مأساة إنسانية تتعرض لها أسرة الشاب محمود نصار، الذي يرقد حاليا داخل غرفة العناية المركزة بمستشفى طوارئ طنطا منذ 5 أشهر بين الحياة والموت، بعدما تعرض لإهمال جسيم وانتهاكات داخل المستشفى، ما دفع شقيقه إلى تحرير بلاغ رسمي ضد إدارة المستشفى وأطباء المخ والأعصاب بتهمة التسبب في إصابة أخيه بشلل رباعي. روى صفوت نصار مأساة شقيقه قائلا: "مستشفى الطوارئ بجامعة طنطا لا يوجد به إدارة تعمل على توازن الأمور وإعطاء المواطن حقه، الأطباء أصحاب الضمائر والإنسانية قليلون، وللأسف الكثير من الأطباء مستهترون ولا يشعرون بآلام الآخرين، المريض بالنسبة لهم عبارة عن حيوان وليس إنسانا". وأضاف ل"البديل" أن شقيقه البالغ من العمر 19 عاما، تعرض لكسر في الفقرة الخامسة وتهتك في الحبل الشوكي، نتج عنه شلل رباعي، فدخل العناية المركزة، وتم وضعه على جهاز تنفس صناعي، ومازال موجودا داخل المستشفى بالعناية منذ حوالي 5 أشهر، متابعا: "تدخل الأطباء جراحيا بعد 4 أيام من دخوله مستشفى الطوارئ، ما شكل خطورة شديدة على حالته". واستطرد: "تم عمل آشعة خارج المستشفى، كما أن نقله إلى مركز الآشعة عرضه للارتجاج والاصطدام، وأخي الآن عبارة عن جسد ممدد مصاب بشلل رباعي، رغم أنه كان قبل التدخل الجراحي يتنفس بشكل طبيعي، ويستطيع تحريك يديه، ويشعر بجزء كبير من جسده، لكن الآن، يتنفس صناعيا ومصاب بشلل رباعي". وتابع: "بعد التدخل الجراحي، تم ترك شقيقي إلى أطباء مخ وأعصاب حديثي التخرج، وليس لديهم أدنى اهتمام، وطال وجود أخي داخل غرفة العناية، ما أسفر عن إصابته بقروح مزمنة، وتآكل جسده"، مضيفا: "أخي دخل المستشفى من أجل العلاج، لكنه مر بكثير من الانتهاكات بسبب إهمال أطباء المخ والأعصاب، ولجأت لكل المسؤولين بالمستشفى، دون جدوى، وشقيقي أوشك على الموت نتيجة الإهمال الطبي". وأردف: "حررت بلاغا رسميا برقم 242 إدارى قسم أول طنطا 2017 ضد كل من مدير مستشفى الطوارئ والمشرف العام للمستشفيات الجامعية والأمين العام للجامعة، اتهمهم بالتقصير والإهمال والإضرار بحالة شقيقي المريض، وإساءة حالته الصحية، كما تقدمت بشكوى للرقابة الإدارية ضد المدير والمشرف بهذا الإهمال"، مطالبا بتشكيل لجنة من وزارة الصحة لمتابعة حالة أخيه ومحاسبة المقصرين في علاجه. وأكد تقرير صادر عن العناية الجراحية الفائقة بمستشفى الطوارئ، أن المريض تعرض إلى صدمة موضعية بالرأس والرقبة أدت إلى كسر بالفقرة العنقية الخامسة وضعف بأطرافه السفلية والعلوية وعدم الإحساس بالتبول، وأنه دخل المستشفى بهذه الحالة التي تتطلب معها التدخل الجراحى العاجل لتثبيت الفقرة المكسورة، وعند تدهور حالته، تم وضعه على جهاز تنفس صناعى، والحالة مستقرة إكلينيكيا من حيث الضغط والنبض، لكن دون تحسن. على الجانب الآخر، قال الدكتور هشام توفيق، المشرف العام على المستشفيات الجامعية، إن المريض دخل المستشفى مصابا وحالته خطرة، وتم عمل اللازم صحيا وعلاجيا مع حالته، مضيفا أن مستشفى الطوارئ يجب ألا تتحمل تكلفة علاج المرضى أكثر من 48 ساعة من دخول المستشفى، خاصة أنها غير مدرجة على الموازنة العامة للدولة، وبالتالي تعتمد على التبرعات وصندوق الزكاة لعلاج الحالات التي تستقبلها، فأصبحت محملة بديون وصلت إلى 55 مليون جنيه مستحقات لها عند التأمين الصحي، والعلاج على نفقة الدولة، وجهات أخرى.