تحت عنوان "الحل الوحيد في مصر هو الدبلوماسية"، أعدت صحيفة (إندبندنت) البريطانية في افتتاحيتها تقريرا حول الازمة السياسية العميقة التي تشهدها مصر. وقالت الصحيفة إن فشل المحادثات الدولية للوساطة بين جماعة الإخوان والحكومة الانتقالية، أدى إلى تأكيد الأخيرة على ضرورة فض اعتصامي أنصار الرئيس المعزول "محمد مرسي" في ميداني رابعة العدوية والنهضة. وأضافت الصحيفة إن احتفال المصريين بعطلة عيد الفطر التي تصادف نهاية شهر رمضان، يضع بلادهم تسير على حد السكين السياسي، خاصة في ظل احتمال قرب بدء الصراع العنيف لا محالة. وتابعت الصحيفة قائلة: ليس فقط فشل محادثات الوساطة الدولية وإلقاء كل جانب اللوم على الآخر لفشلهم. فإن الحكومة تتحدث ببكل تفاؤل أكثر من أي وقت مضى عن فض اعتصامات أنصار مرسي، حيث قال "حازم الببلاوي"، رئيس الحكومة المؤقتة، يوم الأربعاء: "قرار فض الاعتصامات نهائي ولا رجعة فيه". ولفتت الصحيفة إلى أن شهر رمضان أجبر الجميع على ضبط النفس لكنه للأسف انتهى ليلة الاربعاء. وبعد مرور ثلاثة أيام عيد الفطر، قد تعود الاعمال العدائية للظهور مجددا، جالبين معهم خطر أن تنحدر مصر إلى صراع دموي مفتوح. وأشارت الصحيفة إلى أن اثنين من المحاولات الفاشلة السابقة للتخلص من أنصار مرسي في الشوارع أدت إلى مقتل أكثر من 130 متظاهرا، في أسوأ أعمال عنف منذ سقوط "حسني مبارك" قبل عامين وهو ما لا يبشر بالخير. وأنهت الصحيفة افتتاحيتها قائلة: من الصعب أن نكون متفائلين حول بلد منقسم جدا بهذا الشكل المرير. ويبدو أن البارونة "كاثرين آشتون" من الاتحاد الاوروبي ولا وفد وزارة الخارجية الأمريكية قد أحرز أي تقدم. ولكن تظل الحقيقة أن الحل الوحيد القابل للتطبيق هو الدبلوماسية. وأي بديل يعد خطر حقيقي على هذا البلد في المنطقة الأكثر اكتظاظا بالسكان، والطفل المدلل للربيع العربي، ويهدد بخطر انحدارها إلى الحرب الأهلية. ويبقي في النهاية ضرورة المحافظة على محاولة نجاح الجهود الدبلوماسية حتى لو لم يكن هناك أمل منها.