اتفق المبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ، مع وفد صنعاء، والمتمثل في حركة أنصار الله والمؤتمر الشعبي، على ذهاب لجان التهدئة والتواصل إلى الأردن قبل انتقالها إلى ظهران الجنوب في السعودية. وستخضع لجنة التهدئة لدورة من مختصين أمميين لأسبوع واحد، يتم في نهايته إعلان وقف الأعمال القتالية، وبعد وقفها تنتقل اللجنة إلى ظهران الجنوب السعودية وفقاً لاتفاق 10 إبريل 2016؛ لاستئناف الحوار السياسي. وأوضحت مصادر يمنية أن ولد الشيخ أعاد تقديم خارطته السابقة للحل دون أي تعديل على بنودها، مؤكدًا رفض الرئيس اليمني المستقيل، عبد ربه منصور هادي، لها وتمسكه بالسلطة. وأشارت إلى أن وفد صنعاء طالب المبعوث الأممي بتزمين خطوات الحل واجتماعات لجنة التهدئة والتنسيق حتى وقف إطلاق النار. وقالت المصادر إن ولد الشيخ وعد بالضغط لرفع الحظر على مطار صنعاء في أقرب وقت. عقبات الاجتماع واجه اجتماع التهدئة اليمنية المقرر إجراؤه في الأردن ثم ظهران السعودية عثرات حتى قبل بدايته، بعد أن تم اختيار مدينة ظهران لعقده بدلًا من الأردن، حيث ترددت أنباء بأن الأردن لن تقبل استضافة هذه المفاوضات، الأمر الذي تم نفيه فيما بعد. وفي الوقت الذي ما زال هادي يرفض فيه مبادرة المبعوث الأممي لليمن، فإن حركة أنصار الله والرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح كانا يرفضان تسمية الممثلين عنهم في هذا الاجتماع. واجتماع ظهران الذي تمهد له اجتماعات الأردن أعلن عنه في شهر ديسمبر الماضي في الرياض، بعد انعقاد اللجنة الرباعية بحضور وزراء خارجية السعودية والإمارات والولايات المتحدة وبريطانيا، ووزير الشؤون الخارجية بسلطنة عمان، ومبعوث الأممالمتحدة لدى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، على أن يتم الاجتماع بحضور ممثلين عن صالح لأول مرة. تحركات سياسية على وقع طبول الحرب التحركات السياسية تدور في أجواء مثالية لإجهاض أي توافق سياسي بين الأطراف اليمنية المتصارعة، فالعدوان السعودي لا يمهد بتحركاته العدوانية على اليمن إلى أي أرضية توافقية، حيث تشير المعلومات إلى أن قوات هادي المدعومة سعوديًّا وإماراتيًّا تمكنت من السيطرة على ميناء مخا المطل على البحر الأحمر، في الوقت الذي تقول فيه مصادر عن حركة أنصار الله بأن الحركة تمكنت وقوات الجيش المساندة لها، مساء أمس، من صد هجومين كبيرين للقوات المساندة للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي على مدينة المخا الساحلية التابعة لمحافظة تعز جنوب غرب اليمن، وقال محمد البخيتي، عن حركة أنصار الله، بأنه لا جدوى من الحديث عن سيطرة قوات هادي على المخا، فالميناء يبعد عن تعز مسافة 20 كيلو مترًا؛ ما يجعلها عرضة للاستهداف من صواريخ أنصار الله. الصراع على الميناء أعطي بعدًا دوليًّا أيضًا، فمع إعلان القوات الحكومية الوصول إلى مديرية المخا حذّرت حركة أنصار الله بوارج التحالف من المرور في باب المندب، دون توضيح الكيفية التي سيتم من خلالها تحديد السفن المهاجمة أو تلك التي تمر في المضيق الدولي الهام، في خطوة قد تهدد الملاحة الدولية في واحد من أهم الممرات العالمية، ويجب هنا الالتفات إلى أن بوارج أمريكية تعرضت لهجمات صاروخية، واتهمت حينها واشنطن أنصار الله بتنفيذ الهجوم، وفي وقت سابق تبنت الحركة استهداف سفينة إماراتية في البحر الأحمر. وفي سياق متصل تتولى دولة الإمارات ضمن العدوان العربي بقيادة الرياض الدور الأكبر حاليًّا في قيادة عملية الرمح الذهبي العسكرية في اليمن، التي تهدف للسيطرة على مدن الساحل الغربي المطلة على البحر الأحمر. ويوم الأحد الماضي شهدت الحدود السعودية اليمنية معركة شرسة، دامت 7 ساعات بين أنصار الله وأنصار الرئيس السابق وقوات التحالف العربي بقيادة السعودية، وذكرت مصادر تابعة للحركة أن وحدات من المقاتلين واللجان الشعبية قامت بهجوم نوعي استهدف عددًا من مواقع الجنود السعوديين في جيزان، وكبدهم خسائر بشرية ومادية كبيرة، في المقابل هناك مصادر عسكرية سعودية أشارت إلى أن معارك عنيفة دامت نحو 7 ساعات، تمكنت خلالها القوات المعتدية بمساندة طيران التحالف ومروحيات الأباتشي من التصدي لأربع هجمات للحوثيين قبالة جازان. ويرى مراقبون أن معارك باب المندب ليست بالأمر السهل، فهي سباق خليجي للتأثير على موقف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تجاه إيران، حيث بدأت السعودية والإمارات، منذ قرابة الشهر، في اليمن عملية "الرمح الذهبي"؛ لتحرير باب المندب من سيطرة أنصار الله، فدول التحالف لم تتمكن من الاستيلاء من البر والجو على مدينة المخا، لذا تحاول الآن استخدام القصف البحري. وتكمن أهمية المعركة من وجهة نظر السعودية وحتى الكيان الصهيوني باعتباره معني بمنافذ البحر الأحمر، في أنها فرصة للإسراع بإنضاج عداوة ترامب تجاه إيران؛ لتحويلها إلى مواقف عسكرية، خاصة أن الرياض وإسرائيل تجمعهما عداوة بطهران من خلال الاتفاق النووي الإيراني، وما قد يجمع بين توجهات الرياض وتل أبيب قد نجده في موقف القاهرة، من خلال قرار مجلس الدفاع المصري بتمديد المشاركة المصرية في عاصفة الحزم، في الوقت الذي تمر فيه العلاقات بين القاهرةوالرياض بأسوأ مراحلها. ولا يبدو أن المسارات السياسية ستكلل بالنجاح في القريب العاجل، خاصة أن المسارات العسكرية تشهد حاليًّا تصعيدًا عسكريًّا مطردًا.