في قلب منطقة القيسارية بمدينة جرجا جنوب محافظة سوهاج يقع أعرق مساجد المحافظة وأشهرها وأجملها بناءً وهو جامع سيدي جلال الأثري. شيد جامع سيدي جلال على الطراز المعماري العثماني عام 1189ه/1775م، وتم الانتهاء من تجديده عام 2010م، تنقسم مساحة المسجد من الداخل إلى 6 بلاطات موازية لجدار القبلة، بواسطة 5 صفوف من الأعمدة الخشبية بكل صف 4 أعمدة، فيما عدا الثالث والخامس فيتكون كل منهما من 5 أعمدة، ويرتكز عليها السقف الخشبي للمسجد، ويوجد بسقف المسجد موضع لشُخشيختين كانتا تعلوان المربع الذي يتقدم المحراب وسُدتا حاليًا، كما يلاحظ بسقف المسجد أيضًا وجود فتحتين أخريين بالسقف، واحدة تعلو المربع الأوسط من البلاطة الثانية عليها شخشيخة، وتوجد شخشيخة أخرى تشغل مساحة الأربعة مربعات الوسطى من البلاطتين الرابعة والخامسة. ويتميز المسجد بالمنبر الخشبي الأثري، ومحراب كبير يبلغ اتساعه أكثر من 2 متر وعمقه حوالي متر، وله طاقية تزخرفها أشكال هندسية معمارية ملونة باللون الأزرق ترجع للعصر العثماني، ويوجد على جانبي المحراب الرئيس من الجهتين اليمنى واليسرى محرابان أصغر نسبيًّا وأبسط زخرفيًّا. ويلاحظ أن البلاطة الشمالية السادسة بالمسجد يشغلها من أعلى مصلى سيدات، محمولة على أعمدة المسجد الخشبية والحائط الشمالي ويُصعد إليها بسلم، ويشغل الجانب الشرقي أسفل هذا المصلى ضريح لأحد المشايخ، كما يمتاز المسجد بوجود مئذنة بنيت بالركن الشمالي الشرقي من الجامع، وتتكون من ثلاثة طوابق. قال الدكتور محمد عبد الستار، نائب رئيس جامعة جنوب الوادي الأسبق وأستاذ الآثار الإسلامية والقبطية، المتفرغ: جامع سيدي محمد الملقب ب«جلال» كان أصله زاوية للشيخ جلال ومدافن الفاضل «دباح الشهير»، ويعتبر من وقف علي بك، مضيفًا أن مقصورة الدفن بالجهة الشمالية من الجامع لا تضم مقبرة الشيخ جلال الدين المحلي، أحد الجلالين صاحبي التفسير الشهير للقرآن الكريم، كما هو شائع، ويؤكد ذلك ما ورد في المصادر التاريخية على أن الشيخ جلال الدين المحلي توفى بالقاهرة عام 864 هجرية، ولم تشر إلى دفنه بجرجا أو نقل رفاته إليها بعد ذلك. ويوضح أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية المتفرغ أن تاريخ إنشاء الجامع ورد في موضعين بالمسجد ضمن النصوص الكتابية التي يتضمنها، النص الأول منهما يشير صراحة إلى أن إنشاء المسجد كان في سنة 1189 هجرية، حيث يوجد إزار كتابي أسفل السقف مباشرة، يتضمن أبياتًا شعرية من بردة البوصيري وفي نهايتها تاريخ إنشاء الجامع، والنص الآخر ورد على المقصورة الموجودة بحجرة الإمام التي تحيط بالضريح الموجود في مؤخرة المسجد.