حلقة جديدة من الصراع الداخلي بحزب المصريين الأحرار بين مجلس الأمناء والمكتب السياسي بالحزب، وذلك قبل ساعات من بدء المؤتمر العام للحزب، الذي سيعقد غدًا الجمعة بأحد فنادق القوات المسلحة، حيث أصدر المجلس بيانًا أكد فيه أن انعقاد الجمعية العمومية في هذا التوقيت مخالف للائحة الداخلية للحزب، في حين رد المكتب السياسي للحزب بأن مجلس الأمناء ليس له أي سلطة، وأن انعقاد المؤتمر جاء بناء على توصيات الجمعية العمومية للحزب، التي عقدت في شهر مارس الماضي، بحضور جميع قيادات الحزب وعلى رأسهم الدكتور عصام خليل رئيس الحزب. فيما أكد عضو مجلس الأمناء راجي سلمان أن القرار جاء عقب جلسة طارئة، بعدما أحيط علمًا بتعديلات اللائحة التنفيذية للحزب، لافتًا إلى أنه لم يرد للمجلس ولا لأعضائه الممثلين في لجنة تعديل اللائحة النص المقترح تعديله والتصويت عليه من خلال المؤتمر العام المزمع انعقاده وفقًا لنص المادة 59 من لائحة النظام الأساسي للحزب، والتي تنص على أنه "يجوز لأعضاء مجلس الأمناء حضور اجتماعات المستويات التنظيمية واقتراح بنود للمناقشة على جدول الأعمال، ويكون حضورهم كمراقبين، دون أن يكون لهم صوت معدود، ولا يتم تعديل اللائحة إلا بموافقة مجلس الأمناء". كما ناشد المجلس رئيس الحزب عرض النص المقترح على مجلس الأمناء للموافقة عليه قبل عرضه على المؤتمر العام للتصويت، إعمالًا بنص المادة 59 من اللائحة، مع إخطار أعضاء الحزب بموقف مجلس الأمناء المتمثل في طلب تأجيل المؤتمر العام من خلال الرسائل النصية والبريد الإلكتروني والنشر على الموقع الرسمي للحزب. على الجانب الآخر قال ناصر القفاص، عضو المكتب الإعلامي: إن رئيس الحزب هو وحده دون غيره هو صاحب الحق في دعوة المؤتمر العام للانعقاد، وفقًا للائحة النظام الأساسي، وقد فوجئنا بما وصفه من أصدروه بأنه بيان يزعم تأجيل المؤتمر. ولما كانت هذه الحملة ضد الحزب بمؤسساته تدور في الخفاء، آثرنا الصمت، وتجاهل محاولات افتعال أزمات من جانب بعض من يعتقدون أن الأحزاب شركات يديرها من يملك أعلى حصة من الأسهم. وأوضح القفاص أنه: فيما يبدو أن مجلس الأمناء يعتبر نفسه وصيًّا على الحزب، ويعتقد أعضاؤه أنهم فوق الحزب ومؤسساته ولائحة نظامه الأساسي.. والمثير للسخرية أن ما تم نشره على أنه بيان صدر مجهلًا ومجهولًا، لا يحمل توقيعات لأي من أعضاء مجلس الأمناء، لذلك نتعامل معه على أنه نوع من الشائعات، التي ننفيها شكلًا وموضوعًا، ونؤكد أن الكلمة الفصل في كل ملفات وأمور الحزب يملكها المؤتمر العام الذي سيعقد فى موعده، وهو السلطة التي تعلو على الجميع. وأكد القفاص أن "الذين يمارسون العمل السياسي على أنه مؤامرات انتهى زمنهم، وعليهم مراجعة أنفسهم، ومراجعة التاريخ، وفهم الحقائق على الأرض واحترامها، بدلًا من إهدار وقتهم ووقتنا فيما لا طائل من ورائه.. وفي كل الأحوال يرفض حزب المصريين الأحرار أي وصاية أو محاولات مصادرة واختزال إرادة أعضائه في عدد من الأشخاص أو أحدهم.. والحزب بكافة مؤسساته سيعلن كلمته في المؤتمر العام. في نفس السياق قال نادر الشرقاوي، القائم بأعمال الأمين العام للحزب، في تصريحات خاصة ل "البديل"، إن هناك محاولات للتشكيك في قرارات الحزب، وإن عقد المؤتمر جاء بناء على توصيات المؤتمر العام الذي عقد في شهر مارس الماضي، والذي أوصي بعقد مؤتمر عام غير عادي وعرض بعض التعديلات التي ستجري في اللائحة الداخلية للحزب.