مع نهاية الشهر الجاري، تتجة أنظار العالم إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، حيث تعقد القمة الإفريقية الثامنة والعشرون للاتحاد الإفريقي، والتى بدأت أعمالها يوم الأحد الماضي، ومن المقرر أن تناقش القمة ملفات مهمة في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، أبزرها على الصعيد السياسي عودة مقعد المغرب والصراع في جامبيا وملف الأزمة الليبية، وعلى هامشها يعقد اجتماع ثلاثي بين مصر والسودان وإثيوبيا حول آخر تطورات ملف سد النهضة. افتتحت أعمال الدورة العادية للقمة، الأحد الماضي، في أديس أبابا، وعلى طاولة البحث والنقاش ستطرح ملفات رئيسة، علاوة على بعض القضايا الفرعية الأخرى، وقال السفير الجيبوتي لدى إثيوبيا والاتحاد الإفريقي محمد إدريس، إن القمة ستناقش العديد من الموضوعات من أبرزها: الاقتصاد والتنمية والسّلام والنزاعات والأمن ومكافحة الإرهاب، وعدد من الملفات لتعزيز التعاون بين دول الاتحاد الإفريقي. عودة المغرب أول الملفات المطروحة في القمة الإفريقية، هو البت في الطلب الذي تقدمت به المغرب في قمة كيجالي برواندا، من أجل العودة إلى الاتحاد الإفريقي، حسب ما كشفت عنه وزارة الخارجية المغربية. وتحضر المغرب هذه القمة كعضو عادي، بعد إعلان أكثر من نصف أعضاء الاتحاد ترحيبهم بوجودها، لكن في نفس الوقت يسعى خصومها لعرقلة هذا الحضور أو التشويش عليه من خلال إثارة نزاع تعاطي الرباط مع قضية الصحراء الغربية وموقفها من الجمهورية الصحراوية التي تعلنها جبهة البوليساريو من جانب واحد منذ 1976، وهي العضو في منظمة الوحدة الإفريقية منذ 1982 والعضو المؤسس بالاتحاد الإفريقي الذي ورث المنظمة، بعد انسحاب المملكة المغربية. وتتحرك المغرب من خلال زيارات الملك محمد السادس، إلى الدول الإفريقية لتعزيز وجودها في القارة السمراء، من منطلق أن سياسة المقعد الفارغ لم تعد تصبّ في صالح دفاع المغرب عن وحدتها، وفق محللين، لكن انسحاب المغرب ومعها عدد من الدول العربية من القمة العربية الإفريقية الأخيرة أثار الكثير من الجدل حول صعوبة المعركة المغربية مع البوليساريو وحلفائها في الاتحاد بالقمة. مساعد وزير الخارجية المصرية الأسبق السفيرة منى عمر، قالت إن ملف عودة المغرب للاتحاد الإفريقي سيكون مطروحا بالقمة الإفريقية المقبلة، بينما أشارت إلى أنه من الحكمة أن يبتعد رؤساء الدول عن المشاحنات والسجالات التي حدثت في القمة العربية الإفريقية الأخيرة، والتي يحتمل أن يكون لها أثر سلبي على مناقشة الملف في القمة القادمة. الأزمة الليبية وفي إطار مناقشة قضايا السلم والأمن الإفريقي، تستعرض القمة التقارير الخاصة بنتائج الأوضاع في ليبيا والصومال وبورندي وإفريقيا الوسطي، بالاضافة إلى مناقشة قضايا الإرهاب وجنوب السودان، حيث من المقرر أن يقدم مبعوث الاتحاد الإفريقي لتلك الدول تقاريره لتطرح القمة بتوصياتها من أجل تعزيز الأمن في تلك الدول. وتوقعت مصادر دبلوماسية أن تقوم مجموعة دول الجوار الليبي بتقديم ما آلت إليه الاجتماعات التي تم إجراؤها في القاهرة السبت الماضي، وخرج منها بيان ختامي يعزز فرص الحوار السياسي في ليبيا على القمة الإفريقية لمناقشتة ومحاولة تمريره كتوصية إزاء الملف الليبي خاصة وأن هناك إجماعا من الجزائر وتونس ومصر على مخرجات هذا الاجتماع الأخير. جامبيا بعد قبول الرئيس المنتهية ولايته يحيى جامع، التخلي عن السلطة ومغادرة البلاد، ستتوارى جامبيا قليلا عن المشهد، وستكتفي القمة بمناقشة استمرار عمل القوة الإفريقية في جامبيا لاستقرار الوضع. وقال أداما بارو، الرئيس الجامبي الجديد، في تغريدة على حسابه الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، الجمعة، إن الاتحاد وجه له دعوة للمشاركة في القمة بعد قبول جامع التخلي عن السلطة، بعد مباحثات أجراها معه زعماء أفارقة لإقناعه بقبول نتائج الانتخابات التي أجريت الشهر الماضي، وأسفرت عن فوز زعيم المعارضة بارو. رئيس جديد إضافة إلى هذه القضايا المحورية، ستتم مناقشة الموضوعات التي لم يحسم أمرها في القمة السابقة برواندا وتم إرجاؤها للقمة المرتقبة، مثل انتخاب رئيس جديد للاتحاد الإفريقي بدلًا من رئيسته الحالية زوما، حيث يتم انتخاب الرئيس الجديد عن طريق التوافق والأغلبية، وإن تعثر الأمر سيتم الاختيار عبر الاقتراع السري من قبل رؤساء الدول والحكومات الإفريقية، ويتنافس 5 مرشحين على الرئاسة خلفًا للرئيس الحالي دلاميني زوما، وهم وزراء خارجية كينيا أمينة محمد، وبوتسوانا بيلونومي فينسون مواتوا، والسنغال عبد الله باتيلي، وتشاد موسى فكي، وغينيا الاستوائية أجابيتو أمبا موكي، وسط توقعات بانحصار المنافسة النهائية بين داكار ونيروبي، كما أن هناك منافسة بين 4 مرشحين على منصب النائب. هيكلة المفوضية وخلال هذه القمة ستتم مناقشة إعادة هيكلة مفوضية الاتحاد الإفريقي، حيث من المقرر أن يتم تقديم تقرير تم طلبه في القمة السابقة عن الإصلاحات المطلوبة في المؤسسة، بعدما تم تشكيل لجنة تضم 9 شخصيات إفريقية رفيعة المستوى من خبراء ووزراء، ورئيس بنك التنمية الإفريقي السابق دونالد كابروكا، والمدير التنفيذي للجنة الاقتصادية لإفريقيا التابعة للأمم المتحدة كارلوس لوبيز. وقامت اللجنة بمعالجة مختلف القضايا المتعلقة بالأداء المؤسسي للمفوضية، بما فيها آليات الانتخابات الداخلية التي تجرى بها، وتقسيم العمل بين رئيس المفوضية ونائبه من أجل الإدارة الفعالة للمنظمة، ومن المتوقع أن تقدم اللجنة تقريرها خلال القمة المقبلة لمناقشته وإقرار الإصلاحات المطلوبة. سد النهضة على هامش القمة سيتم عقد اجتماع لبحث آخر تطورات ملف سد النهضة، وأعلن سامح شكرى، وزير الخارجية، مؤخرًا عن تأجيل الاجتماع الثلاثى بين مصر والسودان وإثيوبيا، بشأن سد النهضة، على أن يعقد على هامش اجتماعات الاتحاد الإفريقى.