تعاني منظومة الصحة ومستشفيات مركز السنطة الحكومية بمحافظة الغربية من تدني مستوى الخدمة من جانب، وتهالك المباني من جانب آخر؛ بسبب تجاهل الحكومات المتلاحقة تطوير الصروح الطبية، حيث يعاني مستشفى السنطة العام إهمالا منذ سنوات، حتى تحول الجزء المتبقي منه إلى مبنى دون خدمات، وتم تحويل الحالات المرضية المستعصية إلى مستشفى طنطا الجامعي أو إلى مستشفيات المحلة والمنصورة. ولم يكن المركز الصحى بحال أفضل من مستشفى السنطة العام، بل أسوأ بكثير؛ حيث يعاني من نقص في الإمكانات والأجهزة الطبية وعجز شديد في الأطباء والتخصصات الطبية المختلفة، فضلا عن الإهمال الجسيم فى عنابر المرضى والأقسام والعيادات الخاصة، حتى أصبحت عنابر المرضى مرتعًا للقطط. أما الأزمة الكبرى توجد في الوحدات الصحية بقرى المركز؛ بسبب نقص الخامات والمعدات والأدوات الطبية بها بشكل يجعلها عاجزة عن تقديم خدمة طبية لأهالي مركز السنطة؛ فلا يوجد بها قطن أو حقن طبية، ويضطر المريض إلى شراء هذه الاحتياجات من الخارج، بالإضافة إلى عدم وجود فنيين متخصصين في التحاليل أو فنيين متخصصين سواء في صيانة الأجهزة الطبية أو التحاليل الطبية أو الأشعة أو حتى أطباء متخصصين في الأشعة بجميع أنواعها، ما يكلف المريض عناء السفر والانتقال لأقرب مستشفى على بعد 300 كيلومتر من أجل العلاج وعمل الآشعة اللازمة. وقال إبراهيم الزغبي، أحد أهالي السنطة: "تم إزالة المستشفى العام منذ عامين تقريبا، ولا يوجد سوى جناح صغير جدا يستخدم للعلاج ولا يستوعب جميع المرضى، وجميع غرفه تمتلئ بأكوام القمامة، وتنتشر القطط في طرقاته"، مطالبا المسؤولين بسرعة إنشاء المبنى الجديد لكي يستطيع تقديم خدمة طبية وصحية متميزة للمرضى، ولعدم قدرة الجناح الصغير بها على استيعاب أعداد المرضى. وأكد الدكتور محمد شرشر، وكيل وزارة الصحة بالغربية، أن وزارة الصحة وافقت على إنشاء وتجديد مستشفى السنطة العام وتطويره وإدراجه ضمن خطة 2016 / 2017، وتجديد السور المحيط بالمستشفى، مضيفا أن مستشفى السنطة المركزي كان بحالة سيئة للغاية، وفي أشد الحاجة للتطوير والتجديد، موضحا أن وزير الصحة وافق على تخصيص40 مليون جنيه لإعادة بناء المستشفى على مساحة 1500 متر بارتفاع 10 أدوار، تضم مختلف التخصصات الطبية، وأنه أجرى مؤخرا بجولة تفقدية بمستشفى السنطة العام للتعرف على متطلباته واحتياجاته من أدوات وأجهزة طبية، والتقى خلالها بمدير المستشفى والعاملين به والمرضى، واستمع إلى مطالبهم وشكواهم، التى تتضمن سرعة إنهاء عملية إنشاء وتجديد المستشفى. كان اللواء محمد نعيم، محافظ الغربية الأسبق، طالب وزير الصحة بإدراج مبنى مستشفى السنطة القديم ضمن موازنة الوزارة لترميمه وتطويره، وبالفعل تم إدراج تجديد وتطوير المستشفى علي موازنة عامين، لكن تم التعديل على موازنة عام واحد، مع مشاركة جهاز الخدمة الوطنية في عمليات الترميم والتطوير بتكلفة 3 ملايين و750 ألف جنيه، إلا أن مقاول الترميم طالب حينها بتدخل محافظ الغربية لإزالة المستشفى القديم وبناء آخر جديد لعدم جدوى الترميم لتصدع حوائط وسقف المستشفى، وبالفعل شكل المحافظ لجنة هندسية من مديرية الإسكان والإدارة الهندسية بالمحافظة، ووافقت على إزالة مبنى الجناح القديم، وتمت الإزالة بالفعل منذ ما يقرب من عامين، وحتى الآن لم يتم البدء في إنشاء المستشفى الجديد، ما تسبب في معاناة شديدة لأكثر من300 ألف نسمة.