قال موقع ذا كونفرزيشن الأمريكي إن دونالد ترامب فاجأ الكثيرين في جميع أنحاء العالم بفوزه غير المتوقع في الانتخابات الرئاسية الأمريكية؛ مما جعل المحللين السياسيين الأفارقة ينوقعون الآثار المترتبة على إفريقيا. ماذا يعني انتصار ترامب لإفريقيا؟ وتابع الموقع أن فوز ترامب يعتبر الأكثر كارثية على نتيجة لتغير المناخ السياسي؛ وذلك لأن ترامب يأتي بفكر استعماري؛ مما سيعطي الضوء الأخضر لاستغلال الموارد الإفريقية على نطاق واسع، خاصة التنقيب عن الفحم والنفط؛ مما سيجعل إفريقيا القارة الأكثر تضررًا في العالم. وأضاف الموقع أن علماء الأممالمتحدة يقدرون أن هناك تسعة من أصل 10 من صغار المزارعين في إفريقيا من غير المرجح أنهم سيظلون يعملون بالزراعة بحلول عام 2100 بسبب جفاف التربة وظاهرة الاحتباس الحراري، بالإضافة إلى سوء الأحوال الجوية الذي تسبب في وفاة 180 مليون حالة في إفريقيا، وكانت الولاياتالمتحدة في فترة أوباما من خلال سيطرتها على الأممالمتحدة تتدخل بشكل قوي في مفاوضات المناخ، وكشفت وثائق ويكليكس المسربة التلاعب الصارخ في قمم كوبنهاجن للمناخ وكيفية استخدامها ضد إفريقيا. أما بالنسبة لترامب فببساطة يبدو أنه سيسحب الولاياتالمتحدة من اتفاق باريس 2015، كما فعل جورج دبليو بوش بانسحابه من بروتوكول كيوتو. وأشار الموقع إلى أنه من حسن الحظ أن اتفاقية الأممالمتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ والتي تعقد سنويًّا جارية هذا الأسبوع في المغرب. وتم فيها طرد وزارة الخارجية الأمريكية، وإنشاء آلية لفرض ضريبة كبيرة على انبعاثات الكربون المطبقة على المنتجات المرتبطة بالبلدان – خاصة الولاياتالمتحدة – والتي ترتفع فيها نسبة الانبعاثات السامة التي تهدد بقاء العديد من الأنواع عبر العالم. كما يبشر صعود ترامب للسلطة بارتفاع العنصرية في الولاياتالمتحدة وكراهية الأجانب والنخب الأفارقة الذين لديهم بعض الاستثناءات في الولاياتالمتحدةالأمريكية، والذين حاولوا بكل السبل إرضاء واشنطن، ليجدوا أنفسهم بعد اليوم غير مرحب بهم، مما سيجعل حياتهم أصعب بكثير، وسوف يؤدي ذلك أيضًا الى تضامن الأمريكيين ذوي الأصل الإفريقي مع مختلف المجموعات المناهضة للظلم في الولاياتالمتحدة كالمسلمين والأمريكيين من أصل لاتيني ودعاة حماية البيئة والتقدميين من جميع الأنواع، ضد السلطة الأمريكية؛ مما يعمل على الانقسام داخل المجتمع الأمريكي وبداية اضطرابات داخلية عظيمة. ما هي العواقب الاقتصادية المحتملة؟ تمشيًا مع الانعزالية التي روج لها ترامب خلال حملته الانتحابية، سوف يستمر ركود التجارة العالمية. أما في حالة إفريقيا، فمن المرجح أن تتراجع الفوائد في ظل النمو والفرص في إفريقيا وخفض قانون المساعدات الأمريكية لإفريقيا. ولكن يمكن للانعزالية، في المقابل، أن تعطي الأفارقة فرصة لإعادة تقييم ما يحدث الآن على أراضيها. وعلى سبيل المثال يعتبر الاعتماد المفرط على تصدير النفط والغاز والمعادن والمحاصيل النقدية بمثابة التدمير الذاتي للدول الإفريقية، ويجب أن تركز إفريقيا على توطين اقتصاداتها؛ لتكون قادرة على تلبية الاحتياجات الأساسية دون انتظار الولاياتالمتحدة أو غيرها. وقال الموقع: رغم ذلك إلا أن المؤسسات الإفريقية ذات الميول الغربية ليست منزعجة من فوز ترامب، خاصة أن مجموعة "الليبرالية الجديدة" من خبراء السياسة الذين أعربوا عن اشمئزازهم من فوز ترامب وكانوا يفضلون هيلاري كلينتون أكدوا على استمرار الهيمنة الأمريكية في كل الأحوال. ما هي السياسات الأمريكية للشؤون الإفريقية التي يحتمل تغيرها؟ من المتوقع من خلال تصريحات ترامب حرفيًّا عندما تحدث عن إفريقيا، وقال إنه يريد إعادة بناء القوة العسكرية الأمريكية، والتي قد تشمل تعزيز البنتاجون المثير للجدل للقيادة في إفريقيا، والمعروفة باسم أفريكوم. ماذا يعني هذا بالنسبة للمؤسسات المتعددة الأطراف؟ وكيف سيؤثر ذلك على إفريقيا؟ من خلال دور الولاياتالمتحدة في صندوق النقد الدولي (IMF) نجدها أصبحت أكثر شرًّا بالنظر إلى حق النقض الذي تتمتع به، وعقد أكثر من 15٪ من أسهم التصويت. لذا فمن المحتمل أن ترامب سوف يشتري أصوات الليبرالية الجديدة لتشديد الخناق على إفريقيا باستخدام حق النقض لواشنطن، وهناك اثنان من قادة الاقتصادات الإفريقية الكبيرة في حاجة ماسة للحصول على ائتمانات صندوق النقد الدولي: نيجيريا (29 مليار $) و مصر (12 مليار $) مما سيشكل ضغطًا وابتزازًا لهاتين الدولتيين. وفيما يتعلق بالأممالمتحدة، فهناك مسألة مثيرة للاهتمام تتبادر إلى الذهن: يجب على قيادة الأممالمتحدة التي تجلس الآن في حي مانهاتن، أي الجانب الشرقي لترامب، التفكير بوضع خطة طوارئ لنقل مقر الأممالمتحدة من الولاياتالمتحدة؛ لأنه قد يكون هناك صعوبة مستقبلًا بوجود ترامب أن يزور المسلمون، الليبيون والسوريون والمكسيكيون – وغيرهم- مقر الأممالمتحدة، و حتى عقد فعاليات متعددة الأطراف في الولاياتالمتحدة تحت حكم ترامب قد يكون قريبًا من المستحيل.