أصبحت مستشفيات البحيرة ساحة للفوضى الإدارية وانتهاك آداب وأخلاقيات المهنة، خاصة من جانب الأطباء، وذلك بعد تكرار الحوادث المثيرة للجدل التي أصبحت مدخلًا لتوجيه الانتقادات الحادة للمنظومة الصحية بأكملها. ولم تكن الوقائع الأخيرة والتي تمثلت في مشاجرة بالمشارط بين طبيبين داخل مستشفى كفر الدوار أو نشر طبيب بقسم النساء والولادة بمستشفى إيتاي البارود العام صورة "سيلفي" له على صفحته مع أحد زملائه داخل غرفة العمليات ترحيبًا به بالمستشفى، وظهور سيدة تحت تأثير المخدر عقب إجراء عملية لها وهي لا تزال في غرفة العمليات تحت تأثير المخدر، سوى دلالة على التردي الواضح فى أخلاقيات المهنة السامية. والعجيب أن الطبيب رغم اعتذاره عن "السيلفي" عقب حالة الغضب التي أشعلها البعض، عاد ورد بأن هذا التقليد متبع في مستشفيات كثيرة في أنحاء العالم. ومن جهته قال علاء عثمان، وكيل وزارة الصحة بالبحيرة، إنه لا يتم تجاهل أي مخالفة يقوم بها أي موظف أو طبيب، مؤكدًا أنه أحد فوق المحاسبة، مشددًا على أن مديرية الصحة تحقق في أي شكاوى تصلها، ولا تتوانى عن عقوبة المخطئ، شريطة الانتهاء من إجراء التحقيق. وأشار إلى أنه تم تشكيل لجنة من المديرية؛ للتحقيق في واقعة "السيلفي" وإظهار عورة إحدى المريضات ونشرها على صفحة التواصل الاجتماعي، مؤكدًا أنه تم إيقاف الطبيب عن العمل ومنعه من دخول العمليات لمدة ثلاث أشهر، وتحويله إلى الشؤون القانونية، وإخلاء طرف طبيب الامتياز الذي ظهر في الصورة برفقة الطبيب الأول، ومنعه من دخول المستشفى، كما تم تحويل مشرفة العمليات العامة بمستشفى إيتاي البارود إلى الشؤون القانونية؛ لعدم الإبلاغ عن الواقعة. بينما أكد الدكتور أيمن صادق، وكيل نقابة أطباء البحيرة، أن ظاهرة الخروج عن آداب المهنة لا حصر لها، "ولا ننكر تزايد الظاهرة، ولا يمكن السكوت عنها"، مشيرًا إلى أن أنواع التجاوزات متعددة، ومنها ما شهدته البحيرة مؤخرًا، لافتًا إلى وجود حالات محاباة ومجاملات تضر بالمرضى، وأن هذه التجاوزات موجودة داخل المنظومة الإدارية في الصحة بشكل عام، ولا تقتصر على الطبيب. وعن موقف النقابة أكد صادق أن أي مخالفة لها أكثر من شق، ومنها الجانب الإداري، ولا يمكن للنقابة أن تدافع عن طبيب مُدان، ولا تعلن مساندتها له سوى في حالة براءته، وأن بعض الأحداث تدينها النقابة بشكل مباشر دون انتظار الجهات الإدارية، مثل الإجهاض غير القانوني أو ختان الإناث. وأوضح وكيل أطباء البحيرة أن النقابة لا تملك كل آليات التحقيق، وأن آداب المهنة عقوبتها مطاطة وليس واضحة المعالم، تبدأ من اللوم حتى الوقف عن العمل، وأن اللائحة هي في الأساس لائحة أدبية أو أخلاقية، "ونسعى لتعديل اللائحة؛ لتكون العقوبات واضحة وفقًا لمقاييس منضبطة". وأكد أن الوقائع الخاصة بالمشادات تحدث، "ولكن الاعتداء بالمشارط يعد المرة الأولى فى تاريخ مستشفيات المحافظة على حد علمي"، وأن ما حدث مخالف لآداب المهنة، وطالب المتضررين من أي سلوك يصدر عن الأطباء باللجوء إلى النقابة؛ لإمكانية إجراء تحقيق ومحاسبة الأطباء المخالفين لآداب المهنة.