تحتفظ ذاكرة الشعوب بذكريات خاصة لكثير من الأماكن، وتطلق الأمم على بعض ميادينها أسماء تخلد بها شخصياتها أو أحداثها الكبرى، ولا تخلو مدن ومحافظات مصر من ميادين كانت شواهد على أحداث مهمة كان لها أثرها في تحول مجريات التاريخ. ميدان التحرير ثالث أكبر ميادين القاهرة بعد ميداني رمسيس الذي يضم محطة السكك الحديدية، وميدان العتبة، ويعود تاريخ إنشائه إلى عصر الخديوي إسماعيل، الذي أراد تصميم ميدان يحاكي ميدان شارل ديجول بالعاصمة الفرنسية باريس، والذي يحوي قوس. أطلق عليه في البداية "ميدان الإسماعيلية" نسبة إلى الخديوي إسماعيل، وتغير اسمه إلى ميدان التحرير بعد ثورة 1919 التي كانت تطالب بالحرية والتحرر من الاستعمار، وشهد الميدان العديد من الأحداث التاريخية التي غيرت مجرى الحياة، بداية من ثورة 1919 مرورا بمظاهرات 1935 المنددة بالاحتلال الإنجليزي، وثورة الخبز في 18 و 19 من يناير عام 1977. كان ميدان التحرير عنوانا على ثورة 25 يناير 2011، التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك، حيث انطلقت الثورة من الميدان وهتف الثوار على أرضه بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية، واعتصموا به لمدة 18 يوما سقط خلالها عدد من الشهداء. حى الأربعين بالسويس من أعرق أحياء محافظة السويس، ويربط شارع ترعة المغربي بمنطقة حوض الروض، وكان يسمى سابقا ب"الإسعاف"، ثم تغير اسمه نسبة إلى مسجد سيدى الأربعين، وأغلبية سكانه من أصول صعيدية. شهد ميدان الأربعين العديد من الأحداث التاريخية، منذ مقاومة العدوان على المدينة عام 1956، مرورا بأحداث المقاومة الشغبية الباسلة أثناء حصار السويس، في أعقاب حرب أكتوبر 1973، كما كان الميدان نقطة تجمع مظاهرات 25 يناير وخروج الآلاف معبرين عن اعتراضهم على نظام مبارك مطالبين بالحرية، ليشهد الميدان سقوط أول شهيد في الثورة. ميدان عابدين يعود تاريخ إنشاء هذا الميدان إلى عصر الخديوي إسماعيل، وفيه شيد قصر عابدين الذي كان مقرا للحكم، كما كان حي عابدين مقرا للوزارات والدواوين الحكومية، وإلى الآن فهو مقر المصالح الحكومية والعديد من الوزارات ومجلس الوزراء. شهد ميدان عابدين أحداث الثورة العرابية التي وقعت فى 9 سبتمبر عام 1881، وهي الثورة التي قادها الزعيم أحمد عرابي ضد الخديوي توفيق، وشارك فيها الشعب المصري الساخط على الأوضاع الاقتصادية فى ذلك الوقت وسوء المعاملة لهم، ليعلن عرابي عن مطالب الجيش والشعب المصري بعزل وزارة رياض باشا، وإنشاء مجلس نواب، زيادة عدد الجيش، وحين رد الخديوي توفيق، وهو بصحبة القنصل البريطاني، بقوله "أنا ورثت ملك هذه البلاد عن آبائي وأجدادي، وما أنتم إلا عبيد إحساناتنا"، قال عرابي قولته الشهيرة: "لقد خلقنا الله أحرارا ولم يخلقنا تراثا أو عقارا"