سادت حالة من الغضب بين مئات المرضى والأطباء في محافظة المنيا؛ بسبب إخلاء أكبر مبان مستشفى المنيا الجامعي من المرضى، بعد توصيات اللجنة الهندسة التي أفادت بسرعة إخلائه لسوء حالته الإنشائية. المرضى والأطباء عبروا عن استيائهم من قرار الإخلاء المفاجئ للمبنى، الذي يعد عصب المستشفى، وبه أكثر من 6 أقسام، ويتضمن ما يزيد على 50% من أعداد المرضى المترددين على المستشفى، إذ يعد «المنيا الجامعي» أكبر مستشفيات المحافظة، ويستقبل المرضى من جميع المراكز التسعة، لتوافر كثير من الأجهزة بداخله، في حين تفتقدها بعض المستشفيات العامة التابعة للصحة. وقال أحمد حسن، أحد أطباء المستشفى: "فوجئنا بقرار الإخلاء أمس الأول، دون تحديد مكان بديل للأطباء والمرضى، فقط، سرعة إخلاء المبنى من الأجهزة خوفا من انهياره عليها، الأمر الذي أثار استياء جميع أعضاء هيئة الطب بالمستشفى؛ نظرا لضيق الوقت، خاصة أنه شديدة الأهمية لكل أبناء المحافظة، ويعد المتنفس الوحيد للمرضى بسبب اتساع مساحته واستقباله لحالات كثيرة على مدار اليوم، بالمقارنة مع المستشفيات الأخرى التي تفتقر لكثير من الإمكانيات. أضاف حسن ل"البديل، أنه كان يتوجب على مسؤولي الجامعة تحديد أماكن ومبان بديلة مسبقا، قبل اتخاذ القرار، إذ يأتي يوميا ما يزيد على ألفي مريض للمستشفى من جميع المراكز شمالا وجنوبًا، وقرار الإغلاق كان بمثابة الصدمة للجميع، مناشدا بسرعة توفير وتحديد أماكن بديلة للمبنى الذي تم إغلاقه، خاصة أنه الأكثر حيوية بالمستشفى. وقال حسن مصطفى، موظف سابق بالتعليم وأحد المرضى، إنه توجه أمس الخميس، لإجراء بعض الفحوصات الطبية، لكنه فوجئ بقرار الإغلاق، رغم أنه متابع مع أحد الأطباء هناك منذ عدة أشهر، واصفا قرار إغلاق مبنى مستشفى المنيا الجامعي الرئيسي ب"الكارثة"؛ إذ يعد ملاذ آلاف المرضى من محدودي الدخل والفقراء، الذين لا يستطيعون التوجه للعيادات الخاصة. على الجانب الآخر، جاء رد الدكتور جمال الدين أبو المجد، رئيس جامعة المنيا، بأن مستشفى المنيا الجامعي الرئيسي، أنشئ في بداية السبعينات ومكون من المباني (أ، ب، ج، وملحق ب، وملحق ج) فضلًا عن المبنى التعليمي، وسكن الأطباء والمبنى الإداري، وأن هذه المباني تقادمت، ولزم إجراء عملية الترميم في الفترة الأخيرة لرفع كفاءتها، وتبين أن هناك بعض المشكلات في مبنى (ج) وتم استدعاء اللجنة الاستشارية الهندسية التي فحصته وأوصت بإخلائه، وهو يمثل 55% من قوة المستشفى الرئيسي. وأضاف أبو المجد: "ظهرت أيضًا بعض التداعيات تبدو على مبنى (ب)، فأوصت اللجنة بإخلائه فوراً، وقامت بعمل دعامات حديدية وفقاً للمعايير الهندسية، إلا أنه حدث اهتزاز للسقف أثناء تحريك جهاز طبي، وتم إبلاغ الاستشاري الهندسي، وبعد المعاينة، أوصى بالإخلاء الفوري لجميع مباني المستشفي حرصًا على أرواح العاملين والمرضي". وتابع: طيلة هذه الفترة، كان هناك تواصل دائم من المحافظ، وتم تشكيل لجنة من المستشفيات الجامعية ومديرية الصحة بالمنيا برئاسة عميد كلية الطب ووكيل وزارة الصحة، وتم الاتفاق على إغلاق المستشفى الجامعي الرئيسي كاملاً لمدة ثلاثة أيام، وتخصيص دور كامل بمستشفى المنيا العام، وجاري معاينة عدة مستشفيات تابعة لوزارة الصحة لتخصيصها مؤقتًا للمستشفيات الجامعية لاستيعاب المرضى، وتقديم خدمة طبية لهم داخل محافظة المنيا بديلاً عن المستشفي الجامعي الرئيسي.