نظم المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، برئاسة الكاتب الصحفي كرم جبر، السبت 10 يوليو، جلسة حوارية مفتوحة، للدكتور محمد عبد العاطي، وزير الري والموارد المائية، بحضور كبار الكتاب الصحفيين والإعلاميين، وذلك بالقناطر الخيرية. وتم خلال اللقاء إدارة حوار مفتوح حول طرق إدارة الموارد المائية بمصر في ظل التحديات المائية. وقال الكاتب الصحفي كرم جبر، إن مصر لن تعطش أبدًا، ولن تتنازل عن حقوقها التاريخية في مياه النيل، مضيفًا أن علينا أن نصطف جميعًا خلف الدولة المصرية والرئيس عبد الفتاح السيسي، ونثق أن حقوق مصر محفوظة ونمتلك حق الدفاع الشرعي إذا تعرضت تلك الحقوق لأي خطر يهدد المصريين. وأضاف: "جئنا اليوم إلى القناطر الخيرية لنقل رسالة طمأنة وثقة كبيرة في الدولة المصرية وقدرتها على إدارة هذا البلد، وعلينا جميعًا أن نثق في أن رئيس الدولة الذي تمكن ومعه الشعب المصري من القضاء على جماعة الإخوان الإرهابيين، وقادر على أن يضع كافة الحلول الممكنة للتعامل مع حقوق مصر التاريخية في مياه النيل". وقال إن دور الإعلام مهم في هذه الفترة التي نمر بها، وعلينا جميعًا توعيه المواطنين بالقضية وأهمية ترشيد المياه، وشرح الحقائق للوقوف خلف القيادة السياسية والتي نثق تمام الثقة بأنها لن تفرط في حقوق مصر، مشيرًا إلى أن الدولة تمتلك العديد من البدائل والحلول وفقًا لخطط إستراتيجية مدروسة بالكامل. وأوضح أنه من حق الشعب الإثيوبي أن يستمتع بالتنمية، ولكن دون المساس بحقوق مصر والسودان التاريخية في مياه النيل، مضيفًا أن هناك تأييد عربي كبير لمصر والسودان في الحفاظ على حصصهم التاريخية في مياه النيل. واختتم حديثه بتوجيه دعوة إلى شركات السياحة لتنظيم رحلات نيلية إلى القناطر الخيرية للتعرف على قرب على اللوحة الفنية البديعة التي وهبها الله لمصر، مضيفًا أن ذلك سيساعد على تنشيط السياحة بشكل غير مسبوق. ومن جانبه أكد د.محمد عبد العاطي، أن الدولة جاهزة للتعامل مع أي طارئ فيما يخص قطاع المياه، مشيراً إلى أن وزارة الموارد المائية والري تؤمن الاحتياجات المائية لكافة الاستخدامات، وتقوم بإدارة المياه بأعلى درجة من الكفاءة لتحقيق الاستفادة القصوى من كل قطرة مياه. وأضاف أن مصر جاهزة للتعامل مع كافة السيناريوهات حول سد النهضة، مضيفًا أن المصريين بكل أطيافهم على قلب رجل واحد، وأن الدولة لن تسمح بحدوث أزمة مياه في مصر أو حدوث ضرر في المياه التي تصل إليها، موضحًا أن مصر تؤمن بالتنمية لجميع دول حوض النيل. وأوضح أن هناك تنسيقا كاملا بين جميع أجهزة الدولة للتعامل حول قضية سد النهضة بلا تسرع في اتخاذ أي قرار، بل يتم دراسة كافة القرارات التي تخص الأمر بتأني حتى يتم تحديد الوقت لتنفيذ أي سيناريو. وأشار إلى أن السدود على مجرى النيل لا ترعب مصر التي تقدم يد العون لدول حوض النيل لبناء السدود المختلفة، مضيفًا أن أزمة سد النهضة بسبب عدم وجود اتفاق أو تنسيق، ونحن ندعو للسلام والتعاون بين كافة الدول. وقال إن وزارة الموارد المائية والري تبذل جهوداً كبيرة لتحقيق الإدارة المثلي للموارد المائية في مصر لضمان الاستفادة القصوى من كل قطرة مياه وتعظيم العائد من وحدة المياه، مؤكدًا على التأثير الإيجابي الكبير للمشروع القومي لتأهيل الترع لما له من أهمية كبيرة في توصيل المياه لنهايات الترع، وتحقيق العدالة في توزيع المياه بين كافة المزارعين على الترعة. وأضاف عبد العاطي، أن هناك عددا كبيرا من المزارعين الذين لديهم تجارب كثيرة في تطبيق نظم الري الحديثة، مؤكداً على تأثيره الإيجابي على الفلاح من ناحية الإنتاجية وتحسين مستوى المعيشة، حيث تسهم نظم الري الحديثة في زيادة الإنتاجية المحصولية، فضلا عن ترشيد استخدام المياه. وأوضح أن الوزارة تعتمد على التكنولوجيا الحديثة في إدارة الموارد المائية، مثل استخدام شبكة للرصد "التليمتري" لقياس مناسيب المياه ونقلها بشكل فوري لمتخذي القرار بالوزارة، واستخدام صور الأقمار الصناعية والنماذج العددية في التنبؤ بالفيضان والسيول ومتابعة مساحات المحاصيل الزراعية ورصد التعديات على نهر النيل والمجاري المائية للتحرك بشكل فوري لإزالتها بالتعاون مع الأجهزة الأمنية والمحافظات المعنية. وعقب ذلك أدار الإعلامي أحمد موسى حوارًا بين عدد من الفلاحين للحديث حول تجربتهم في إدارة المياه في ظل التحديات المائية التي تمر بمصر، وأجمع الفلاحون على أن استخدام الري بالتنقيط وترشيد استخدام المياه، أدى إلى زيادة الإنتاج وتخفيض كمية تسميد النباتات ما أدى إلى ترشيد الإنفاق. ثم أدار الإعلامي نشأت الديهي، حوارًا مفتوحًا، بحضور المهندس مصطفى السنوسي بقطاع مياه النيل في وزارة الري، وأحد المشاركين في مفاوضات سد النهضة، ود.هشام بخيت أستاذ الوراد المائية في كلية هندسة جامعة القاهرة وعضو الفريق الفني التفاوضي لسد النهضة، د.عارف غريب رئيس الإدارة المركزية للتعاون الإقليمي لقطاع مياه النيل. وقال نشأت الديهي، أن ما يجري حاليا تأمين للجبهة الداخلية، والعمل على ترشيد استخدام المياه، مضيفًا أن كل ما يجري حاليا من مشروعات للري في مصر ليس مرتبطًا بسد النهضة ولكن كان يجب أن يحدث منذ عشرات السنين، فهو ليس رد فعل على سد النهضة، والدولة تعمل على الحفاظ على الأمن المائي بمفهومة الواسع. وقدم المهندس مصطفى السنوسي، عرض عن تطورات العملية الإنشائية لسد النهضة الإثيوبي، مؤكدًا أن الجانب الإثيوبي يعلن ما هو غير صحيح عن السد في محاولة لكسب الداخل الإثيوبي، وأن كل ما تم إعلانه عن كميات المياه المخزنة وتشغيل مولدات الكهرباء بداية أغسطس المقبل، ليس صحيحًا بالمرة. وقال د.هشام بخيت، إن سد النهضة يقع في تصنيف الأكثر خطورة بالنسبة لاحتمالات انهيار السدود، مضيفًا أن السد الإثيوبي به العديد من العوامل التي تشعرنا بالقلق من انهياره، خاصة أن اللجنة الدولية للخبراء أثارت العديد من النقاط السلبية في إنشاء السد. وأكد د.عارف غريب، أن إثيوبيا تطلق العديد من الادعاءات حول توقيع مصر على جداول الملء أو شراء المياه، وذلك في محاولة لهز ثقة المواطن المصري في الدولة المصرية، مضيفًا أن قواعد ملء وتشغيل السد تأتي ضمن إطار اتفاق قانوني كامل، ولا يمكن تحت أي بند من البنود اجتزاء أجزاء من الاتفاق.