عندما تم وضع الهيكل التنظيم لقيادة تنظيم 1965 بقيادة سيد قطب نشطت القيادة في تجنيد أكبر عدد من الشباب وتلقينهم بأفكار سيد قطب.. وقد لوحظ أنهم يسعون لتجنيد عناصر شبابية معينة.. ومن يدقق في قائمة الاتهام الرئيسية التي يتصدرها سيد قطب ومعه 44 متهما.. سوف يفاجأ أن بينهم 32 معيدا وباحثا في مجالات الطاقة النووية، والهندسة الكيماوية، ومعهم د.محمد بديع المرشد الحالي وكان معيدا بكلية الطب البيطري.. المهم أن التنظيم أقام معسكرين بمصيف جمصة، ومصيف بلطيم لتأهيل الكوادر من خلال برنامج ديني/ سياسي، ثم التدريب علي الرياضة العنيفة.. وبعدها التدريب علي استخدام أنواع الأسلحة.. ومن اللافت أن التنظيم كان حريصا علي تدريب شبابه علي مهارات ومهام عديدة، فقد كلف بعض المجموعات بجمع المعلومات عن مراكز الشرطة ومديريات الأمن بالمحافظات والمطارات، ومحطات توليد الكهرباء والمياة، والتلفزيون والاذاعة، ومقار السفارات الأجنبية، وكافة المنشآت العامة الحيوية.. علي أن يقدم الشباب تقارير عن كيفية حراسة تلك المنشآت وعدد الحراس، مع عمل رسوم تخطيطية لها وكيفية تدميرها.. وتم تدريب البعض علي اقتفاء الأثر، ونقل الأخبار والشائعات وتقديم تقارير بذلك إلي قيادة التنظيم، وكلف آخرون بترجمة بحوث علمية خاصة بالمفرقعات والمواد الناسفة، كما تم تدريب البعض علي مهنة الزنكفراف حتي يمكن تصنيع الاختام المزورة عند الحاجة إليها.. والتحق آخرون بمعهد اللاسلكي علي نفقة التنظيم.. وكلف فريق بتقديم تقارير عن الصحافة والصحفيين وأجهزة الإعلام.. وقام عدد من العاملين في القوات المسلحة باختلاس بعض القنابل والأسلحة من وحداتهم.. وكذلك الكتيبات الخاصة بفك وتركيب واستخدام تللك الأسلحة.. وقام عدد من المهندسين الكيماويين.. والمعيدين بمؤ'سة الطاقة الذرية بجهد خاص في تحضير العديد من المواد الناسفة بمعامل المؤسسة والمركز القومي للبحوث.. كما أعدوا مشروعا لنسف الكباري حددوا فيه نقاط الارتكاز، كما صنعوا جهازا لتفجيرا المواد الناسفة باللاسلكي.. وقد حرص التنظيم علي تدبير عدد كاف من الأماكن الصالحة للتدريب ومنها بعض الشقق التي تم استئجارها.. ثم بعض الأماكن المناسبة في المحافظات القريبة.. واعترف علي عشماوي المسئول عن تنظيمات القاهرة وعن التدريب.. والسلاح أنه كان يمر علي منازل الأعضاء ومعه شنطة بها قنبلة ومسدس لتدريبهم.. وكان التنظيم قد نجح في جمع العديد من الأسلحة المختلفة.. ومنها المسدسات، والمدافع والخناجر، والمفرقعات.. كما أعد كوادره بعض المواد الناسفة.. وقد أورد اللواء فؤاد علام في مذكراته حصرا ببعض الأسلحة التي تم ضبطها في مساكن بعض الأعضاء، وأمام جيرانهم الذين أصيبوا بالذهول: مسكن ممدوح درويش الديري عم د.مكارم الديري مرشحة الإخوان السابقة لمجلس الشعب بدائرة مدينة نصر 66 شارع بورسعيد بالظاهر شقة 7، وضبط بالمسكن 100 زجاجة مولوتوف، 13 أنبوبة زجاجية بداخلها بارود أسود، وعبوات مليئة بحامض الكبريتيك الذي يشعل مادة البارود ويفجر زجاجات المولوتوف. مسكن محمد عبد المعطي الجزار المعيد بالطاقة الذرية 3 شارع معوض بالمطرية، وضبط به مجموعة من الأسلحة والمفرقعات قال عنها تقرير خبير المفرقعات: مجموعة قنابل ايطالية، وقنابل يدوية دفاعية، وقوالب ت.ن.ت وأصابع جلجانيت، ومفجرات كهربائية، ومفجرات طرفية، ومجموعة برطمانات معبأة بمادة صفراء شديدة الانفجار، ومواد أخري مما يستخدم في القتل والنسف، وتدمير المنشآت، والكباري، والخزانات، ومحطات الكهرباء، وخطوط السكك الحديدية، كما ضبط بنفس المسكن عدد من المواقع والمسدسات من مختلف الماركات وكلها صالحة للاستعمال، والذخيرة الخاصة بكل سلاح.. إلي جانب 33 خنجرا.. كما ضبطت أسلحة متنوعة ببعض البلدان القريبة.. ناهيك عن التجهيزات الأخري مثل كواتم الأصوات وغيرها.. كما ضبط عدة تقارير من معاينة مجمع التليفونات بشارع رمسيس، وسنترال العباسية ومباني تليفونات باب اللوق والعتبة، ومبني سنترال مصر الجديدة مع تقارير عن أسلوب الحراسة وعدد الطوابق.. كذلك تقارير عن معاينة محطات الكهرباء والمياه بالقاهرة والأسكندرية وبعض الأقاليم.. وعدد كبير من الكباري واعداد رسوم تخطيطية لكل ذلك حددوا فيها نقط الارتكاز.. وقام طيار اخواني بمعاينة مطار القاهرة الدولي، وعمل رسم تخطيطي دقيق له يوضح مساحة المطار وممراته والمنشآت الموجودة به وخاصة محطات توليد الكهرباء والاتصالات التليفونية وبرج المراقبة، وأجهزة توجيه الطائرات وأجهزة اللاسلكي.. وفي يوليو عام 1965 وبعد أن استكمل التنظيم قدراته وخططه، أصدر سيد قطب أوامره باغتيال بعض المسئولين وفي مقدمتهم رئيس الجمهورية وتخريب بعض المنشآت العامة لإرباك الدولة حتي يمكن مقاومتها وتغيير نظام الحكم القائم بالقوة.. وعلي الرغم من التدبير المحكم فقد تم كشف التنظيم بكامل تشكيلاته وفي أماكن تواجده.. ويعترف أكبر مسئول أمني وقتها 'اللواء فؤاد علام' قائلا 'ولكن الله كان من ورائهم محيط فقد تم القبض عليهم جميعا.. وحال ذلك دون تنفيذ ما يبيتون.. ووقي الله البلاد شر الفتنة والدمار'.. وخلال التحقيقات تكشفت حقائق مثيرة لعل منها أن 'زينب الغزالي' كانت تدير شبكة دولية لدعم التنظيم بالمال والسلاح.. وأنها أوفدت العديد من أعضاء التنظيم للعديد من الدول للاتصال بالإخوان الهاربين ، وتنسيق عمليات الدعم التي تولاها يوسف ندا الذي كان يقيم وقتها في ليبيا، وسعيد رمضان في أوروبا.. ومصطفي العالم وعشماوي سليمان في دول الخليج، وهاني بسيوني رئيس تنظيم الإخوان الفلسطينيين في الدول العربية.. وقد لعب إخوان السودان مع الإخوان المصريين الهاربين في الخرطوم دورا في غاية الأهمية لتسهيل تهريب الأسلحة إلي مصر عن طريق دراو.. ومازلنا مع سيد قطب.