انطلقت فعاليات معرض رمسيس الثاني بمتحف "باديش" في مدينة كارلسروه الألمانية، وسيستمر حتى 18 يناير المقبل، ليكون الأكبر منذ معرض باريس قبل 40 عاما، ومقرر عرض نحو 260 قطعة أثرية مستعارة من 30 متحفًا أوروبيًا، بعضها يُعرض لأول مرة في ألمانيا. تشمل قائمة المعروضات أحد أندر التماثيل العملاقة لرمسيس الثاني، بالإضافة إلى نسخ لأقدم معاهدة سلام، ووثائق لبلاطه الملكي، بجانب تمثال نصفي مصبوب من الجبس للملك الفرعوني بطول ثلاثة أمتار من المتحف المصري في برلين، فضلا عن قبضة يد للملك من المتحف البريطاني في لندن. كما سيعرض نسخة لعاصمة رمسيس المعروفة باسم «بر رمسيس»، بالإضافة إلى تمثالين عملاقين للملك الفرعوني مستعارة من مدينتي تورين الإيطالية وستراسبورج الفرنسية، إلى جانب مسلات وتمائم جعرانية صغيرة ومقتنيات كانت تستخدم في الحياة اليومية، وعلى مساحة نحو ألف متر مربع يتيح المتحف نظرة على الفترة المزدهرة لعصر رمسيس الثاني. وستتضمن قائمة المعروضات أيضًا وثائق صادرة عن بلاط الفرعون و"قالب" لصدر رمسيس يبلغ ارتفاعه ثلاثة أمتار تم إنشاؤه سنة 1873 في لندن باستخدام سبعة أطنان من حجر الجرانيت، ولم تعرض هذه النسخة للعامة منذ الحرب العالمية الثانية، وأعار متحف اللوفر الفرنسي وحده 50 قطعة أثرية لعرضها في معرض المتحف الألماني، من بينها لوحة رسم بارز بألوان زاهية للقاء رمسيس الثاني مع الإله حورس. الغريب في الأمر أن وزارتي الآثار والسياحة المصرتين، لم تستغل الحدث لتنشيط السياحة في ظل الوضع الاقتصادي المتأزم، حيث لم تخطط وزارة الآثار – حسب خبراء الآثار- لإعارة بعض تماثيل رمسيس الثاني الموجودة في مصر للمشاركة بالمعرض، كما لم تستغل وزارة السياحة المعرض من أجل الترويج لمصر سياحًا، خصوصًا أن المتحف يعد الأكبر من نوعه لحاكم مصر في أوروبا خلال الخمسين سنة الأخيرة. وعبر مجدي البنودي، الخبير السياحي، عن حزنه الشديد لتجاهل هيئة تنشيط السياحة لهذا الحدث الذي كان من الممكن أن يلعب دورًا في إحياء السياحة المصرية، مشيرًا إلى أن نسبة إشغال الفنادق حاليًا تبلغ 40%، رغم قرب موسم رأس السنة. واقترح البنودي أن تشارك وزارة الآثار بنسخ غير أصلية في هذه المعارض العالمية، حتى تجبر السياح على القدوم إلى مصر لمشاهدة النسخ الأصلية وتحقيق الهدف الأساسي وهو تنشيط السياحة، مشددًا في الوقت نفسه، مطالبا الدولة بضرورة العمل على تنشيط مصر سياحًيا خارج أوروبا لتنويع مصادر دخلها السياحي، لكنه توقع أن يكون عام 2017 امتدادا طبيعيا لموسم 2016 من ناحية الكساد السياحي، في ظل الظروف غير المستقرة والتخاذل في تنشيط السياحة. وقال نور الدين عبد الصمد، مدير عام التوثيق الأثري، إن آثار الملك رمسيس الثاني منتشرة في أوروبا وأمريكا الشمالية بشكل كبير، موضحًا أنه من السهل عليهم أن يروجوا للملك أثريًا بشكل كبير، مضيفا ل"البديل" أن الحل لتنشيط السياحة المصرية عمل مستسخات للآثار الأصلية وعرضها في أوروبا لتحقيق الجذب السياحي، ضاربًا المثل بمعرض توت عنخ أمون الذي نظمه عالم الآثار السويسري إريك هروينج بقطع أثرية مقلدة للملك بعد تصريح من زاهي حواس وزير الآثار وقتها، حيث زار المعرض خمس مدن أوروبية كبيرة، وحقق نجاحًا كبير بلغت عائداته 600 مليون يورو، لكن لم تنل مصر منها أي شيء.