6 سنوات هي عمر الثورة المصرية، والتي لم يمر على تاريخ مصر حدث أعظم منها، 6 سنوات هو بالفعل عمري الصحيح، وليس كما مدون ببطاقة الرقم القومي بأني تجاوزت ال27 من عمري، عدد السنوات التي تلتحم فيها مع الحياة هي عمرك الحقيقي لا عدد أيام عمرك. عشرات الأشخاص مروا علينا بفعل الحدث الضخم الذي عاصرناه في يناير 2011، منهم من امتدت علاقتنا بهم، ومنهم من لم نحتفظ بهم، ليس لسوء فيهم، لكن هي الحياة والكيميا البشرية بين الأشخاص. واحد من هؤلاء العشرات كانت علاقتي به ليست بالقوة المطلوبة ولا هي ضعيفة لتنتهي، لكنها كانت مستمرة في الفرح والحزن، لا يتوانى عن المساعدة بقدر استطاعته كما رأيت في أكثر من موقف، خالد تليمة الذي أعلن أمس إن قنوات أون تي في لمالكها الجديد أحمد أبو هشيمة أنهت التعامل معه بدون أسباب. يبقى السؤال قبل التضامن مع خالد تليمة، من هو أحمد أبو هشيمة وكيف وصل لما هو عليه الآن بعد أن كان قبل ثورة يناير لا يعرفه سوى عدد محدود في وسط الصناعة وخاصة الحديد، التي كان زعيمها وزعيمه أحمد عز رجل جمال مبارك ومهندس محاولة مشروع توريثه قبل أن يتسبب في إسقاطه. أحمد أبو هشيمة الذي لم يكن يعرفه أحد أصبح الآن مالكاً لجريدة اليوم السابع وصوت الأمة وموقع دوت مصر ومجموعة قنوات أون تي بالإضافة إلى بعض شركات الدعاية والإعلام، أحدهم هي التي تملك حقوق بث الدوري المصري، كل هذا طبعاً بجانب تجارته الأساسية في حديد التسليح. كيف لرجل لم يكن أحد يعلم عنه شيء قبل 6 سنوات، أصبح يتحكم في جزء كبير من صناعة الإعلام، ومن سمح له بذلك، بعد ما فشل في بناء علاقة مع جماعة الإخوان المسلمين أثناء فترة حكمهم، قبل أن ينقلب عليهم مرة أخرى في ثورة 30 يونيه، لا أملك إجابة على تساؤلاتي، لكن يبدو الأمر أن هناك من يستثمر أموال أبو هشيمة في قتل كل ما له علاقة بيناير الثورة، ولن تكون واقعة «تليمة» الأولى ولا الأخيرة. أما عن خالد تليمة الذي كنت أعتبره آخر أصوات يناير في الإعلام المرئي، والذي حاول بقدر استطاعته الحديث عن المستضعفين في الأرض وإيصال أصواتهم، بجانب استماتته في الدفاع عن الأرض، وهو ما ظهر جلياً في أزمة تيران وصنافير الأخيرة. الآن يا خالد أصبح مؤيدز النظام يحتفلون كتفاً بكتف بجانب المزايدين ممن يحسبون أنفسهم على الثورة، وهو أمر يثير الاشمئزاز، مؤيدو النظام معروف ومتوقع هجومهم لأنك لن تكون يوماً مثلهم ولا تغض بصرك عما يحدث، أما المزايدون فلماذا يشمتون؟، أكانوا يريدونك حقاً أن تخرج على الهواء تسب وتلعن بكل الألفاظ الممكن لتعبر عنهم وعن الثورة، أحقاً كانت الثورة تريد هذا ؟! أما عن قرار فصلك فكان متوقعا منذ فترة كبيرة، ربما طالت بعض الشيء لسبب يعلمه الله ولا نعلمه نحن، فاجعل ثقتك بالله ثم بنفسك وإمكانياتك الكبيرة. تمتلك موهبة تستطيع أن تقودك لما هو أفضل.