على غرار عرس الصعيد القديم، والذي يعمل على زف العروس فوق الحصان والتجوال داخل القرية، قام أهالي قرية "بني هلال "التابعة لمركز القوصية بأسيوط بزف حفظة القرآن الكريم، في حفل بهيج حضره الأهالي والأطفال، حيث يرتدى حافظ القرآن الزي الأبيض، في حفل عرس، يطوفون به كافة شوارع القرية، وسط فرقة الطبل والمزمار، مرددين الأناشيد الدينية في موكب استغرق أكثر من ساعة. "هاجر عبد الجواد محجوب" التي لم يكن حلمها في الحياة أغلى من حفظ كتاب الله وارتداء الثوب الأبيض وزفة أهالي القرية لها، راودها ذلك الحلم عندما كانت في السادسة من عمرها، وكانت ترى كل أسبوع حفلًا لأحد أقاربها أو جيرانها لحفظه القرآن؛ لذا تحمست للتعلم في كتاب القرية على يد الشيخ "جلال الدين"، الذي تخرج من تحت يديه عدد كبير من حفظة القرآن، وفي الثالث عشر من عمرها تمكنت هاجر من إتمام حفظ القرآن؛ لتضاف عروس جديدة إلى قائمة التتويج بالقرية. رغم علامات الكبر البادية على وجه الشيخ "جلال الدين"، وتجاوزه السبعين عامًا، إلا أنه لم يبخل بعلمه على الأهالي؛ لتبقى عادة العرس والزفة لحافظي القرآن متوارثة من القدم ويتم إحياؤها؛ من أجل تحفيز الطلاب على حفظ كتاب الله. تتميز قرية بني هلال بكثرة الكتاتيب، والتي تبلغ أكثر من 12 كتابًا، ويحافظ أهلها على عاداتهم الموروثة، خاصة عرس حفظة القرآن، حتى إنهم يزفون أكثر من 5 أشخاص شهريًّا.