سبق ان ذكرت في مقالة ' في انتظار الكارثة.. التي كلها خير ' منذ اكثر من ثلاثة اشهر واستقرأت نصا ' أن الشعب المصري لن يستيقظ من غفلته الا بكارثة أو حدث جلل ليلتف لكي يتحد ويتوحد أمام التيارات الممنهجة وخططها المحكمة للحيلولة إلي إجهاض ثورة شعب أو إفشال المبادئ التي قامت من اجلها وقتل ما بقي منها جمال.فمعدن هذا الشعب لا يظهر الا بالمحن او المصائب او الكوارث حتي يتوحد ولنا في التاريخ المصري الحديث أسوة، فقد توحد الشعب أمام الملك عندما ثار الضباط الاحرار، توحد حين أراد عبد الناصر التنحي، قضي السادات علي مراكز القوي فتوحد الشعب، وحارب ثم جنح الي السلم فتوحد الشعب، والآن ليس هناك من زعيم نلتف من حوله فيأتي الشعور، إن الله لن يترك مصر وشعبها، والكارثة قادمة والحدث الجلل قادم حتي نعود ونتوحد من أجل مصر مهما كانت الكوارث أو المحن هي شر إلا أنني أجد انه سيكون ظاهره الشر وباطنه الرحمة ' وازعم الان صدق استقرائي للمشهد القادم واستكمالا لهذا الاستقراء اخشي القول بأن الكارثة التي كلها خير.. هناك عوامل خارجية و داخلية قد تمنعها ان تكون كلها خير !! فالدعم الامريكي للمشروع الاخواني بات مفضوحا وكذلك المساندة الاوربية للتواجد الاخواني سار معلنا بعد فشل المخطط المستقبلي لمصر والمتفق عليه انفا مع الاخوان ومخلصة ان تصبح مصر دولة دينية سنية والاعتراف بها ثم الاعتراف بها كدولة دينية دوليا يتبعها الاعتراف العالمي باسرائيل دولة دينية استنادا لمبداء المعاملة بالمثل و لتهنئ اسرائيل بالاعتراف لها دوليا ورسميا كدولة دينية يهودية لها حقوق ولتذهب فلسطين الي الجحيم, وماكسب الصفقة لا تتوقف عند هذا الهدف ذات الاستراتيجية قصيرة الامد بل له امد طويل حيث ستساهم امريكا و الاتحاد الاوربي لجعل مصر في زمن الدولة الدينية الاخوانية دولة كبري لتناطح بها العدو الامريكي الاسرائيلي العنيد ايران ولتهنئ دول الغرب بالحروب النمطية و غير النمطيةوالمخابرتية لهذان الكيانان المتصارعان لأثبات أي منهما هو الاقوي ومرحب بالتنازع المذهبي السني الشيعي و للتفرغ طفلتنا المدللة اسرائيل لطوحاتها التوسعية بعد نجاح نظرية الالهاء الممنهجة لصالح صاحب النظرية الاصيل !.. وهاهم قد اتحدا ليعلنا رسميا دعمهم الجاد للمشروع الاخواني بالتصريح الصريح لهما وقولهم ' ان الحكومة المصرية تتحمل عواقب ما تسفر عنه اعلانها عن وقف المساعي للحلول السياسية وتحملها تداعيات هذا الموقف مستقبلا !! و أن الوضع لا يزال هشا للغاية ولا يهدد بمزيد من إراقة الدماء والاستقطاب فحسب وبل ويعوق الانتعاش الاقتصادي الضروري لنجاح العملية الانتقالية في مصر.' وحقيقة الامر لهم الحق !! فالصفقة التي كان القائد العام للقوات المسلحلة السابق معترضا عليها, ها نحن قد نجحنا في اقالته مخابراتيا !! و ازعم انهم لم يكونوا يتصوروا أبدا أن القائد الجديد ورئيس المخابرات السابق الذي عينه الاخوان ماهو الا حمل وديع حيث انه تلقي تعليمه من خلال المدرسة الحربية الامريكية فهو خير خلفا و كنزا استرتيجيا للصفقة التي لا لن ولم تتم تحت سقف وزير دفاع خرج من المدرسة الحربية السوفيتية ! فواضح وجلي ان لسيسي اربك اصحاب المصالح و الصفقات, وسيربك الجميع قريبا ! وربما بعد ان يخرج علي الشعب ورسميا ليعلن عدم نيته لأن يقود المرحلة المقبله و انه راضي عما قام به ومستريح الضمير وريد ان يستريح من اعباء السياسة التي اقحمته الظروف فيها.. ولكن ازعم وقتها انه سيكون عليه تكليفا تشريفا.. المهم توقيت اعلانه هذا.. الذي اشتم فيه رائحة خطاب التنحي الشهير !.. وشكرا للأخوان. النهاية ------ قال السادات يوما ' لقد اصبح لمصر سيفا ودرعا ' ثم تم اغتياله ثم من بعده اصبحت مصر ' سيفا امريكيا وضرعا في فم الطفل المدلل اسرائيل.. ضرعا لا درعا.. ضرعا تتزود منه وتقتاد منه غازا وامنا استرتيجيا واخشي عندما يحين الفطمان ينهش ويلتقم هذا الضرع فلا يبقي لأبناء الام لبنا.