أبرزت الصحف ووسائل الإعلام العالمية بيان الحكومة، الذي أشار إلي فشل جهود الوساطة الدولية في حل الانقسام السياسي في البلاد، والذي دعت فيه المتظاهرين إلي فض الاعتصام، حيث قالت صحيفة ال'جارديان' البريطانية، إن الفريق أول عبد الفتاح السيسي، أعاد الحنين إلي القومية العربية، التي يمثلها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. وتساءلت الصحيفة، في تقريرها أمس، ما إذا كان السيسي هو 'عبد الناصر' جديدا. وأضافت: 'النقاشات لا تنقطع في الشارع المصري حول أوجه التشابه بين الرجلين عبد الناصر والسيسي. استخدم السيسي بعض المفردات اللغوية والموضوعات التي استخدمها عبد الناصر لتكريس تركته، باعتباره أحد أكثر الشخصيات المصرية شهرة في العصر الحديث'. وتابع: 'السيسي لديه الكثير من الصفات المشتركة مع عبد الناصر، أبرزها القومية العربية وعدم الثقة في نوايا الغرب والكرامة العربية والقيادة القوية، كما استحوذ السيسي علي تأييد شريحة واسعة من الشارع المصري، الذي لا يزال يناضل منذ ثورة 25 يناير وحتي الآن من أجل حريته'. وقال دبلوماسي غربي، في موقف واضح معادٍ ل'السيسي': 'هناك شغف لزعيم قوي، وعبد الناصر لا يزال يحظي بنوع من التبجيل، رغم أني لا أعتقد أنه يستحق ذلك، ولست متأكداً من أنه فعل الكثير من الخير لهذا البلد'. ونقل التقرير عن أحد النشطاء قوله: 'علي الرغم من محاولات تشويه عبد الناصر، فإنه كلما ساءت أحوال البلاد استحضر الجميع صورته'. وأشارت إذاعة 'صوت أمريكا'، إلي أن نائب وزير الخارجية الأمريكي، ويليام بيرنز، غادر مصر بعد وقت قصير من البيان، كما أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه بشأن ما نُشر عن فشل جهود الوساطة الدولية، وحث جميع الأطراف للتوصل إلي حل سلمي، وقالت الإذاعة، في تقرير لها أمس، إن الأزهر يخطط لاستضافة محادثات الأزمة الأسبوع المقبل، ما يؤكد المخاوف التي سادت البلاد بعد فشل الجهود الدولية في التوصل لحلول لأزمة اعتصامات الإخوان. من جانبها، ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية 'بي. بي. سي'، أن قرار الحكومة بفض اعتصامات مؤيدي مرسي بدا نهائيا ولا رجعة فيه، ودللت علي ذلك ببيان رئيس الوزراء. وأكدت 'بي. بي. سي' أن مطالب السلطات المصرية للإخوان بإنهاء اعتصاماتهم، دفع عددا من الدبلوماسيين للتعبير عن مخاوفهم، بشأن احتمال استخدام الحكومة المصرية القوة لتفريق الاحتجاجات. وأضافت: 'البيان الذي أصدرته الحكومة بشأن فض الاعتصامات يترك المصريين في حالة من القلق تجاه المستقبل'، واستشهد التقرير بالبيان المشترك لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري، ومفوضة الاتحاد الأوروبي كاترين أشتون، الذي أكد أن الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي ما زالا ملتزمين تماما تجاه جعل مصر دولة قوية وديمقراطية ومنفتحة ومزدهرة، ودعوا إلي الوصول لحل سلمي للصراع، معربين عن قلقهما من أن كل طرف في مصر لم يتخل بعد عن جموده ولا زال ثابتا علي موقفه. في سياق متصل، قالت صحيفة 'الإندبندنت' البريطانية، إن انهيار أي محاولة للمفاوضات بين أطراف مصر يترك البلاد علي شفا حرب شاملة، مؤكدة أن المصريين يحتفلون بالعيد هذا العام وهم يواجهون أخطر أزمة منذ سقوط نظام حسني مبارك. واستشهدت 'إندبندنت' بتصريحات شريف طاهر، أحد السياسيين المصريين، التي أكد فيها أنه يأسف لقوله إن مصر في طريقها إلي حرب شاملة. وقال عصام العريان، القيادي الإخواني، ل'إندبندنت'، إن السلطات المصرية 'مصاصة دماء لا يمكنها إشباع رغبتها في إراقة المزيد من الدماء طول الوقت'، محذرا من أن الحكومة لا يمكنها تخيل ما سيحدث إذا حاولت فض اعتصام مؤيدي مرسي وإبعادهم عن الشوارع بالقوة، مؤكداً في الوقت نفسه أن المعتصمين لا يحملون الأسلحة، وما سيحدث لن يكون معركة ولكن سيكون مجزرة.