تواصلت أعمال العنف في سوريا حاصدة 66 قتيلا الأحد بينهم 26 مدنيا، في حين تقرر عقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب الأحد المقبل للبحث في مصير بعثة المراقبين العرب التي أوقفت عملها السبت بناء على طلب من الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي. وفي موازاة ذلك أكد متحدث باسم الجيش السوري الحر أن حركة الانشقاقات من الجيش النظامي السوري والاشتباكات تكثفت خلال الساعات الماضية في مناطق ريف دمشق و”يقع بعضها على بعد حوالى ثمانية كيلومترات” من العاصمة. من جهته، أعلن نائب الأمين العام للجامعة العربية أحمد بن حلي أن وزراء الخارجية العرب سيجتمعون الأحد المقبل في القاهرة لبحث وضع بعثة المراقبين العرب في سوريا التي تقرر وقف عملها السبت. وقال بن حلي للصحفيين إن وزراء الخارجية سيعقدون اجتماعا في الخامس من فبراير المقبل لمناقشة “وضع بعثة مراقبي جامعة الدول العربية الموجودة فى سوريا والمتوقفة عن العمل الآن لاتخاذ القرار المناسب سواء بدعمها أو سحبها أو تعديل مهمتها”. وكان الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أعرب عن أمله الأحد في أن يتغير موقفا روسيا والصين من مشروع القرار الذي يجري إعداده في مجلس الأمن الدولي لدعم المبادرة العربية لإنهاء الأزمة في سوريا. ويعقد مجلس الأمن اجتماعا الثلاثاء لمناقشة الملف السوري. وقال العربي في تصريحات للصحفيين في مطار القاهرة قبل أن يتوجه إلى نيويورك حيث سيعرض على مجلس الأمن الدولي الثلاثاء المبادرة العربية الأخيرة لتسوية الأزمة السورية أن “هناك اتصالات تجرى مع روسيا والصين حول الوضع فى سوريا”. وأضاف أنه “يأمل في أن يتغير موقف البلدين” من مشروع القرار المعروض على مجلس الأمن والذي يستهدف “دعم المبادرة العربية”. وأكد العربي أن قرار وقف عمل بعثة المراقبين في سوريا “اتخذ بسبب تدهور الأوضاع هناك بشكل كبير ضمانا لسلامة المراقبين”. ومن جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الأحد إن على الرئيس السوري بشار الأسد وقف عمليات القتل في بلاده. وأضاف أن على الأسد “أولا وقبل كل شيء أن يوقف سفك الدماء فورا”، مضيفا أن “القيادة السورية يجب أن تقوم بعمل حاسم في هذا الوقت لوقف هذا العنف”. ميدانيا، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أعمال العنف في سوريا حصدت الأحد 66 قتيلا بينهم 26 مدنيا. وقال المرصد في بيان إن “الشهداء المدنيين ال26 سقطوا في مناطق ادلب ودرعا وحمص وريف دمشق وحماة وحي جوبر في مدينة دمشق”، لافتا أيضا إلى “مقتل تسعة منشقين في ريف دمشق وادلب وحماة وحمص و26 عنصرا من الجيش النظامي في ادلب وريف دمشق وخمسة من عناصر الأمن قرب مدينة الزبداني” شمال غرب دمشق وفي ادلب. وأشار المتحدث باسم الجيش السوري الحر إلى “هجمة شرسة لم يسبق لها مثيل” لقوات النظام على مناطق في ريف دمشق القريب والغوطة الشرقية والقلمون ورنكوس (حوالى 45 كلم عن دمشق) وحماه (وسط سوريا) “تطال المدنيين العزل والمنازل والابنية”. وتوقع استمرار “النظام في وتيرة القمع والقتل” بعد تعليق المراقبين العرب مهمتهم في سوريا. وقال الرائد ماهر النعيمي من تركيا إن “المعلومات والتقارير الواردة من مجموعات الجيش الحر على الأرض تشير إلى “انشقاقات واشتباكات بعضها على مسافة ثمانية كلم من العاصمة ما يدل على اقتراب المعارك من دمشق”. وأوضح أن الانشقاقات وقعت في بلدات عدة بينها جسرين وعين ترما وحمورية وصقبا وحرستا ودوما وحتيتة التركمان (ريف دمشق والغوطة) التي شهدت كذلك اشتباكات عدة. وقال إن النظام “يستخدم كل ما لديه من قوة لقمع المتظاهرين والمواطنين العزل”، مشيرا إلى “هجمة شرسة يستخدم فيها القصف المدفعي والرشاشات الثقيلة بكثافة نارية لم تحصل سابقا”. من جهتها قالت وكالة الأنباء السورية إن “مجموعة إرهابية مسلحة استهدفت صباح اليوم بعبوة ناسفة مبيتا يقل عناصر من إحدى الوحدات العسكرية بالقرب من صحنايا بريف دمشق ما أدى إلى استشهاد ستة عسكريين بينهم ضابطان برتبة ملازم أول وإصابة ستة آخرين بجروح”.