كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن محادثات تجري بين الإدارة الأمريكية والقادة العرب بشأن تحالف محتمل لتبادل المعلومات الاستخباراتية مع إسرائيل بهدف مواجهة النفوذ الإيراني. ونقلت الصحيفة الأمريكية عن عدد من المسؤولين الرسميين في الشرق الأوسط قولهم إن إدارة ترامب تجري حاليا محادثات مع حلفائها العرب حول تشكيل تحالف عسكري عربي يتشارك المعلومات الاستخباراتية مع إسرائيل للمساعدة في مواجهة عدوهم المشترك إيران. هذا التحالف سيشمل دول مثل المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومصر والأردن، ويمكن لبلدان عربية أخرى أيضا الانضمام إلى هذا التحالف، وفقا لتصريحات 5 مسؤولين من دول عربية تشارك في المناقشات. وأوضح المسؤولون أن هذا التحالف يضمن عنصر الدفاع المشترك على غرار حلف شمال الأطلسي (الناتو) والذي بموجبه يتم التعامل مع أي هجوم على أحد الأعضاء باعتباره هجوما على كل الأعضاء. وكشف المسؤولون أن الولاياتالمتحدة من المقرر أن تقدم دعما عسكريا واستخباراتيا لهذا الحلف العربي الذي من المحتمل أن يتجاوز هذا النوع من الدعم المحدود المقدم لقوات التحالف التي تقودها السعودية لمكافحة وكلاء إيران في اليمن. لكن الولاياتالمتحدة وإسرائيل لن يكونا جزءا من اتفاقية الدفاع المشترك. وفي هذا الصدد، قال دبلوماسي عربي إن دور إسرائيل ليس في تدريب أو وجود قوات على الأرض وإنما من المرجح أن يكون في إطار توفير المعلومات الاستخباراتية والأهداف، وهذا مجال نجح فيه الإسرائيليين. وقال مسؤولون في إدارة ترامب إنهم يريدون إحياء التحالفات الأمريكية في المنطقة، واتخاذ خطوات جديدة لكبح النفوذ الإقليمي الذي تتمتع به إيران، على الرغم من أنهم لم يستجيبوا لطلبات الصحيفة الأمريكية للتعليق على الخطة. كذلك لم يستجب المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي لطلب الحصول على تعليق. وذكرت وول ستريت جورنال أنه ليس من الواضح إلى أي مدى وصلت المحادثات، ولكن أحد المسؤولين الأمريكيين قال إن هذه المسألة على جدول أعمال زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن خلال لقاء الرئيس دونالد ترامب. السعودية والإمارات طبقا لما ذكره المسؤولين يطرحان مطالبهما الخاصة مقابل التعاون مع إسرائيل في هذا التحالف، حيث يريدان من الولاياتالمتحدة تغيير التشريعات التي يمكن أن تسمح برفع دعاوى ضد حكوماتهما في المحاكم الأمريكية من قبل عائلات ضحايا 11 سبتمبر المعروف باسم تشريع العدالة ضد رعاة الإرهاب (جاستا) . وأخبر مسؤولون في إدارة ترامب حلفائهم في الخليج أنهم سيضغطون على الكونجرس لتعديل التشريع، على الرغم من أنه أقر في العام الماضي بأغلبية ساحقة مما قد يجعل إجراء تغييرات عليه أمر صعب. وأشار دبلوماسي عربي إلى أن فكرة تصنيف إدارة ترامب لجماعة الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية كان يجري طرحها كحافز لمصر للانضمام إلى هذا الحلف، حيث تعتبر الحكومة المصرية الحالية جماعة الإخوان منظمة إرهابية. وقال المسؤولون الأمريكيون، الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم، إن إدارة ترامب طلبت من مصر التي لديها معاهدة سلام مع إسرائيل منذ عام 1979 استضافة القوة المشتركة، على الرغم من أن السعودية حريصة على القيام بذلك. ووفقا لمسؤولين في الشرق الأوسط، أجرى دبلوماسيون عرب في واشنطن محادثات حول هذه الخطة مع وزير الدفاع جيمس ماتيس ومايك فلين، الذي شغل منصب مستشار ترامب للأمن القومي حتى استقالته يوم الاثنين. وقال الدبلوماسيون الذين تحدثوا قبل استقالة فلين إن "خطط التحالف ستناقش خلال زيارة ماتيس إلى المنطقة في وقت لاحق من هذا الشهر. وطرح فلين اقتراحا مماثلا في شهادته أمام الكونجرس في شهر يونيو عام 2015، حيث دعا حكومة الولاياتالمتحدة إلى إنشاء ودعم إطار عمل عربي على غرار الناتو لمواجهة إيران والجماعات المتطرفة مثل تنظيم داعش، لكن هذا الاقتراح لم يكتسب الكثير من الزخم. تخوض دول الخليج بقيادة السعودية صراع مع إيران على النفوذ الإقليمي، الذي يجري تقليديا عن طريق وكلاء،ومن المقرر أن يضاف هذا التحالف الجديد إلى التحالف القائم الذي تقوده السعودية للقتال في اليمن. سيكون الاختبار الأول للتحالف الجديد في اليمن، حيث أن الولاياتالمتحدة من المقرر أن تزيد المساعدات العسكرية لحملة اليمن وتأمين البحر الأحمر، وهو طريق الشحن العالمي الحيوي المهدد بسبب الحرب، وفقا لاثنين من المسؤولين الأمريكيين، حيث في أواخر الشهر الماضي، شنت حركة أنصار الله هجوما على سفينة حربية سعودية في البحر الأحمر. وقال المسؤولون إنه في محادثات مع الإدارة الأمريكية على مدى الأسبوعين الماضيين، أعرب مسؤولون إماراتيون وسعوديون عن إعجابهم بالقدرات الأمنية والإستخباراتية الإسرائيلية، واتفقا ضمنا على تجميع المعلومات الاستخباراتية مع الإسرائيليين إذا تم تشكيل التحالف. وأكد دبلوماسيون عرب لمسؤولي الإدارة أنهم سيواصلون التعاون العلني مع إسرائيل إذا توقف بناء المستوطنات في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية، وهو شيء رفضته إسرائيل رغم ضغوط مكثفة من إدارة أوباما. وقال الدبلوماسيون أيضا إن تعاون بلدانهم مرهون بامتناع إدارة ترامب عن نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، حيث كان ترامب في الأسابيع الأخيرة قد تراجع عن تصريحات سابقة تتعلق بدعم بناء المستوطنات ونقل السفارة. عارضت كلا من إسرائيل والسعودية بشدة الاتفاق النووي الإيراني 2015 مع الولاياتالمتحدة وخمسة قوى عالمية أخرى. وقال مسؤولون عرب إن إسرائيل والسعودية بالفعل يتبادلان سرا معلومات استخباراتية حول إيران وحزب الله في لبنان. من جانبه، قال اللواء أحمد العسيري، المتحدث باسم قوات التحالف العربي، لوول ستريت جورنال إنه لا يستطيع التعليق على الخطة التي ليست رسمية حتى الآن، لكنه رحب باحتمالية مزيد من التعاون العسكري بين الدول العربية بينما امتنع عن التعليق على خطط التعاون الاستخباراتي مع إسرائيل. وقال العسيري: مع إسرائيل، نحن ليس لدينا علاقات رسمية.. لكن الإسرائيليين يواجهون نفس التهديد الإيراني، تماما مثلنا.