ميادين مصر الإسلامية

تعددت ميادين مصر منذ أن شرع أحمد بن طولون، في تصميم ميدانه الأول، وإن كان استخدام الميادين في مصر الإسلامية مغايرا لما هو متعارف عليه الآن، فلم يكن الميدان مجرد اسم يسترشد به السائرون، بل كانت الميادين لتدريب الجيوش، وأماكن لاستعراض مهاراتهم الحربية، وكانت أيضا أماكن لاحتفالاتهم في انتصارات الحروب والمواسم والأعياد، وكذلك لسباق الخيل والمبارزات وألعاب الفروسية، ونعرض هنا لأشهر الميادين في مصر الإسلامية.
ميدان ابن طولون
يعتبر ميدان أحمد بن طولون، من أول الميادين في مصر الإسلامية، ويعود لابن طولون الفضل في إنشاء الميادين وانتشارها، وقد بنى هذا الميدان ونأنق فيه تأنقا زائدا، فأقام فيه بركة للزئبق وبجوارها قبة ذهبية.
ميدان الإخشيد
أنشأ هذا الميدان أمير مصر أبو بكر محمد بن طغج الإخشيد، بجوار بستانه الذي يعرف بالبستان الكافوري، وكان لهذا البستان بابان من حديد اقتلعهما القائد جوهر عندما قدم إلى مصر وجعلهما على باب الخندق الذي حفره بظاهر القاهرة قريبا من مدينة عين شمس، ويعد ميدان الأخشيد من أعظم أماكن مصر، وكانت فيه الخيول السلطانية في الدولة الإخشيدية.
ميدان القصر
أقيم هذا الميدان مع إنشاء القاهرة، وموضعه الآن يرف بالخرنشف، وكان ميدانا للخلفاء الفاطميين يدخل إليه من باب التبانين، فلما زالت الدولة الفاطمية تعطل هذا الميدان، ثم بني به اصطبلات الخرنشف، ثم بنيت مكانه مساكن.
ميدان قراقوش
من الميادين التي لم تعمر طويلاً في العصر المملوكي، وينسب إلى بهاء الدين قراقوش، وزير صلاح الدين، وكان هذا الميدان خارج باب الفتوح، وكان السلطان الظاهر بيبرس يتخذه متنزهاً له.
ميدان الملك العزيز
كان موضع هذا الميدان بستانا في أول الأمر، ولكن الملك العزيز عثمان بن السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب، أمر بقطع النخل الموجود فيه ليقيم فيه ميدانا، وكان هذا البستان من أجمل بساتين القاهرة، فحرث أرضه وقطع ما فيه من الأصول، وبعد فترة احتكر الناس أرضه وبنوا عليها بيوتا.
الميدان الصالحي
كان هذا الميدان في أول الأمر بستانا لللشريف بن ثعلب، فاشتراه منه السلطان الصالح نجم الدين أيوب، بثلاثة آلاف دينار مصرية، ثم أقامه ميدانا وجعل فيه مناظر جلية تشرف على النيل الأعظم، وصار يركب إليه ويتنزه فيه، ثم أصبحت هذه النزهة سيرة السلاطين من بعده، وكان هذا الميدان بأرض اللوق، وكان أيضا سببا لبناء القنطرة التي عرفت بقنطرة الخرق، ولكن الميدان خرب واحتكره الناس وبنيت في موضعه المساكن.
الميدان الظاهري
أنشأه الملك الظاهر ركن الدين بيبرس البندقداري، وكان هذا الميدان بأطراف أراضي اللوق أيضا مجاورا للميدان الصالحي، انشأه ركن الدين عندما انحسر ماء النيل، وظل هذا الميدان منتزها للملك الظاهر إلى أن خربه الملك الناصر محمد بن قلاوون، وجعله بستانا، وأرسلإغلى دمشق فأتى بسائر أصناف الشجر وجعلها فيه، ثم خرب هذا الميدان أيضا وبنيت في موضعه المساكن.
ميدان بركة الفيل
كان هذا الميدان في بداية الأمر اصطبلا لخيول المماليك السلطانية، وكان مشرفا على بركة الفيل قبالة الكبش، ظل هذا الميدان هكذا إلى أن جلس الأمير زين الدين كتبغا، على كرسي الملك ولقب نفسه بالملك العادل بعد خلعه للملك الناصر محمد بن قلاوون، وبعد أن وقع الغلاء في عصر كتبغا خاف على نفسه السير إلى الميدان الظاهري فأقام هذا الميدان لينزل به عوضا عن الميدان الظاهري، وبدأ الناس في إقامة المساكن حوله، وكان أول من بنى هناك الأمير علم الدين سنجر الخازن، وسار السلطان ينزل إلى هذا الميدان فلا يجد أحدا من الناس لاشتغالهم بأمر الغلاء، ثم تحول الميدان مرة أخرى فأصبح اصطبلا في قصر الأمير بكتمر الساقي.
ميدان المهارى
كان موضع هذا الميدان بالقرب من قناطر السباع، أنشأه الملك الناصر محمد بن قلاوون، ولشغف الناصر بن قلاوون، بالخيل جعل في هذا الميدان مكانا مخصصا لكل فرس باسمه، وما برحت الخيول في هذا الميدان إلى أن مات الملك الظاهر برقوق، ثم استمر الأمر أيام ابنه الملك الناصر فرج، ولكن ما لبث أمر الميدان أن تلاشى وانقطعت منه الخيول وصار براحا خاليا.
ميدان سرياقوس
كان هذا الميدان شرقي ناحية سرياقوس بالقرب من الخانقاه، وأنشأه أيضا الملك الناصر محمد بن قلاوون، وذلك في أثناء إزالته لميدان الظاهر ركن الدين بيبرس، وقد بنى قلاوون في هذا الميدان قصورا جليلة وعدة منازل للأمراء، وغرس فيه بستانا كبيرا نقل له الأشجار المختلفة من دمشق.
الميدان الناصري
كان هذا الميدان من جملة أراضي بستان الخشاب فيما بين مدينة نصر والقاهرة، وكان موضعه قديما غامرا بماء النيل، ثم عرف ببستان الخشاب، وعندما هدم الناصر بن قلاوون، ميدان الظاهر ركن الدين، وغرس فيه الأشجار، أنشأ هذا الميدان عوضا عنه في أراضي بستان الخشاب.