عرفت مصر الاسطوانات فى آواخر القرن التاسع عشر، بعد مرور عقدين من الزمن على اختراع العالم توماس إديسون للجرامافون؛ وذلك عام 1877، وكان عبده الحامولي، ويوسف المنيلاوي، أول من سجلت لهما اسطوانات، وكانت تعرف باسم "كبايات". كانت أجهزة الجرامافون نادرة ولا توجد إلا فى بيوت الأثرياء؛ وأخذت صناعة الاسطوانات تتطور مع نهاية القرن التاسع عشر، لتتحول من الكبايات إلى القمع، ثم إلى الاسطوانة المستديرة التي كانت تصنع من القار، حتى تأسست أول شركة مصرية للاسطوانات في مصر. مصر فون فى أبريل 1959، أسس الفنان محمد فوزي، أول شركة مصرية لتسجيل الاسطوانات "مصر فون"، بقيمة 300 ألف جنيه، التي أنتجت اسطوانات لأكبر المطربين المصريين والعرب وعلى رأسهم أم كلثوم، وكانت تنتج الاسطوانة بسعر 35 قرشا. افتتح وزير الصناعة، عزيز صدقي، شركة "مصر فون"، وأشاد بالفكرة التي وفرت لمصر العملة الصعبة التى كانت تذهب للشركات الأجنبية واستيراد الاسطوانات، وأنتجت مصر فون اسطوانات رخيصة وغير قابلة للكسر، ويمكن استخدامها على الوجهين وتستوعب أغنيتين، في حين كان سعر أرخص اسطوانة مستوردة فى ذلك الوقت جنيها ولا تستوعب سوى أغنية واحدة. كانت مصر فون، هى الأولى فى الشرق الأوسط التى امتلكت مصنعا حديثا بالقاهرة والإسكندرية لصناعة الاسطوانات والاستديوهات؛ واستعان الفنان محمد فوزي بخبراء متخصصين ليعلموا المصريين صناعة الاسطوانات، وأصبحت أغانى المطربين والمطربات تسجل وتطبع فى مصر. كانت شركة مصرفون هى النواة التي شجعت فنانين آخرين على دخول تجربة تأسيس شركات فنية، فأسس الفنانان عبد الحليم حافظ، ومحمد عبد الوهاب، شركة "صوت الفن" عام 1960. أنتجت شركة مصر فون اسطوانات فاخرة بأسعار رخيصة فاستفاد المواطن، ووضع فوزي نظاما جديدا لتعاقدات الفنانين يحصل الفنان بمقتضاه على نسبة من إيراد بيع الاسطوانات التي تنتجها له الشركة. التأميم في يناير 1964 تم تأميم شركة مصرفون وتحولت إلى شركة "اسطوانات صوت القاهرة"، ليصدر وزير الإعلام بعد ذلك قرار بتأسيس شركة "صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات" كشركة مساهمة مصرية تابعة لاتحاد الإذاعة والتليفزيون، عام 1977، وعيّن الفنان محمد فوزي مديرا براتب 100 جنيه للشركة التي أنفق عليها كل ما يملك، واضطر لبيع عقارات وأصول ثابتة من أجلها. لم يتحمل فوزي ذلك الوضع كثيرا، وشيئا فشيئا هاجمته آلام شديدة في بطنه، استمرت تأتيه بين الحين والآخر، ليذهب في رحلة مع مرض استعصى على الأطباء تشخيصه، وسافر للعلاج في بريطانيا وألمانيا، إلى أن فارق الحياة في 20 أكتوبر 1966.