كتب: بسمات السعيد – أحمد الانصارى انتشرت دعوة جمعيات حماية المستهلك وجمعية "مواطنون ضد الغلاء" الأيام الماضية لمقاطعة السلع والمنتجات المختلفة اليوم 1 ديسمبر ولمدة يوم واحد فقط، وذلك بعد ارتفاع الأسعار المبالغ فيه من التجار الذين يستغلون عدم مراقبة الأسواق، لتوصيل رسالة أن المستهلك هو فى النهاية سيد الموقف، ويستطيع حماية نفسه من جشع التجار. "البديل" رصدت مدى نجاح الحملة بمحافظات مصر.. بداية يقول محمود رشوان، مواطن سكندري، إن الحملة نجحت بالإسكندرية اليوم، وكانت نسبة الإقبال على السلع قليلة جدًّا، واقتصرت على شراء المنتجات الأساسية، وهي الخبز والخضراوات. ويرجع ذلك للحملات الكثيفة التي قامت بها جمعيات حماية المستهلك الأيام الماضية، مشيرًا إلى أنهم وجهوا ضربة قوية في الإسكندرية للتجار. وأكد المهندس جمال زقزوق، رئيس جمعية حماية المستهلك بالإسكندرية، أن التجار اليوم لم يعترفوا بنجاح حملة مقاطعة الشراء، وأرجعوا توقف حركة البيع والشراء للظروف الجوية السيئة التي تشهدها الإسكندرية من سقوط أمطار غزيرة، وأضاف زقزوق أن الحملة بالإسكندرية عملت الأيام الماضية على نشر ثقافة المقاطعة بين المواطنين وثقافة ترشيد الاستهلاك، وأنها في الأيام القادمة ستعلن عن المقاطعة النوعية، وهي للسلع التي تتم فيها مغالاة دورية مبالغ فيها، وستكون مدة المقاطعة أطول. وبالانتقال للمركز التجاري بمدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية، قالت أمال المنشاوي إنهم علموا بحملة مقاطعة الشراء عن طريق وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وبالفعل كانت المحلات التجارية خالية تمامًا من الزائرين، ومنها المراكز التجارية الكبرى، مثل كارفور وفتح الله وعوض الله وأولاد رجب، وتكدس المواطنون في أسواق الخضار الشعبية فقط. بينما يختلف الأمر في الصعيد، والذي لم يسمع عن الحملة؛ والتي لم تلقَ اهتمامًا من جانب المواطنين؛ نظرًا لعزوف المواطن في الصعيد عن وسائل الإعلام؛ لانشغاله بأمور الحياة وزراعة الأراضي. وقالت ولاء إبراهيم، من أسيوط: أنا مع حملة المقاطعة تمامًا، ولا بد من تفعيلها ومشاركة الجميع بها؛ لأننا نعاني من موجة شديدة في غلاء الأسعار وعدم قدرتنا على شراء المستلزمات الحياتية، بالإضافة إلى ارتفاع كافة أسعار المنتجاتن الذي أدى إلى عدم قدرتنا على الوصول إلى الحد الوسط في المصروفات اليومية التي تزداد تباعًا، مضيفة: أرى أن دعوة المقاطعة لمدة يوم واحد ليس لها تأثير على العملية الاقتصادية، وأفضل أن تتم المقاطعة لمدة لا تقل عن أسبوع؛ حتى تعود بمردود إيجابي على الشارع المصري. موضحة أن: المقاطعة لم تنجح في قرى الصعيد؛ بسبب أن يوم الخميس هو اليوم الوحيد للأسواق في القرى والنجوع، فالأمر يختلف تمامًا عن المدن؛ لأننا لا نملك أسواقًا مفتوحة. الدكتور علي ثابت، الخبير الاقتصادي، قال بأن الدعوة تشمل سلعًا أساسية وسلعًا غير أساسية، وسيكون التأثير على السلع غير الأساسية في حالة الاستجابة للدعوة؛ لأنها غير هامة لدى المواطن ويمكن الاستغناء عنها لمدة يوم واحد. أما السلع الأساسية فلن يكون لها تأثير؛ لأنها من أساسيات المواطن. مشيرًا إلى أن فكرة الحملة في حد ذاتها مؤشر صامت للغضب من حدة ارتفاع الأسعار، لافتًا إلى أن الحملة لم تلقَ الانتشار الإعلامي الذي يجعلها تصل إلى معظم المواطنين، وإذا تم تطبيق الفكرة لمدة أسبوع، فسيكون التأثير على السلع غير الأساسية بالنسبة للمواطن كبيرًا. ومن جانبه قال محمود العسقلاني، رئيس جمعية "مواطنون ضد الغلاء"، إن الحملة كان لها تأثير إيجابي على كافه قطاعات الجمهورية، وأثرت في الصعيد بشكل نسبي، ولن تكون هي الخطوة الوحيدة في مجال المقاطعة، بل ستتبنى الجمعية حملات مقاطعة أخرى في الفترة القادمة؛ للتضامن مع محدودي الدخل وإعلان الغضب من موجة ارتفاع الأسعار التي لم تصل إلى نسبة من الضبط وسط غياب الرقابة على الأسعار، كاشفًا أن هناك الكثير من السلع المخزنة والمعروضة لدى التجار ارتفعت أسعارها دون مبرر، مع موجة تحرير سعر الصرف، ولا بد من الحفاظ على حق المواطن في المطالبة بتخفيض الأسعار، خاصة مع ثبات معدلات الدخل.