات تتم مع عناصر التنظيم المنسحبين نحو الرقة، وفي الوقت الراهن، القوة العشائرية ملأت فراغ داعش لعزل وجوده في البادية عن قواعده الخلفية في حوض اليرموك. الأردن، بحسب مراقبين، يدفع ثمن انخراط استخباراتها في دعم المجموعات المسلحة عبر غرفة عمليات الموك، والاطمئنان إلى اختراقها الكبير بوجود عشرات القادة الأردنيين في صفوف داعش والنصرة، وأكثر من 4 آلاف مقاتل من التيار السلفي الأردني في صفوفهم، وقدرتهم على التحكم فيهم عن بعد، إلا أن ذلك لم يمنع من امتداد الحريق السوري إلى الأردن عبر الركبان والكرك والبقعة وإربد. ويبدو أنه لا خيار للأردن الذي يعاني صعوبات اقتصادية كبيرة، ظهرت في مطالبة ملك الأردن خلال زيارته الأخيرة للولايات المتحدة، ترامب بزيادة المعونات للمملكة، إلا السير خلف المشروع الأمريكي للضغط على دمشق من الجنوب من أجل الحصول على مساعدات، متذرعًا بقتال داعش، والهدف استكمال التوسع الأمريكي الذي بدأ في الشمال السوري عبر الكرد، ومنع أي عملية للجيش السوري وحلفائه من أجل إعادة الشرق السوري إلى سوريا. خطورة التحركات الأردنية على المملكة، تتمثل في أنها طيلة الست سنوات الماضية كان بمثابة وسادة للتحركات الأمريكية والسعودية والقطرية للداخل السوري، أما تحركات اليوم، تتجه نحو توريط الأردن في المستنقع السوري، ولا يمكن فصل التحركات الأمريكيةالأردنية في الجنوب السوري عن تحركات أخرى، كانتقال سفينة النقل الأمريكية العملاقة "ليبرتي باشن" من إيطاليا إلى ميناء العقبة. واشنطن تقول إنها تشارك في مهمات حفظ الأمن في هذه المنطقة من العالم، لكن وقعها على اللاعبين أتى مختلفًا، فهناك من يؤكد أنها حملت تعزيزات عسكرية إضافية للجيش السوري الحر، وآخرون من محور دمشق وحلفائها يرونها غطاءً أمريكيًا لإقامة منطقة آمنة تحقق مصالح الأرض وإسرائيل على السواء، الأمر الذي قد يشير إلى تشكل درع فرات جنوبية، لكن هذه المرة بقيادة أمريكية وتنفيذ أردني عوضًا عن التركي. وخلال زيارته إلى العاصمة الأمريكيةواشنطن، قال ملك الأردن لصحيفة واشنطن بوست، بشأن مدى قبول الروس التخلص من الأسد في محادثات جنيف المقبلة: "أعتقد أنهم سوف يقايضون بشأن كيفية خروج الأسد في نهاية المطاف، نحن بحاجة إلى نظام يقبله كل الشعب السوري"، وأضاف: "بالنسبة للروس أعتقد أن أهم شيء عندهم هو القرم، إذا توصلت إلى تفاهم حول شبه جزيرة القرم، أعتقد أنك سترى مرونة أكبر بكثير في سوريا، وأعتقد أن أوكرانيا تصبح أقل مشاكل"، محاولا إقناع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بتقديم تنازلات لصالح روسيا حول جزيرة القرم مقابل حصوله على تنازلات روسية بما يخص الأسد.