واصل معرض القاهرة الدولي للكتاب فاعلياته في يومه السادس، وطفت على السطح الأزمة الاقتصادية التي تعاني مصر منها حاليًّا من خلال شكوى العديد من دور النشر من ضعف الإقبال على الشراء من الجمهور، وانحساره في الطبقات العليا، واكتفاء الطبقات السفلى بمشاهدة الكتب على الرفوف فقط، فضلًا عن شكوى البعض من عدم وجود الدعاية الكافية، الأمر الذي نتج عنه عدم معرفة قطاع من الجمهور بانطلاق المعرض. يشارك في هذه الدورة 35 دولة، منها 16 دولة عربية، و6 دول إفريقية، و13 دولة أجنبية، ويبلغ عدد الناشرين المشاركين 670 ناشرًا، منهم 6 ناشرين أفارقة، و13 ناشرًا أجنبيًّا، و200 ناشر عربي، و451 ناشرًا مصريًّا، منهم 7 مؤسسات صحفية، و31 مؤسسة حكومية، و119 كشكًا بسور الأزبكية. ويصل عدد الأدباء والمثقفين المغاربة المشاركين بالمعرض إلى 60، ويبلغ عدد الكتب المغربية المشاركة ألف كتاب، وقد اختار منظمو المعرض دولة المغرب ضيف شرف لهذه النسخة، والشاعر الراحل صلاح عبد الصبور شخصية المعرض. وائل فاروق، من دار بسمة للنشر، قال إن الدعاية الكافية غابت عن معرض الكتاب هذا العام، مشيرًا إلى أن هناك جماهير كثيرة لم تعلم حتى هذه اللحظة بانطلاق المعرض، فضلًا عن عدم معرفة البعض بموعد نهاية المعرض، موضحًا أن النسخ الماضية كانت تشهد إعلانات له وبانرات في كافة شوارع مصر. وأوضح فاروق ل "البديل" أن تحرير سعر الصرف أثر بشكل كبير على مبيعات المعرض هذا العام، ولعب دورًا كبيرًا في امتناع عدد كبير من دور النشر العربية والأجنبية عن المشاركة؛ لأنها ستخسر الكثير جراء تحرير سعر الجنيه. وأشار إلى أن معرض القاهرة تراجع بشكل كبير، وسبقته معارض أخرى في ترتيب سباق المعارض، كمعرض إربيل الذي انطلق منذ ثلاث سنوات فقط، بجانب معارض المغرب ومسقط والسعودية، ولفت إلى أن أمن المعرض يتسبب في مضايقة بعض زوار المعرض في الكثير من الأوقات عبر التفتيش الذي يتم أكثر من مرة. وأكد أحمد عبد العزيز، من دار اللطائف للنشر، أن الإقبال على المعرض هذا العام ضعيف مقارنة بالأعوام السابقة، مشيرًا إلى أنه مع ضعف الإقبال، فإن 30% فقط من الزوار هم من يشترون. أما الباقي فيكتفي بمشاهدة الكتب والرحيل في صمت بعد مشاهدة أسعارها. وأضاف عبد العزيز ل "البديل" أن الطبقات العليا هي التي تقبل على الشراء فقط. أما الطبقات الدنيا فتكتفي برؤية الكتب فقط، مضيفًا أن "وقت الذروة في النسخ الماضية ما كنتش بتعرف تمشي. دلوقتي ما بقاش فيه كدا". محمد زاهر، من دار دون للنشر، قال ل "البديل" إنه لن يحدد إذا كان هناك إقبال على المعرض هذه النسخة إلا بعد مرور الأسبوع الأول، موضحًا أن قرار تحرير سعر الصرف أثر بشكل سلبي، لكن الدار تخطط لطرح كتب عليها خصومات كبيرة؛ حتى تستطيع أن تجذب أكبر قدر من الجمهور لها.