علمت صحيفة "إندبندنت" البريطانية أن قادة بارزين في العشائر السنية بسوريا يحاولون حاليا إنهاء الحرب في سوريا عبر تشكيل تحالف عشائري جديد، حيث أجروا محادثات سرية مع المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا والجنرال الأمريكي المكلف من قبل الرئيس الأمريكي باراك أوباما كممثل عنه أمام الثوار الذين يقاتلون نظام بشار الأسد. وكشفت الصحيفة عن أن زعماء العشائر السنية التقوا بوزراء من السعودية ودول خليجية داعمة ماليا وعسكريا للمعارضة السورية وعلى وشك أن يلتقوا كذلك بالعاهل الأردني الملك عبد الله. وأكدت الصحيفة على أن هؤلاء الزعماء يتمتعون بنفوذ هائل وسيطرة على مئات الآلاف من السوريين عبر النظام القبلي. وأبرزت الصحيفة لقاء جمع 11 منهم بالمبعوث الأممي إلى سوريا "ستفان دي مستورا" في جنيف قبل أسبوعين، حيث طلب منهم المبعوث الأممي المساعدة في التوصل إلى اتفاق سلام مع الحكومة السورية. وذكرت الصحيفة أن الجنرال الأمريكي "جون ألين" قائد القوات الغربية سابقا في أفغانستان والمسؤول عن تشكيل قوة من الثوار المعتدلين في سوريا لمحاربة "داعش" طلب الشهر الماضي من بعض زعماء العشائر السنية في سوريا ترشيح عدد من الأشخاص للانضمام إلى القوة التي تعدها أمريكا لقتال التنظيم على غرار الصحوات السنية في العراق التي شكلتها أمريكا ضد تنظيم القاعدة خلال فترة الاحتلال الأمريكي للعراق بعد 2003م. وأضافت الصحيفة أن هؤلاء الزعماء بعد تشكيلهم "ائتلاف القبائل والعشائر السنية" عزموا على مقاومة محاولات التلاعب بهم من قبل القوى الخارجية. وأشارت الصحيفة إلى أن أمريكا ليست وحدها القوة الغربية التي تتدخل في سوريا، فهناك آخرون لديهم أجندات مختلفة، مضيفة أن السعودية ودول الخليج يريدون من العشائر السنية في سوريا مواجهة بشار الأسد فضلا عن "داعش". وتحدثت عن أن الأردن أعلنت استعدادها لاستضافة معسكرات تدريب للثوار المعتدلين، لكن زعماء العشائر ينتظرون تحديد موقفهم بعد لقائهم بالعاهل الأردني. وأشارت الصحيفة إلى تشكيك زعماء العشائر السنية في التوجهات الأمريكية خاصة أن السنة يقاتلون "داعش" بمفردهم بدون دعم أمريكي وبدون غطاء جوي، على عكس الدعم الذي تقدمه واشنطن للأكراد والشيعة. وأضافت أن زعماء العشائر السنية يشتكون من أن أمريكا تطلب منهم قتال "داعش" بينما لا تقدم سوى الدعم الشفوي فقط لقتال نظام بشار الأسد، واعتبروا أن ذلك يعود إلى أن الرئيس الأمريكي يحتاج الإيرانيين الذين يمثلون الداعم الرئيسي ل"الأسد" من أجل قتال "داعش" في العراق والسعي للتوصل إلى اتفاق نووي. وانتقد زعماء العشائر السنية الذين يحظون بالدعم من قبل 300 ألف سوري، في حوارات أجرتها الصحيفة مع عدد منهم المبعوث الأممي لبطئه في إدانة الفظائع التي يرتكبها النظام السوري كاستخدام البراميل المتفجرة، معتبرين أن الهدنة التي تم التوصل إليها بين النظام وبعض البلدات السورية استغلها النظام لاستعادة الأراضي التي فقدها. ووجه الزعماء كذلك النقد ل"دي مستورا" بسبب حديثه عن أن "الأسد" مازال جزء من الحل في سوريا.